الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
جمهور السينما فى حظيرة «الأخوين»

جمهور السينما فى حظيرة «الأخوين»


إنهم يصنعون الفن فى مصر الآن لنوعين من المشاهدين: أحدهما جمهور يتمتع بذائقة راقية.. والآخر جمهور قصة ومناظر.
لو أرهفت السمع وأدمت النظر وأطلت بالك وتساءلت عن كل تلك الهوة الواسعة والفارق الشاسع.. الفارق المذهل بين ما تقدمه السينما لجمهورها وبين ما يقدمه التليفزيون لجمهوره!! لعرفت كيف وإلى من ولماذا يتم تطويع الفن ودوره ورسالته بمعيارين متناقضين!! .. ولو تساءلت: لماذا تم تقديم مثل هذهِ المسلسلات الرمضانية الرائعة المتميزة فنا ورسالة فى رمضان وعيد الفطر منذ شهر؟ ولماذا تم تقديم مثل هذهِ الأفلام السينمائية المسلوقة أو الضعيفة أو التجارية فى سينمات عيد الأضحى المبارك لعرفت على الفور أنك إزاء رسالتين فنيتين كلتاهما تعمل ضد الأخرى: واحدة موجهة لجمهور التليفزيون - وهو الجمهور الأكبر والأكثر وعياً وتمييزاً، والرسالة الأخرى موجهة إلى جمهور السينما وهو جمهور نوعى إلى حد كبير له شكل وعمر وثقافة وسمات مشتركة.
ولن تتنازل عن أسئلتك ودهشتك أمام صانعى الدراما فى السينما والتليفزيون خاصةً أن بعضهم يعمل مخرجاً وممثلاً فى الجهتين.. سينما وتليفزيون.. فلماذا لم يحافظ على توجيه رسالة واحدة لمجمل الجمهور المصرى دون تصنيفه وتمزيقه إلى نوعين ومن ثم الارتقاء بالفن والذوق العام لكلا الجمهورين؟
اللافت هنا أن السينما والتليفزيون باتا يلعبان مع النجوم الصغار ولم يعودا يسعيان ويجريان خلف نجوم الشباك وهم نجوم الصف الأول سينمائياً حتى الآن.. واللافت أيضاً أن هؤلاء النجوم الصغار الذين يلعب بهم منتجو السينما والتليفزيون حققوا تميزاً وتفوقاً واضحاً فى الدراما التليفزيونية بينما لم يحققوا نفس النجومية والتألق والتميز فى السينما ..فلم يصل ''كريم محمود عبد العزيز'' ولا «محمود عبد المغنى» ولا «محمد رمضان» بأفلام موسم عيد الأضحى لما وصلت به «نيللى كريم» و«رانيا يوسف» وحتى «هيفاء وهبى» بمسلسلات موسم رمضان وعيد الفطر.
لكن اللافت أيضاً أن الفنانين الكبار فى كلتا الوسيلتين- سينما وتليفزيون- قد فقدوا بريقهم ومكانتهم كفنانى صف أول.. فلا «ميرفت أمين» فى سينما عيد الأضحى ولا «محمود عبد العزيز» و«يسرا» و«عادل إمام» و«فاروق الفيشاوى» كانوا مبهرين حاضرين-كعهدهم السابق- فى مسلسلات رمضان وعيد الفطر.
لكن الإجابة الأهم هنا : نحنُ بالفعل قادرون وجادون فى صناعة فن جيد وشديد التميز بدليل مسلسلات مثل «سجن النسا» و«السبع وصايا» و«كلام على ورق».. صح؟ فإذا كنا قادرين فلماذا نصنع أفلاماً مثل: «واحد صعيدى» و«عمر وسلوى» و«المواطن برص» و«حماتى بتحبنى» و«حديد» و«النبطشى»؟
هل الإجابة هى: السبكى.. أم أن الإجابة فى نوعية جمهور السينما الذى لم تغيره الأحداث والصعاب والمحن؟