
محمد جمال الدين
حزب الوسط «يغسل» ماضيه!
فى محاولة يائسة لحفظ ماء الوجه أصدر حزب الوسط بقيادة المفرج عنه مؤخرا «أبوالعلا ماضى» بيانا، يتبرأ فيه من تعاونه مع جماعة الإخوان المحظورة، بالإضافة إلى قبوله لاستقالة بعض قياداته الهاربة إلى الخارج من أمثال المدعو محمد محسوب وحاتم عزام وآخرين.. وأضاف الحزب فى بيانه أنه يرفض ويدين كل أشكال العنف والتعذيب ومن جميع الأطراف، مبررا موقفه من عنف الجماعة إياها، ومشددا على استمرار موقفه من التمسك بالسلمية والتزامه بالقانون والدستور «بالطبع لم يحدد الحزب عن أى دستور أو قانون يتحدث؟!».
بيان الحزب انتهى بتمسكه بالديمقراطية وبتأكيده على أنه لم ولن يكون حليفا فى يوم من الأيام لجماعة الإخوان فى محاولة منه «الحزب» لإنقاذ ما تبقى منه عقب تحالفه مع الجماعة المحظورة والذى لم يشاهده سوى «الأعمى» وبعد أن أضاع تاريخه ونضاله الذى ساعده فيه كل محب لمصر، وقت أن اعتادت لجنة شئون الأحزاب على رفض تأسيسه باعتبار مؤسسيه يميلون إلى جماعة الإخوان أو من مطارديهم وهذه هى الحقيقة وإن كان الرفض المصرح به وقتها كان لأسباب أخرى، ولكن للأسف دأبت قيادات الحزب، وعلى رأسهم مؤسسه «أبوالعلا ماضى» على التمحك فى الإخوان محاولين كسب ودهم ورضاهم بكل السبل منذ أن أفرزت الانتخابات الرئاسية باستبن خيرت الشاطر «محمد مرسى» ليكون رئيسا للبلاد حتى نالوا هذا الشرف الذى لا يضاهيه شرف من وجهة نظرهم.
هذا الشرف جعلهم من الزبائن الدائمين لقصر الاتحادية وأصبحوا من الأبواق المعتمدين النشطين للجماعة لتبليع المصريين دواء الإخوان المر فى الحلوق مقابل مقعد فى مجلسى الشعب أو الشورى أو مقعد وزارى ناله هذا الرجل «المحسوب» علينا زورا أنه رجل.
والغريب أن الحزب الذى يتبرأ حاليا من الإخوان عاد وأكد فى بيانه أنه انحاز للديمقراطية التى أتت لنا بالخائن مرسى، وبالتالى كان تعاونه معه ومع جماعته نابعا من إيمانهم بالديمقراطية.
ثم عاد الحزب ليؤكد فى بيانه الذى خرج به علينا أن الجميع يعرف أن خط أعضاء الحزب السياسى لا يمت بأى صلة سواء من قريب أو بعيد لخط الجماعة الإرهابية، ومع هذا ارتضى أن يضع نفسه فى نفس «السلة» التى ضمت الإرهابى وعاشق الدماء «عاصم عبدالماجد» والتصفوى «صفوت حجازى» ولم يجد فى ذلك غضاضة، ثم يعود ويقول فى بيانه أنه ضد العنف بكامل أشكاله وتناسى عن عمد العنف والإرهاب الذى مارسته الجماعة التى تحالف معها أثناء حكمها للبلاد وأثناء اعتصامى رابعة والنهضة، وعلى الرغم من ذهاب الجماعة وحزبها وإزاحة رئيسهم وذهابهم جميعا إلى الجحيم ومزبلة التاريخ لم نجد الحزب يعتذر عن القتل والدمار اللذين مازالت الجماعة تمارسهما حتى الآن فى قتل أبناء مصر من الجيش والشرطة والمدنيين وتفجير السيارات وأبراج الكهرباء والتحريض على النظام الحالى الذى أعاد للشعب عزته التى أهدرتها الجماعة وحاولت فرضه علينا والتى شاركها فيه حزب الوسط الذى يحاول الآن العودة إلى الحياة رغم عدم إدانته الصريحة للجماعة التى سبق أن تحالف معها والتى مازال بعض قيادات حزبه ولم يستقيلوا منه يحاكمون بشأنها حتى الآن.
كلمة أخيرة لقادة حزب الوسط وأعضائه: محاولتكم للعودة إلى الحياة لن تجدى مع شعب مصر بعد أن عرفكم على حقيقتكم، والتأكيد على أن مشروع حزبكم منفصل تماما عن الإخوان ليست سوى خدعة تضحكون بها على أنفسكم قبل أن تضحكوا بها علينا، لسابق حكمكم على حزبكم بالإعدام عندما تحالفتم مع جماعة إرهابية وخائنة حكم عليها الشعب بنهاية وجودها وأنتم وبالمناسبة أصبحتم لا تختلفون عنهم كثيرا رغم آمالنا التى عقدناها عليكم فى بادئ الأمر.