الأحد 18 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
إنكار الشهيد.. وتكريم المتهم!

إنكار الشهيد.. وتكريم المتهم!




اسامة سلامة روزاليوسف الأسبوعية : 23 - 07 - 2011


حق الضباط الشرفاء علي الثوار :
إنكار الشهيد.. وتكريم المتهم!
كان مشهد جنازة الشهيد «أمين عبدالمنعم» مؤثرا ورهيبا، الجميع يبكي علي رجل مات من أجل الواجب.. الكل يعترف بفضله وأنه ظل يؤدي عمله ويطارد عصابة سرقة سيارات حتي أصابته رصاصة خائنة استشهد علي أثرها.. المجند «أمين» مثل عدد غير قليل من شهداء الشرطة سرعان ما سيتم نسيانه حتي يتم استشهاد ضابط أو أمين شرطة أو مجند آخر فنبكي عليه ثم ننساه أيضا.. هل يذكر أحد الآن البطل الشهيد اللواء محمد البطران الذي استشهد يوم 29 يناير بسجن القطا الجديد خلال مواجهته لمن أرادوا اقتحام السجن وتهريب المساجين منه؟!.. التحقيقات التي تجري بشأن استشهاده تشير إلي أنه دفع حياته ثمنا لرفضه الإذعان والاستجابة لطلب تهريب المساجين.. وتقارير الطب الشرعي كشفت أن اللواء البطران أطلقت عليه ثلاث رصاصات.. وهو ما يعني أنه كان هناك إصرار علي قتله، وأنه لم يمت نتيجة رصاصة طائشة.
أسرة اللواء الشهيد بح صوتها وهي تطالب بالقصاص له.. وأن تجري تحقيقات شفافة تفضح ما جري وتكشف المؤامرة التي تعرضت لها مصر مساء يوم جمعة الغضب 28 يناير.. وقائع ما حدث تشير إلي أن هناك أيدي أرادت أن تطلق الوحوش في الشوارع لكي تبث الرعب في نفوس المصريين.. ولولا وجود رجال من أمثال البطران - رحمه الله - لضاعت مصر وانتهت الثورة.. البطران درة في عنقود شهداء الثورة نطالب له بالقصاص مثلهم ونريد محاكمة قاتليه مثلما نطالب بمحاكمة قتلة المتظاهرين.
هناك شبهات كثيرة حول تورط ضباط ورجال ينفذون أوامر وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي في اقتناص البطران.. وأن الرصاص الذي أودي بحياته جاءه من برج مراقبة السجن بيد قناصة محترفين عقب رفضه التام فتح الأبواب أمام المساجين لكي يهربوا.. ضمن خطة ترويع المواطنين.. والسؤال الذي يلح الآن: كيف لم يتم الانتهاء من التحقيقات رغم مرور ما يقرب من 6 شهور علي الجريمة؟!
حقيقة أن كل التحقيقات الخاصة بقتل المتظاهرين لم تنته حتي الآن، ولكن ظروف جريمة قتل البطران لها طبيعة مختلفة، فقد تمت داخل أسوار السجن والشهود عليها موجودون والمشكوك في ارتكابهم الجريمة مازالوا طلقاء وأحرارا ولم يتم سؤالهم واستجوابهم بطريقة شفافة وعادلة!.. فهل هناك أيد وراء هذا التباطؤ؟.. إن ما يلفت النظر أيضا هو أن وزارة الداخلية لم تعن حتي الآن بتكريم شهدائها ولم نسمع أنها أقامت احتفالية لهم أو أعطتهم أنواط الشجاعة علي كثرتهم، فهناك النقيب محمد علي عبدالعزيز ضابط شرطة مكافحة سرقة السيارات بمديرية أمن القاهرة الذي استشهد خلال مطاردته لمتهم بسرقة سيارة، والنقيب عصام فتحي رئيس مباحث مركز قنا الذي انتقموا منه بإطلاق الرصاص عليه لأنه منع هروب المساجين من سجن قنا يوم 30 يناير، والمقدم هشام الحسيني بمديرية أمن البحر الأحمر الذي اغتاله أشخاص مسلحون بعد مطاردته لهم عقب قيامهم بسرقة محطتين للتموين والوقود وغيرهم من الأبطال الشرفاء الذين كان آخرهم المجند أمين عبدالمنعم، هذا التجاهل لهؤلاء الشهداء يتم في الوقت الذي يترقي فيه المتهمون بقتل المتظاهرين.. وفي الوقت الذي تنسي فيه وزارة الداخلية قضية اللواء البطران وتتجاهل تكريمه يتم فيه نقل المقدم وائل الكومي المتهم بقتل المتظاهرين في الإسكندرية من المباحث الجنائية إلي شرطة الكهرباء، وهو ما اعتبره البعض تكريما له، حيث سيحصل في مكانه الجديد علي مكافآت كبيرة تصل إلي ما يقرب من 15 ألف جنيه، فهل هذا عقاب أم مكافأة؟ ومن الذي اختار له هذا المكان المميز؟! قد يكون قد تم نقل الكومي الآن إلي ديوان الوزارة حسب تصريحات وزير الداخلية إن كل من يحاكم في قتل المتظاهرين تم نقلهم إلي ديوان الوزارة، لكن هذا لا يمنع التساؤلات السابقة إنني لا أشكك في نزاهة اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية، لكن أخشي أن تكون هناك أيد لحبيب العادلي مازالت تعبث بالوزارة وتحاول حماية رجاله وإفلات من قتلوا المتظاهرين من جريمتهم، فهل عدم تكريم البطران وإخوانه وحماية الكومي ورفاقه رسالة أم مصادفة؟!
إنني أدعو هنا ثوار التحرير إلي ضم قائمة شرف شهداء الشرطة مع قائمة شهداء الثورة وأن تتم معاملتهم بالطريقة نفسها والتكريم الأدبي والمادي فلا فرق في الشهادة بين ثائر لقي ربه وهو يتظاهر ضد الفساد والتوريث وضابط شرطة لقي نفس المصير وهو يؤدي واجبه تجاه الوطن.. إن تبني الثوار لمطلب تكريم شهداء الشرطة يؤكد علي أن المطالبة بتطهير الداخلية ليس المقصود منها هدم جهاز الشرطة، وإنما بناؤه علي أساس سليم.. وإذا كنا نريد طرد العضو الفاسد فإننا نحتفي بالشرفاء الذين قدموا حياتهم في الوقت الذي تواري فيه الكثيرون مفضلين الاختفاء وعدم العمل خوفا علي أنفسهم وحياتهم.. وإذا كانت وزارة الداخلية تقاعست عن تكريم أبنائها فإن الثوار كفيلون بتبني هذا المطلب وتنفيذه ويومها ستهدأ أرواحهم وستسعد أسرهم وسيعلم الجميع أن تضحيتهم لم تذهب هباء وأن دماءهم غالية ولا تقل عن دماء شهداء المظاهرات وأن حق اللواء البطران وإخوانه لن يضيع مثلما لن يضيع حق خالد سعيد ورفاقه.. وعندها سنهتف جميعا: «افرح يا شهيد واتهني واستنانا علي باب الجنة» اللهم آمين.