السبت 17 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
نصب تذكارى للشهداء

نصب تذكارى للشهداء


على الرئيس القادم أن يسرع بإقامة نصب تذكارى لشهداء ثورة يناير فى ميدان التحرير،
فكلنا مدينون لهم.. وأولنا رئيس الجمهورية القادم، وأيا كان المرشح الذى يفوز فى جولة الإعادة، فإن الواجب الأول عليه هو تكريم الشهداء وتبنى أسرهم ومنح مصابيها حقوقا هم يستحقونها بلا جدال.. قبل عام ونصف العام كان طموح معظم الشعب أن يحدث تعديل طفيف فى الدستور يسمح بهامش حريات أكبر ويتيح الفرصة للترشح لانتخابات الرئاسة دون قيود كثيرة.. كانت أقصى الأمنيات أن يتم وأد مشروع التوريث.. وأن تنتقل السلطة بسلام إذا رحل مبارك عن الحكم.. البعض كان ينتظر منحة إلهية تنقذ البلاد من حكم الوريث، وآخرون كانوا يضعون أملهم فى رفض الجيش تولى الابن مكان الأب.
لكن شبابًا صغير السن.. وضع روحه على كفه وأعلن للدنيا أن مصر لم تمت، وأن قلبها ما زال ينبض.
 
شهداء ثورة يناير ومصابوها.. هم الذين منحونا هذه اللحظة التاريخية.. 31 مرشحا للرئاسة بينهم ثلاثة ظلوا يتنافسون حتى اللحظات الأخيرة من فرز الأصوات.. كانت لعبة الكراسى الموسيقية بينهم مثيرة والشعب يترقب من له فرصة أخرى فى الإعادة، ومن سيخرج من المنافسة.. مشهد كنا نحسد عليه دول العالم المتقدم.. ونقول متى نرى مثل هذه المنافسة فى بلدنا.. كنا نرددها بحسرة اليائس، ولكن دماء شهداء الثورة جعلت الحلم حقيقة، وعاش المصريون أربعة أيام لم يعيشوها طوال تاريخهم، يومان تم فيهما الإدلاء بالأصوات دون قهر أو تزوير إرادتهم.. ويومان فى الفرز وإعلان النتائج.
 
مؤكد أن الأجواء لم تكن مثالية.. والنتيجة ليست مريحة للكثيرين.. وصادمة لقطاع عريض من الشعب كان يتمنى أن يصل ممثل للثورة وشبابها إلى مرحلة الإعادة.. حقيقة فوجئ البعض أن المنافسة انحصرت بين ممثل للنظام القديم، حتى إن المتحدث باسم حملته قال لـ«نيويورك تايمز» حسب ما جاء على موقع «بوابة الأهرام الإلكترونى» «الثورة انتهت»، وبين قيادى فى جماعة الإخوان المسلمين والبعض يعتبره ممثلاً للفاشية الدينية.. ورغم التخوفات التى يبديها البعض وانزعاجهم بأن حصاد الانتخابات ردة للوراء.. إلا أننى متفائل.. وأومن أن من يريد الحصول على حريته عليه أن يدفع الثمن.. وأنه أيا كان المرشح الذى سيصل إلى القصر الجمهورى فلن يستطيع أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، ولن يستنسخ نظاما قمعيا فاسدا استطاع الشعب قهره.. وإسقاطه فى 81 يوما.. وأيضا لن نتحول إلى أفغانستان أو إيران.. الشباب الذين رأوا إخوانهم يموتون أمامهم.. ومازالت دماؤهم موجودة على ملابسهم حين حملوهم إلى المستشفيات لمحاولة إنقاذهم.. لن يفرطوا أبدا فى حقوقهم.. ويستطيعون أن يسقطوا أى رئيس لا يتفق مع مبادئ الثورة.. إننا لأول مرة نرى مرشح الرئاسة يتودد إلى الشعب.. وشاهدنا كيف سخر المواطنون من كل المرشحين.. والمثير أنه وصل إلى مرحلة الإعادة أكثر اثنين نالتهما سهام السخرية.. والنقد والمعارضة، فالأول يحمل لقب الاستبن والثانى رفعت الأحذية أمامه فى إشارة إلى رفضه التام من قبل قوى الثورة، ومعنى هذا أن منصب رئيس الجمهورية لم يعد يبث الخوف والرعب فى القلوب.. عصر الاستبداد والفساد والمحسوبية لن يعود والدولة الدينية لن تحكم مصر أبدا، فهناك عيون فاضحة تراقب، وقلوب شجاعة تواجه.. لن يستطيع مرسى وجماعته أن يفرضوا علينا أفكارهم.. ورؤاهم.. ولن يستطيع شفيق وأنصاره أن يعيدونا إلى زمن انتهى.
 
وأعتقد أن من يصل منهما إلى كرسى الرئاسة لن يجد مفرا من تنفيذ مطالب الثورة سواء كان راضيا ومقتنعا أم مرغما.. لقد خرج الجميع فائزا فى هذه المباراة.. من يصل إلى رئاسة الجمهورية.. ومن لم يوفق.. وعلى الجميع الانتباه من الآن إلى أنه لن يكون هناك رئيس مؤبد.. ولن يوجد أحد مهما علا منصبه فوق المحاسبة.. وكل هذا بسبب شباب ضحى بنفسه.. ولهذا كل الشعب المصرى مدين لهم.. ومرة أخرى أطالب الرئيس القادم أن يسرع بإقامة نصب تذكارى لهم فى ميدان التحرير.. حتى تكون شرعيته كاملة.