الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رسائل التحرير فى عيد الثورة

رسائل التحرير فى عيد الثورة




اسامة سلامة روزاليوسف الأسبوعية : 28 - 01 - 2012


كان المشهد رائعا وعظيما يوم الأربعاء الماضى، ميدان التحرير ممتلئ بالمصريين من كل الأطياف والأعمار.. مشهد يذكرنا بأطهر 81 يوما فى حياة مصر. مشهد ملايين المصريين الذين نزلوا إلى الميادين بالمحافظات المختلفة ومنها ميدان التحرير هو فى الأصل رسائل إلى عدة جهات.
الرسالة الأولى: أن الميدان مازال هو صاحب الشرعية الأولى، وليس صحيحا أن شرعيته انتهت مع انتخاب البرلمان وبدء عمل مجلس الشعب.. فالميدان هو مصدر الشرعية الحقيقية، وأن من يريدها فلابد أن يبحث عنها هناك.
الرسالة الثانية: أن ميدان التحرير لم يفقد بريقه ولا زهوته، وإن ما يدور من أحاديث لدى البعض من أن المواطنين المصريين بدأوا يشعرون بالملل وأحيانا بالغضب من إغلاق الميدان غير حقيقى، وإن ما يقال أن مشاعرهم تغيرت تجاه الثوار غير دقيق، والدليل الملايين الذين نزلوا إلى الميدان للتعبير عن استمرار الثورة.
الرسالة الثالثة: أنه لا يمكن لفئة أن تتحدث باسم الثورة أو تدعى أنها المعبرة عنها.. فالشعب كله شارك فيها ومن حقه أن يجنى مكاسبها، لا أن تحصل جماعة بعينها على ما تتصور أنها أرباح مشاركتها المتأخرة فى الثورة وأن تقصى باقى التيارات بدعوى أن أصوات الناخبين عبرت عن نفسها، وأن هذا هو رأى الشارع فى حين أن الانتخابات الماضية لا يمكن اعتبارها أنها تمثل الديمقراطية الكاملة، فغير المتعلمين ينحازون بطبيعتهم البسيطة للدعاية الدينية ويتم خداعهم باسم الدين والتغرير بهم وإيهامهم وأن التصويت لغير أصحاب الشعارات الدينية خطيئة وإثم.. هؤلاء هم الذين ساهموا بقوة فى وصول بعض التيارات إلى الأغلبية فى البرلمان.
ورغم أن الثورة قامت من أجلهم عندما هتف الثوار ومازالوا «عيش.. كرامة.. عدالة اجتماعية»، إلا أنهم أعطوا أصواتهم لمن أعطاهم قطعة لحم وأنبوبة بوتاجاز دون أن يدركوا أن هذا ليس هو الحل.. وإنما الحل فى استمرار الثورة حتى تتحقق مطالبها بالكامل ويومها لن يمدوا أيديهم ليحصلوا على كسرة الخبز، فعندما تتحقق العدالة الاجتماعية يحصل المواطن على حقه بكرامة، وهى الكلمة التى تمثل أحد مكونات شعار الثورة.. لقد كان المشهد مخزيا والإخوان يحاولون الإيحاء بأن الشعب يحتفل بالثورة فى حين أن الأصل فى الاحتفال هو الوصول بالثورة إلى أهدافها، والتي لم يتحقق معظمها حتى الآن.. ولهذا وبعد خروج الإخوان من الميدان كان المشهد أكثر من رائع، بعد أن توحدت الأهداف والهتافات وأصبح الجميع على قلب رجل واحد.
الرسالة الرابعة: إن الشعب لم يقع فى مصيدة التضليل والتى حاولت أن تصور ما يدور فى ميدان العباسية على أنه مماثل ومساوِ لميدان التحرير رغم الفارق الكبير بين الاثنين.. فالأخير يعبر حقيقة عن الثورة وعن الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل حرية وكرامة الشعب المصرى، ومن هنا فإن على الجميع أن يخجل من هذه المقارنة الساذجة، فالشعب فى ميدان التحرير وباقى ميادين التحرير فى المحافظات، أما الآخر فهو مثل الزبد يذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيبقى فى ميدان التحرير.
الرسالة الخامسة: أنه عندما تتوحد الأهداف والمطالب ويبتعد الناس عن المصالح الخاصة تصبح هناك قوة لا يستطيع أحد مقاومتها أو الوقوف أمامها، ولهذا من الضرورى أن يقوم الثوار بتوحيد أنفسهم بدلا من التشتت، وأن يتم الاتفاق على أهداف محددة وخارطة طريق لتنفيذها.. ووضع أولويات للأهداف يتم العمل من أجل الوصول إليها ضمن خطة يتفق عليها الجميع، أما إذا استمر التفتت والتشرذم فلن تتحقق أى أهداف وربما تضيع الثورة - لا قدر الله.
وأعتقد أنه من الضرورى أن تبدأ القوى الآن فى وضع دستور يتم التوافق عليه حتى لا نترك الفرصة لأحد مهما كان عددهم فى البرلمان باتخاذ هذه الأغلبية ذريعة لاختيار من يشاءون فى لجنة إعداد الدستور، ومن ثم تجهيزه على حسب مزاج ومقاس هذه الجماعات، وإعداد دستور يقطع الطريق على المنتفعين والذين يريدون الاستيلاء على مصر بالدستور الذى سيضعونه بأنفسهم،
أعتقد أيضا أنه من الضرورى الإصرار على المحاكمة السياسية لمبارك ورموز نظامه لأن المحاكمات القضائية قد لا تكفى وحدها بسبب ألاعيب المحامين وتواطؤ بعض الجهات فى الكشف عن أدلة اتهامهم، وضياع عدد من الأدلة بسبب التأخر فى التحقيقات واستمرار بعض أتباع المتهمين فى مناصبهم لفترة بعد الثورة.
الرسالة السادسة: هى مشهد الوضوء والصلاة فى كنيسة قصر الدوبارة، وهو ما يؤكد أن ما حدث فى الانتخابات والتصويت على الهوية الدينية كانت وسيلة لحصد الأصوات، لكنها لن تكون سببا فى الفرقة بين أبناء الشعب الواحد.. ولن تنجح هذه الأساليب فى ضرب الوحدة الوطنية.. وكان مشهد ارتداء الشباب لقناع الشهيدين الشيخ عفت ومينا دانيال دليلا آخر على رسوخ الوحدة الوطنية فى قلب الشعب المصرى، وأن ميدان التحرير هو قبلة التسامح ونبض الوطنية الحقيقى.
الرسالة السابعة: أن الثورة ستحقق أهدافها وأسرع مما يظن البعض ورغما عن جميع من يحاولون عرقلة مسيرتها أو الكيد لها.