الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«يا حرام» الفريق شفيق استقال

«يا حرام» الفريق شفيق استقال


مثلما كان من حق الفريق شفيق أن ينشىء حزب الحركة الوطنية، فمن حقه أيضا أن يستقيل من رئاسته، نظرا للظروف الصعبة التى يمارس من خلالها عمله «على حد وصفه» وما بين الحق فى إنشاء الحزب والحق فى الاستقالة منه، هناك العديد من الأسئلة التى تشغل محبى الفريق والمهتمين بالشأن العام المصرى، فمحبو الفريق يرون أن استقالته ستؤدى إلى انهيار الحزب بالكامل وانتهاء دوره فى الحياة السياسية المصرية، أما المهتمون بالشأن العام فيرون أن استقالة الرجل ليس لها ما يبررها أصلا، لأن الحزب مثله مثل أغلب الأحزاب لا يعبر عن إرادة الجماهير، كما أنه يفتقد ميزة التواصل معهم، هذا بخلاف أنه لا يعتمد على برامج وأفكار محددة تستهدف الجماهير التى يمكن أن يمثلها الحزب، ولذلك يتساءلون عن دور الحزب وعما فعله أو قدمه للحياة السياسية منذ تكوينه، وهل سمع عنه الناس فى خضم هوجة الأحزاب الموجودة على الساحة؟
تفسيرات عدة طفت على السطح تحلل أسباب الاستقالة، بعضها يؤكد أن الصراع بين النائب الأول وباقى النواب وصل إلى قمته، لانفراد النائب الأول بالقرار دون أخذ رأى باقى النواب وأعضاء الهيئة العليا، وهناك تفسير آخر يردده البعض بأن النائب الأول لا يلتزم بما يطلبه رئيس الحزب اعتمادا على أنه لا يجوز أن يدير الحزب من الخارج.
بالمناسبة أنا لا أعرف النائب الأول أو سمعت عنه من قبل، إلا بعد ظهوره الدائم فى الفضائيات، وكذلك لا أعرف باقى النواب، وللأمانة أعرف فقط د.«صفوت النحاس» منذ كان يشغل منصب رئيس الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة.
وهناك تفسير أخير يقول إن أحاديث الفريق الأخيرة وما يستتبعها من مداخلات تليفونية وما يردده من خلالها أثرت بدرجة كبيرة على شعبية الحزب، إذا كانت له شعبية أصلاً، نظراً للتهديدات والتلميحات التى يطلقها بين الوقت والآخر بكشف المستور عن الفترة التى تولى فيها منصب رئيس الوزراء وأثناء فترة ترشحه للرئاسة ضد محمد مرسى.
مؤكد أن هناك سببا أو عدة أسباب أدت إلى استقالة الفريق من الحزب الذى لا أعرف شخصيا مقره أو ما قدمه من برامج للمشاركة فى الحياة السياسية، فكل ما أعرفه أن قادة الحزب تفرغوا للصراع فيما بينهم وتحديدا مع النائب الأول الذى تفرغ بدوره للحديث فى وسائل الإعلام والفضائيات التى اعتاد الظهور علينا من خلال شاشاتها، ليحدثنا فيها عن مشاريعه وأهدافه السياسية، ولا ينس بالمرة أن يقول لنا إن الفريق سيطل علينا بطلعته البهية بعد عودته من الإمارات، رغم أنه ما زال هناك ولم يعد، ولا يستطيع أحد أن يحدد لنا وبدقة سبب عدم عودته حتى الآن.
وإذا ابتعدنا شيئا ما عن النائب الأول، نجد أن بعض نواب رئيس الحزب يرهن تواجده فى الحزب ببقاء شفيق رئيسا، وكان الفريق أصبح هو النبراس والملهم له ولأمثاله من أعضاء الحزب الذين هددوا بدورهم بالاستقالة فى حالة تمسك الفريق باستقالته.
وعلى الفور قررت الهيئة العليا للحزب ولضمان عدم انفراطه تشكيل وفد للسفر إلى الإمارات لإقناع الفريق بسحب استقالته، إلا أن البعض أكد أن الفريق سيتمسك بها وأن كلمته لا يمكن أن تنزل أبدا مع الاعتذار للريس حميدو، إلا أن البعض الآخر صرح بأنها يمكن أن «تنزل المرادى» وما بين تنزل أو لا تنزل اقترح البعض أيضا أن يتم الاكتفاء بأن يصبح الفريق رئيسا شرفيا للحزب مدى الحياة.
اشتغالة وصخب عالى الصوت لاستقالة الفريق كشف لنا نحن جموع المصريين الزيف الذى نتجرعه من الأحزاب المصرية وقادتها «يستقيل الفريق أو لا يستقيل ماذا يهمنا فى ذلك» كما كشفت لنا عجز هذه الأحزاب عن مجاراة النمو الحادث فى الحياة السياسية والتى أصبح رجل الشارع على علم واضح بكل تفاصيلها، فلا هى حددت مشاكله، أو قدمت حلولا لها، ولا هى قادرة على إدارة دفة الأمور إلى بر الأمان فى حالة تمثيلها فى البرلمان، ويكفى أن نقول إن هناك أحزابا تبحث لها عن رئيس (حزب الدستور) وأحزابا تبحث عن أعضاء لديهم سطوة ونفوذ فى دوائرهم لترشيحهم فى البرلمان لافتقارها للكوادر المقبولة شعبيا، وأحزابا تسرب إليها الانتهازيون وعاشقو الشو الإعلامى، ومنها لله الفضائيات التى جعلت من بعض هؤلاء نجوما يسبحون فى الفضاء بأحلام لا يمكن تطبيقها، علما بأنهم أقرب بكثير إلى قاع الأرض إلا أنهم لا يعيشون الواقع.∎