الإثنين 28 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الثورة المصرية والانتخابات التونسية

الثورة المصرية والانتخابات التونسية


لقد تابعنا وتابع الشعب المصرى والإعلام المصرى بشغف واهتمام بالغين الانتخابات التى جرت الأسبوع الماضى فى البلد الشقيق تونس فإذا كانت تونس صاحبة أول محطة للربيع العربى فمصر أول محطة لإسقاط نظام أراد ابتلاع ثورة شعب.

ورغم أن الحرب ضد الإرهاب سواء بالسلاح أو بالفكر لم تنته بعد فإن طريق اختيار الشعوب الرافضة لأى نوع من الديكتاتورية أصبح واضحاً.
لقد أقرت حركة النهضة الإسلامية بفوز الحزب العلمانى «نداء تونس» عليها وكان من الحكمة أنها بادرت وهنأت قيادته على النجاح، حتى حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحليف للنهضة الذى يتزعمه الرئيس المؤقت المرزوقى لم يحصد إلا 4 مقاعد فقط، فأظن أن  الناخب التونسى ذهب إلى صندوق الانتخابات وعينه على ما تم فى مصر ففى هذا الإطار لا  يجب استبعاد الخبرة المصرية مع الإخوان المسلمين فى مصر 2012 - 2013 والذى أنتهى بالثورة عليهم فى 30 يونيو 2013 عن تأثيره على الانتخابات التونسية، فها هو الشعب التونسى يختار ديمقراطياً وبالصندوق إقصاء حركة النهضة الإسلامى من اعتلاء سدة الحكم هناك رغم بعض الاختلاف فى طريقة الحكم بين الإخوان فى مصر وحركة النهضة التونسى لن نعرضه فى هذا المقال ولكن إن مرجعيتهما واحدة وهدفهما واحد وفشل الإخوان فى مصر قد أفشل أيضاً نجاح حركة النهضة التونسى الذى انحاز تماماً للإخوان وخاصم الحكم الجديد فى مصر وروج أن 30 يونيو انقلاب عسكرى ولكن مما تأكد أن عصر الإيديولوجيات قد انتهى حتى ولو كان مصطبغا بصبغة دينية، لأن نظرة الشعوب تتغير والشعب لا يختار إلا من يصلح له فى الظروف الحاضرة التى قد تتغير فى وقت آخر أو لو ثبت فشل الذين اعتلوا سدة الحكم.
فالشعب التونسى الذى تأثر لحد كبير بالثقافة الفرنسية والذى يكاد يكون الشعب كله متعلما ويكاد لا يوجد أميون، من يرتضى لنفسه الانغلاق والتعصب رغم تدينه الطبيعى، تماماً كالمصريين الذين لا يعرفون التعصب والانغلاق بل محبون ومنفتحون على الحياة وقابلون للآخر. وكما قال محمد الزهر العكرمى القيادى بحزب «نداء تونس» تعليقاً على سير الانتخابات «الشعب التونسى انتصر على الإرهاب عبر صناديق الاقتراع وليس بحمل السلاح».
فهنيئاً لشعب تونس الشقيق برلمانكم الجديد فأنظارنا ستظل شاخصة نحوكم مبروك.∎