الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
دواء «الإخوان» .. به سم قاتل!

دواء «الإخوان» .. به سم قاتل!


الغرض مرض.. والمرض أحيانا يكون قاتلاً.. وغرض الإخوان قتل الصحافة القومية.
 تدعى الجماعة أنها تبحث عن علاج لأمراض الصحافة التى أصيبت بها على مدى سنوات طويلة.. ولكن علاج الإخوان به سم قاتل.
 
والسم تم وضعه فى لجنة اختيار رؤساء التحرير.. لجنة شكلها الهوى.. لكى تأتى برؤساء تحرير على الهوى، وهواء الجماعة فاسد.. وكانت الصحافة هى البضاعة التى أتلفها الهوى.
 
لقد آثرت ألا أتقدم إلى لجنة اختيار رؤساء التحرير وكان قرارى ينبع من الحرص على كرامتى الشخصية.. وكرامة المؤسسة التى أعمل بها.. وكرامة المهنة التى أتشرف بالانتماء إليها.. ليس عيبا أن يتقدم الصحفى بورقة عمل تتضمن خطته لتطوير المطبوعة التى يريد ترؤس تحريرها، على أن تكون اللجنة التى يتقدم إليها من أهل المهنة.. من يعرفون دخائلها ودروبها.. ويقدرون مصاعبها، وقرارات كل مؤسسة.. يفهمون طبيعة كل مطبوعة واتجاهاتها وتاريخها.. يعلمون تاريخ وقدرات كل مرشح.. لكن الإخوان لم يطبقوا كلام الله «اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»، وفضلوا أن يأتوا بلجنة معظم أعضائها ليس لهم علاقة بالصحافة.. تشكلت اللجنة من رؤساء لجان الشباب والرياضة والاقتصادية والتشريعية والإدارة المحلية والإعلام والسياحة بالإضافة إلى عضو من اللجنة الأخيرة ويضاف إليهم أستاذان من كلية الإعلام.. وآخران من المجلس الأعلى للصحافة أحدهما الأستاذ صلاح منتصر - الذى استقال يوم الثلاثاء الماضى قبل إعلان الأسماء المختارة - وتضم اللجنة أيضا ثلاثة من شيوخ المهنة هم الأساتذة فايز بقطر وهدايت عبدالنبى ورجائى الميرغنى.. ومع خالص احترامى وتقديرى للثلاثة وتاريخهم المهنى المشرف، فإن الأول خرج على المعاش منذ عشر سنوات والثانية عملت منذ أكثر من 51 عاما فى الأمم المتحدة تاركة المهنة.. والثالث يعمل بوكالة أنباء الشرق الأوسط..
 
 ورغم كفاءته وقدراته التى لا يختلف عليها أحد إلا أنه لا علاقة له بالصحافة المطبوعة.. وهكذا فإن اللجنة التى تشكلت من 41 عضوا لا تضم سوى 4 صحفيين فقط.. ورغم الملاحظات عليهم، فإننا نسعد بأن يقيمونا.. لو كانوا ضمن لجنة أغلبيتها من الجماعة الصحفية.. لقد وضح من تشكيل اللجنة غرضها وهو تصفية حسابات الجماعة مع الصحافة القومية.. وحينما اعترض عدد غير قليل من الصحفيين على اللجنة وتشكيلها والمعايير التى تعمل بها.. رد الإخوان فى اللجنة بأن رؤساء التحرير من الفلول.. وأنهم من أتباع صفوت الشريف.. والحقيقة أن كل رؤساء التحرير تم اختيارهم وتعيينهم بعد ثورة يناير وكلهم بلا استثناء استطاعوا تهدئة الأماكن التى عملوا بها ونجحوا فى خلق مناخ الاستقرار بعد أن كانت المؤسسات تغلى.. والأهم أنهم استطاعوا توجيه الصحافة لتعبر عن الشعب والثورة بعد أن كانت تدافع فقط عن نظام مبارك، ولكن كل ذلك لم يشفع لدى الإخوان وأنصارهم فادعوا أن رؤساء التحرير الحاليين ممثلون للنظام السابق.. ولأن الكذب لايجدى فإن هذه الفرية لم تصدق.. فعادوا وقالوا إن رؤساء التحرير انتهت مدتهم لأنهم يكملون مدة رؤساء التحرير السابقين عليهم.. وهو ادعاء غريب.. إذ إن الأخيرين تم تعيينهم بواسطة مجلس الشورى المنحل ولو كنا كرؤساء تحرير نكمل مدة من سبقونا فمعنى هذا أن مجلس الشورى المنحل له شرعية وقراراته صحيحة.. فى حين أن قرار حله لأنه كان مزورا بواسطة رجال النظام السابق.. وبما أن رؤساء التحرير المراد تغييرهم تم تعيينهم بعد حل مجلس الشورى فهم لا يكملون مدة السابقين عليهم وأنهم بدأوا من جديد.. وإلا كان مجلس الشورى الحالى امتدادا للمجلس السابق عليه رغم حله.

كل هذا يؤكد أن هناك نية مبيتة لدى الإخوان فى إبعاد رؤساء التحرير الحاليين ولأننى أرفض أن أتقدم للجنة بتشكيلها غير الصحيح فقد نأيت بنفسى عن التقديم.. ومعى عدد من رؤساء التحرير هم: الصديق العزيز الكاتب الكبير حمدى رزق رئيس تحرير المصور والأستاذ الكبير محسن حسنين رئيس تحرير أكتوبر والأستاذ الكبير الصديق إبراهيم خليل رئيس تحرير جريدة روزاليوسف.. والأستاذة الناقدة المبدعة عبلة الروينى رئيس تحرير أخبار الأدب والأستاذ عادل عبدالعزيز رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط.. فى حين تقدم رؤساء مجالس الإدارات لباقى الزملاء فى المؤسسات الأخرى، وكان هدفهم محاولة الحفاظ على النجاحات التى حققوها فى مطبوعاتهم وكشف غرض الإخوان.. إذ إن إبعاد الناجحين منهم يعنى أن الهدف ليس صالح المؤسسات، وإنما أخونتها والاستيلاء عليها وهو ظاهر فعلا والدليل استقالة الأستاذين صلاح منتصر ومجدى المعصراوى عضو حزب الكرامة من اللجنة بعد أن تبينت لهما أهداف الإخوان.. كان هدفى أنا وزملائى عندما رفضنا التقدم للجنة الحفاظ على كرامتنا وكرامة مؤسساتنا ومهنتنا.. وكان هدف الزملاء الذين تقدموا للجنة الحفاظ على مؤسساتهم وتعرية الجماعة وكشف أغراضها.
 
الزملاء فى «روزاليوسف» الذين قدموا أوراقهم للجنة، سعوا إلى الحفاظ على هوية المجلة.. ومواجهة مخطط الإخوان.. أثق تماما فى أن الزملاء فى جميع المؤسسات سيخيبون ظن الجماعة وأنهم سينتصرون للمهنة وأخلاقياتها وأتمنى أن يرتقوا بمطبوعاتهم.. وأخيرا وأنا أكتب مقالى الأخير كرئيس تحرير أشكر كل من ساندنى من الزملاء فى المجلة وخارجها ولن أذكر أسماء، لأن الذاكرة لا تستوعب كل من وقف بجوارى، ولكن أخص بالشكر الصديق والزميل محمد جمال الدين رئيس مجلس الإدارة الذى تحمل عبئا كبيرا للنهوض بالمجلة ووقف دائما بجانب تطويرها وأشكر زملائى فى المؤسسة جميعا فى الإدارة والمطابع.. وأعتذر لهم عما سببته لهم من إزعاج دائم بسبب العمل.. لقد اجتهدت لتأدية مهمتى وبذلت كل الجهود للنجاح فيها.. ومن اجتهد وأخطأ له أجر ومن اجتهد وأصاب له أجران..

وسأظل دائما منتميا لهذه المجلة الرائعة المشاغبة ولن يستطيع أحد أن يوقف حربها ضد الظلام والجهل ومساندتها للدولة المدنية والحضارة.. رغم أنف الكارهين ومهما كانت العواقب.