الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
لماذا نحتفل؟

لماذا نحتفل؟




اسامة سلامة روزاليوسف الأسبوعية : 21 - 01 - 2012


كل عام وأنتم بخير.. عام مضى على يوم 52 يناير المجيد، اليوم الذى أثبت أن الشعب المصرى مثل «الجمل» يتحمل الكثير، لكن حين يثور لا يقف فى وجهه أحد.
اليوم الذى بدأ معه العد التنازلى لنظام مبارك الذى انهار بعد 81 يوما فقط. لكن هل من حقنا أن نحتفل ونهنئ بعضنا بعضا؟
لماذا نحتفل؟.. وأهداف الثورة لم تتحقق بالكامل، فقط سقط رأس النظام، ولكن بقى جسده يحاول أن يخلق له رأسا جديداً!
لماذا نحتفل ونفرح؟.. وليس هناك دستور جديد ولا رئيس مدنى ومازال السياسيون القدامى يتصدرون الصورة ونفس الوجوه تطل علينا من الفضائيات، وحتى الجديد منها يتحدث بنفس الطريقة والنهج القديم! لماذا نحتفل؟.. والرئيس السابق مازال يحاكم حتى الآن ولم تصدر فى حقه أحكام رغم اقتراب مرور عام كامل على تركه السلطة مرغما؟!
لماذا نحتفل؟.. وهناك ايادٍ كثيرة تريد للرئيس السابق أن يحصل على البراءة رغم كل ما ارتكبه من جرائم؟.. وتريد أن يخرج رجاله من محبسهم فى طرة؟ هؤلاء الذين يطلون علينا مبتسمين للكاميرات خلال محاكماتهم وكأنهم فى نزهة أو كأنهم متأكدون من الحصول على البراءة وأنها مجرد أيام تمضى ويعودون للحياة السياسية والاقتصادية يعيثون فيها فسادا!.. يحتكرون الاقتصاد.. ويحتقرون العباد!
لماذا نحتفل؟.. ونحن لم نحصل بعد على حقوق الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حريتنا وكرامتنا.. ومازال البعض يشككون أنهم شهداء. وأسرهم مازالت تعانى فى الحصول على المستحقات والمصابون يتم رفض استكمال علاجهم بالوجه اللائق!
لماذا نحتفل؟.. ومازال حتى الآن يتساقط الشهداء والمصابون، وقناصو العيون يتربصون بأطهر شبابنا يفقدونهم البصر ولا تتم محاكمتهم سريعا، وكأنها رسالة بأنهم لن يدفعوا ثمن جريمتهم، وأن العيون الغالية التى حمت الوطن راحت دون مقابل!
لماذا نحتفل؟.. وبناتنا يسحلن فى الشوارع ويتم الكشف عن عذريتهن ويتم الاعتداء عليهن ولا يكشف عن المجرمين رغم وضوح وجوههم وحقارة أفعالهم؟!
لماذا نحتفل؟.. والبلطجية يملأون الشوارع ينهبون ويسرقون ويخطفون ويطلبون الفدية ولا يتصدى لهم أحد.. رغم أنه فى الإمكان القبض عليهم خلال أيام قليلة وتطهير الشوارع منهم ومن أفعالهم؟!
لماذا نحتفل؟.. والاقتصاد منهار.. والاستثمارات تتراجع والبورصة أضاعت فلوس الفقراء، والمصانع شبه متوقفة والأسعار تزداد يوما بعد يوم والبطالة تتفاقم؟!
لماذا نحتفل؟.. والأحزاب الدينية سيطرت على البرلمان والرئيس القادم إما عسكرى أو منتمٍ لتيار دينى، وبعض من هؤلاء يريدون إنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هل بعد كل هذا يمكن أن نحتفل؟!
هل بعد كل هذا يمكن أن نحتفل؟ نعم يجب أن نحتفل.. ففى مثل هذا اليوم من العام السابق لم يكن أحد يحلم بما حدث، كانت الأغلبية يائسة من الإصلاح، فمابالك بتغيير النظام وإنهاء مخطط التوريث!
نعم يجب أن نحتفل ففى مثل هذا اليوم كانت تحكم البلد عصابة تتحكم فيه سياسيا واقتصاديا والآن معظمهم يحاكم ويرتدون ملابس الحبس ومهما طال الأمر فإن إصرارنا سيؤدى بهم إلى السجن والحصول على أموالنا التى نهبوها.
نعم يجب أن نحتفل، ففى مثل هذا اليوم كان لدينا برلمان مزور يصدر قوانين لصالح مجموعة من الفاسدين ويراقب الشعب بدلا من الحكومة، والآن لدينا برلمان منتخب لم يأت فيه عضو إلا بالإرادة الشعبية، وحتى إن كانت الأغلبية فيه من الأحزاب الدينية، فإننا لن نقبل أن يفرض علينا أحد إرادته.. ولن نسكت مرة أخرى على القمع ولن يجبرنا أحد على شىء نرفضه. نعم يجب أن نحتفل، ففى مثل هذا اليوم كان مخطط التوريث جاهزا والوريث يتم إعداده إعلاميا وتهيئة البلد دستوريا.. وقانونيا وسياسيا من أجل تنفيذ السيناريو الإجرامى.. والآن أصبح الأب والابن يحاكمان وسيحصلان على العقوبة المناسبة والعادلة مادامت لدينا العزيمة والإرادة والإصرار.
نعم يجب أن نحتفل، ففى مثل هذا اليوم كان معظم الشباب محبطا كافرا بقدراته أمام المحسوبية والرشوة والوساطة.. والآن أصبح كل مواطن يطالب بحقه ويصر على الحصول عليه.. وقادرا على مواجهة الفساد وكشفه، ومقاوما للقهر والسلطة الغاشمة حتى لو فقد حياته أو بصره.. فبصيرته تكفيه فى حب الوطن.
نعم يجب أن نحتفل، ففى مثل هذا اليوم كان تسلط بعض أعضاء الشرطة واضحا وتلفيق التهم أحد أساليبهم، واليوم لن تكون هناك ضحية مثل الشهيدين خالد سعيد وسيد بلال وغيرهما من الضحايا.
نعم يجب أن نحتفل، ففى مثل هذا اليوم كان الفساد والبلطجة هما القانون ويتمان تحت سمع وبصر المسئولين.. وبأمرهم ولمصلحتهم.. والآن ورغم ما نعانيه فإنها ظاهرة وستنتهى بالتعاون مع الشرفاء فى كل المجالات.
نعم يجب أن نحتفل، ففى مثل هذا اليوم كانت البطالة تتفاقم والأمراض تتزايد.. والمال العام المنهوب يتم تهريبه إلى الخارج وبيع البلد فى مزاد عام يتم تحت سمع وبصر القائمين عليها.. الآن ومع الشفافية التى نرجوها سينتهى كل هذا وسيعود لنا بلدنا وستعود للاقتصاد عافيته.
الثورة مازالت مستمرة.. وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة.. وقد قطعنا خطوات غير قليلة.. وقريبا سنحقق الأهداف كاملة فقط نحافظ على وحدة صفنا ونحدد أولوياتنا وخطواتنا بدقة وسنصل إلى ما نريد.. الثورة قائمة لعن الله من يخمدها سواء بالفعل أو بإشاعة اليأس والإحباط.