أسامة سلامة
أيها اللهو الخفى.. أرجوك احكمنا
[if !mso]>
لأنك قادر على أن تقتل دون أن يحاسبك أحد.
ولأنك تستطيع أن تذبح وتطلق الرصاص ولا يراك أحد.
ولأنك ترتكب جميع الجرائم ولا يجرؤ أحد أن يكشف عنك.
ولأنك تمتلك الأسلحة النارية والبيضاء.. والسيارات والمدرعات التى تدهس بها.. ولا يتم القبض عليك.
ولأنك قمت بمجازر فى أحداث البالون ومحمد محمود ومجلس الوزراء وريحان والعباسية (1) و(2).. ولم تلتفت إليك أى جهة. من أجل كل هذا.. ومن أجل قوتك التى لم يقدر عليها أحد.. أيها اللهو الخفى.. أيها الطرف الثالث أرجوك.. احكمنا.
فنحن ليست لدينا جهة تستطيع أن تقف فى وجهك.. ولا أى مؤسسة تقول لك كف عما تفعل.. ولا أى قوة مهما كانت تقدر على مساءلتك أو حتى الكشف عنك، لذا فأنت الوحيد القادر على أن تعيد للبلاد الأمان لأنك ستقتل جميع من يقف فى وجهك أو يحاول كشف غدرك.. أو يواجه بلطجيتك وأتباعك من المجرمين.
ليست لدينا حكومة تعمل على وضع خطط لمحاصرتك بينما تحاصرها أنت بأفعالك.. ليست لدينا وزارة داخلية تجيش نفسها للقبض عليك، فأنت أحيانا تقتل ضباطها.. بينما يقف رجالها ساكنين طيبين.. هم أيضا محايدون وأنت تقتل الثوار المتظاهرين أو المعتصمين.. هى لا تراك ولا تعرفك حتى وأنت تداعب رجال الشرطة، فتلقى عليهم الطوب وتقذفهم بالحجارة أو عندما تثير لديهم حاسة التفكير وتشحذ ذكاءهم فتقوم بحرائق متكررة فى أماكن مختلفة وفى أوقات متقاربة.. فيجدون ما يشغلون به أنفسهم بدلاً من البطالة التى يعانون منها.. فيجلسون.. يفكرون ويفكرون.. ويفكرون فيك ويتساءلون من أنت.. الداخلية لا تعرف أن هناك بلطجية يتم استئجارهم وتحريضهم، وإن عرفوا فلا تستطيع مواجهتهم لأنهم فى حمايتك، أرجوك احكمنا لأنك أقوى من مجلس شعب أغلبيته يتحكم فيها «الإخوان المسلمون»... والجماعة لا يطرف لها جفن وهى تشاهد ما يجرى فى العباسية.. ربما خوفًا منك أو لأن دماء المصريين ليس لها ثمن.. فأرواح الشباب لا تستحق جلسة طارئة يعقدها المجلس بدلا من السفر للسعودية.. فالعلاقات بين مصر والمملكة مهمة للجماعة التى لا تستطيع الانتظار أياما على خلاف بين الدولتين بينما يمكن للمتظاهرين والمعتصمين وأهالى العباسية الصبر والتحمل ومهما كان عدد الضحايا فإنهم مجرد رقم والمصريون تجاوزوا الـ80 مليوناً وقتل عدة أفراد ربما فى مصلحة باقى الشعب.
لا أحد يستطيع أن يزايد على الإخوان فى ثوريتهم فقد علقوا الجلسات من أجل إقالة حكومة الجنزورى التى سترحل بعد أقل من شهرين.. وهى تريد أن تلعب لعبة مثيرة ومسلية حول الوزراء الذين سيتم استبعادهم وينشغل الرأى العام بهم ونظل نبحث أياما عن شخص يقبل أن يستوزر لمدة أسابيع معدودة.. يعود بعدها إلى بيته حاملا لقب وزير سابق.. هذه الثورية الإخوانية تؤكد أن الطرف الثالث يستطيع إدارة البلاد فى ظل برلمان إخوانى .. فهى جماعة ثورية عاقلة رشيدة تعرف متى تعلق الجلسات حتى لا تناقش أمورا غير مهمة.. مثل أحداث العباسية.. اللهو الخفى لن يحدث صداما مع برلمان الأغلبية الإخوانية.. فالجماعة تعرف قدرها وقدره.
[if gte vml 1]>
filled="f" stroked="f">
أنت قوى وقادر وتملك السلاح.. ورغم أننا نشاهدك إلا أننا لا نراك وحتى إذا كنا ننطق اسمك فنحن لا نملك مواجهتك.. أرجوك .. احكمنا.
