الأحد 18 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
إما أن تكون «رئيس وزراء» أو ارحل ب«شرف»

إما أن تكون «رئيس وزراء» أو ارحل ب«شرف»




اسامة سلامة روزاليوسف الأسبوعية : 16 - 07 - 2011


د. عصام شرف

أصعب مهمة تواجه الوزارة الجديدة.. هي إقناع المواطن أنها حكومة بجد.. وأنها فعلا تريد أن تحكم.. وأنها قادرة علي اتخاذ قرارات وتنفيذها.
أكتب هذا المقال قبل إعلان التشكيل الوزاري.. حيث تتناثر الأخبار عن الأسماء المرشحة التي التقي بها د. عصام شرف، وبغض النظر عن الأشخاص الذين سيتم اختيارهم.. فإن الأهم أن تكون الحكومة معبرة عن الثورة بالفعل وأن تكون حركتها موازية لخطوة الثوار وعقلها قادر علي فهم مطالب المتظاهرين وقلبها مفعم بنور الثورة.
أخطر ما ارتكبته حكومة د. عصام شرف الأولي هي أنها أبطأت حركتها حتي توقفت أو كادت.. وأنها لم تعط أحدا إحساسا أن قرارها بيدها.. وأنها كانت تتعامل باعتبارها حكومة مؤقتة لا تريد أن تتخذ قرارا أو موقفا حتي لا تغضب أحدا أو اتجاها سياسيا أو دينيا، هذا الإحساس المؤقت انتقل إلي المواطن فأصبح يتعامل أيضا باعتبار أنها حكومة لا تحل ولا تربط. والأخطر أن البلطجية تأكدوا من عدم قدرتها علي مواجهتهم أو في أحسن الأحوال عدم جديتها في التصدي لهم فاستولوا علي الشارع وفعلوا كل ما يحلو لهم.
حكومة شرف الأولي لم تتخذ قرارا واحدا أحس به الناس ولم تكن في خطواتها علي مستوي طموحات الثوار ولا المواطنين فلم تستطع امتصاص الغضب.. أمام رئيس الوزراء الآن فرصة لإصلاح ما فسد وأن يعود مرة أخري للميدان يهتف باسمه المتظاهرون ويطالب به الثوار.. هذه الفرصة التي اعتبرها هبة من السماء ربما جاءته بسبب طهارة يده ونزاهته فلم يرد الله أن يجعل نهايته السياسية بهذه الطريقة حين هتف له الميدان: ارحل، وكنا وقتها في روز اليوسف معبرين عن هؤلاء الذين صدمهم أداؤه.. لقد قلنا له من قبل إننا ننتظر أن تتحول من رئيس الوزراء الطاهر إلي رئيس الوزراء القادر دون أن يتخلي بالطبع عن نقائه ونظافة يده.. ولكنه آثر ألا يفعل شيئا من أجل أن يحبه الجميع عن أن يؤدي دوره كشخص رشحته الأقدار للقيام بدور تاريخي في إنقاذ البلاد.. فاستحق غضب الناس منه علي قدر حبهم وتقديرهم له.
لقد نصحنا د.شرف علي صفحات روزاليوسف أن يرحل مادام غير قادر علي القيام بمهام المنصب.. والآن ننصحه أيضا أن ينتهز الفرصة التي جاءته مرة أخري وأن يعض عليها بالنواجذ وأن يكون فعله وعقله مع ميدان التحرير وليس لسانه وقلبه فقط لأن أضعف الإيمان هنا لايفيد.
أمام د.شرف مهام كثيرة أولها اختيار الوزراء فلن يقبل أحد أن تضم الوزارة أشخاصا ينتمون إلي النظام السابق أو لايثق بهم الشعب.. إن حسن الاختيار هو الخطوة الأولي لاستعادة ثقة المواطنين به.
أي وزير يتم اختياره يجب أن يكون قادرا علي الأداء ملبيا لمطالب المواطنين ولديه الروح الثورية التي تساعده علي الإبداع واكتشاف حلول غير تقليدية للمشاكل التي تواجهنا.
وأما المهام الكبري للوزارة الجديدة فعلي رأسها استعادة الأمن والأمان للشارع فلن يقبل أحد استمرار الفوضي والبلطجة وأعتقد أن هذا الأمر مرتبط بتطهير وزارة الداخلية، ليس فقط من المتهمين بقتل المتظاهرين ولكن من كل الضباط وأمناء الشرطة الذين لا يلقون بالا لحقوق الإنسان.. وهنا فإن معاقبة من يخالف القانون من الضباط سريعا خطوة مهمة لاستعادة الثقة بالشرطة ،كما أن إعطاء هؤلاء الضباط الثقة في العمل دون خوف من اتهام باطل دون دليل باستعمال القسوة أمر مهم حتي تعمل الشرطة بكامل قوتها.. وهذا أمر مرهون بإعادة هيكلة الوزارة بأكملها وتدريب الضباط علي العمل دون إهدار لحقوق الإنسان وإعادة مفهوم الشرطة في خدمة الشعب دون أن يكون شعارا لا يطبق.
المهمة الثانية وهي لن تتم إلا بعد إقرار الأمن في الشارع المصري هي جذب الاستثمارات الأجنبية، ومصر مؤهلة لجذب الكثير منها، وهنا نحتاج إلي مراجعة عدد من القوانين والقرارات والقضاء علي البيروقراطية والفساد الصغير.
المهمة الثالثة هي وضع حد أدني للأجور حتي يشعر المواطن البسيط بالاطمئنان علي أسرته ومستقبل أولاده.
إنني هنا أتحدث عن مهام عاجلة لوزارة يجب أن تضع اللبنة الأولي لبناء الاستقرار في مصر ومهما كانت مدتها سواء قصيرة أم طويلة فإن ما تصنعه سيظل تأثيره لمدي طويل.. وإذا استطاعت هذه الوزارة ترسيخ الاستقرار فإنها تكون أدت مهمة جليلة للوطن وإنني أؤكد مرة أخري حتي إذا كانت حكومة شرف تسيير أعمال فإنها لابد أن تكون حاسمة في قراراتها قوية في أفعالها، ولعل أبرز اختبار لها هو قدرتها علي محاكمة قتلة المتظاهرين ورموز الفساد المنتمين لنظام مبارك وكلما أسرعت بذلك فإنها تثبت أنها وزارة علي قدر المسئولية التي وضعت فيها.
د.عصام الفرصة الأخيرة أمامك إما أن تدخل التاريخ بطلا أو تدخله باعتبارك أفشل رئيس وزراء في تاريخ مصر.