
محمد جمال الدين
فاشل بامتياز!
مسكين الرجل الذى مازال يبحث عن دور، بعد أن ظل طوال عمره يبحث عنه، ولكنه لم يجده سواء لضعف شخصيته أو لخطأ فى تقديره للأمور، أو لأن جماعته المحظورة التى سبق أن انضم إليها ليس لها دور أصلا منذ بداية تكوينها برعاية من الاستعمار.. وحتى عندما حانت لها الفرصة ليكون لها دور فى مصر بعد طول انتظار لم تستغلها لافتقاد جميع كوادرها للمؤهلات المناسبة لإدارة أى كيان، فما بالك بدولة.. أتحدث هنا عن عبدالمنعم أبوالفتوح الفاشل بامتياز فى إثبات ذاته فى أى مجال دخل فيه ليثبت لنفسه أو للغير أنه ناجح.
عبدالمنعم أبوالفتوح «طبيب» أتحدى كائنا من كان أن يعرف ما هو تخصصه فى عالم الطب، وحاليا يعمل بالسياسة ويرأس حزبا اسمه «مصر القوية» لا أعرف عدد المنتمين إليه أو اسم أى قيادى آخر فى الحزب سوى «أبوالفتوح» نفسه.
فشل بامتياز فى انتخابات الرئاسة وتخطاه من كانوا يطلقون عليه «عبيط»، وحصل على أصوات أكثر منه، رغم سنيّ عمره التى قضاها فى خدمة جماعته الإرهابية منذ كان طالبا فى الجامعة حتى وصل إلى مكتب الإرشاد، ثم نائبا للمرشد فى الجماعة «اللى متتسماش»، ولكن لضعف قدراته ومواهبه خرج من جنتها على يد من هو أشطر وأمهر منه «خيرت الشاطر»، فتم طرده شر طردة، ولكن لأن «اللى فى القلب فى القلب»، ظل الرجل متمسكا بالجماعة ولو على سبيل «التمحك» فى ثوبها الملطخ بالدم والخيانة والمؤامرات، إلا أنه فى حساب قادتها لا يساوى عندهم «بصلة»!
عقب الطرد أسس حزبه المزعوم متوهما أنه يستطيع أن يصبح زعيما للمعارضة.. ونظرا لضعفه وقلة حيلته ولد حزبه مثله ضعيفا وأصبح وجوده فى الشارع السياسى كالعدم، فقرر عدم خوض الانتخابات البرلمانية بحجة أن المناخ غير مناسب، ولم يعترف بأن حزبه وجماعته السابقة وجميع من هم على شاكلته المتاجرين بالدين لم يعد لهم وجود، ونتائج الانتخابات الأخيرة تثبت ذلك.
ولكى يثبت لنفسه وللآخرين من أمثاله أنه معارض حق، خرج علينا بتصريحات حنجورية، من التى اعتاد هو وجماعته إياها إطلاقها بين الحين والآخر، يطالب فيها بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بسبب سوء إدارة البلاد.
تصريحات توهم الرجل أنها قد تعيده إلى دائرة الضوء لعله فى يوم من الأيام يراه البعض مهما، أو قد تعيده هو أو جماعته على رأس كرسى الحكم على اعتبار أن الدولة تدار بشكل خاطئ، لأن المعارضين من أمثاله مدعى البطولة الورقية يخافون عليها، وتناسى هو ومن معه من نفس الفصيل أن الشعب لن يخدع فيهم مرة أخري، وأن ما يفعلونه ليس سوى حلاوة روح، أو «طق حنك» بعد أن أصبح الفشل يلازمهم فى كل خطوة يخطونها.. فبعد طرده من الجماعة وفشله مع حزبه فى إثبات وجوده ونيل الخائن «مرسي» منه وهو القادم من الصفوف الخلفية تأكد أنه مدمن فشل وليس مخدرات لا سمح الله.
وحتى دوره كطبيب لم يتقنه ولم نعد نعرف آخر مرة مارس فيها الرجل مهنة الطب، ولم نتذكر منه فقط سوى عمله فى هيئة الإغاثة الإسلامية التابعة لنقابة الأطباء وفشل فيه أيضا لارتباط هذه الهيئة بالجماعات الإرهابية وتقديم الدعم والمساعدات لها بدلا من مساعدة المرضى والجرحى والمحتاجين.
بالمناسبة تلك الجماعات هى نفسها التى أصبحت فيما بعد تقود الإرهاب فى العالم، مما يؤكد أن أبوالفتوح لم يكن يوما طبيبا يداوى الجراح ويشفى المرضي، وإنما كان وسيطا أو سمسارا يرعى الإرهاب، ثم يأتى ويتحدث عن كيفية إدارة البلاد بطريقة سليمة.
الأخ أبوالفتوح.. أعتقد أن عودتك لدراسة الطب والتخصص فى شيء ينفع الناس أفضل لك حتى تختم حياتك بعمل نافع حين تقابل ربا كريما يوم الحساب، لأن مصر لن تعود للخلف بعد أن خلصها الله من يد أمثالك عاشقى الدم والإرهاب الذى شاركت فى صنعه.. ومشروع الأخونة الذى ناديتم به أنت وجماعتك ذهب مع الريح، أما ادعاؤك للبطولة فما هو إلا بطولة مزيفة لأنك أولا وأخيرا لست سوى بطل من ورق وفاشل بامتياز.
ليرحمنا الله منك ومن أمثالك.
آمين يا رب العالمين.■