
هناء فتحى
«السبع وصايا» بيقولك: اللى مالوش كبير يشتريله كبير
الصدمة التى أصابت عدداً كبيراً من المشاهدين أثناء عرض الحلقة الأولى من مسلسل «السبع وصايا» لمخرجه «خالد مرعى» ومؤلفه «محمد راضى» والتى تناولت الخطة والطريقة المثلى التى اتفق عليها الأبناء- أبطال المسلسل-عاقدين العزم على قتل والدهم والتخلص منه، عادى وكأنهم يستعدون لشراء ملابس العيد لكنهم يختلفون حول ألوان هذهِ الملابس!! هذهِ الصدمة لم تصب بعض المشاهدين الذين أدركوا خلال السنوات الثلاث الأخيرة معانى وتوقيتات بعض المصطلحات التى أطلقها وما زال يتشدق بها بعض من النخب والنشطاء ووكلاء الغرب فى بلاد «مشروع الربيع العربى» مثل نظرية «موت الأب وموت الرب» ونظرية «موت المؤلف» أما النظرية الأولى فهى نظرية فى الإلحاد الوجودى ووضعها «نيتشه» و«دوستويفسكى».. والنظرية الثانية فهى نظرية فى النقد الأدبى وضعها عالم اللاهوت السويسرى «كارل بارت» وكان يقصد بها تدمير العلاقة بين المؤلف والنص الأدبى، وهى نظرية تحدث نوعاً من الفوضى والعبثية النقدية.
طيب ما علاقة كل هذا بدلالة الحلقة الأولى من مسلسل «السبع وصايا»؟ أقول لك.
المسلسل الذى صنعه ذات المؤلف ونفس المخرج اللذين قدما العام الماضى عملهما المدهش والمثير للجدل والعقل والبديع فى الوقت ذاته «نيران صديقة» حينما يقدم الاثنان عملا فى رمضان هذا العام بعنوان السبع وصايا يجب علينا أن ننتبه وندرك أنه ليس مسلسلا عادياً ولا سطحياً ولا يحمل بعداً واحداً.. موت الأب فى المسلسل الذى تدور أحداثه عقب 25 يناير 2011 يتماهى وينتمى لنظرية موت الأب أو موت البطل الذى كان هو الشغل الشاغل لبعض القوى الضالة المضللة التى أرادت للشعب المصرى عن طريق فوضى الثلاثة أعوام الماضية أن «تكسر هيبة الكبير فى البلد دى»!!، القوى التى أرادت هدم القضاء والشرطة والجيش والتجرؤ على الرموز والأمثلة وانصاع الجميع خلفها دون إدراك، إلى أن أدرك الشعب وهب وأنجز ثورة 30 يونيو.
أتخيل أن المسلسل سيتطرق أثناء حلقاته القادمة لتلك النظرية حتى ولو مواربةً وإيحاء، أتخيل أن المسلسل سيكرس فى نهايته إلى الاحتماء بالمثل القائل بأن اللى مالوش كبير يشتريله كبير، أتخيل أن المسلسل سيعرج على قتل صدام حسين- نظرية قتل الأب أو قتل المؤلف- وما آلت إليه العراق من بعده واحتلال أمريكا لأراضيه، وكذلك قتل القذافى وشرذمة شعب ليبيا واحتلال أوروبا لأراضيه.
النشطاء العرب الذين ذهبوا ليتعلموا الديمقراطية فى بلاد أمريكا وأوربا قبل إطلاق ما عرف بعد ذلك باسم ثورات الربيع العربى، وجاءوا بالخراب للعرب لولا انكشاف المؤامرة على يد المصريين فى 30 يونيو وإنهاء المشروع الصهيو إخوانى أمريكى لتدمير الشرق الأوسط، هؤلاء النشطاء والوكلاء والخونة درسوا جيداً نظرية موت المؤلف وموت البطل أثناء فترة تدريبهم فى صربيا وغيرها، تدريبهم على كيفية تفكيك بلادنا وقتل زعاماتنا لإحداث ذات النوع من الفوضى والعبثية الذى أراده «كارل بارت» صاحب نظرية «موت المؤلف» لكن الذى لا يعرفه النشطاء والوكلاء والإخوان أن «كارل بارت» قد اعترف بخطأ نظريته وقام بنفسه بتفكيكها لأنه اكتشف أن نظريته النقدية الأدبية الفاشلة تلك سوف تتيح للصوص سرقة النصوص الأدبية لأنها بلا صاحب-بلا أب- تماماً مثلما سطا لصوص الثورات على انتفاضة الشعب المصرى.
يدور مسلسل «السبع وصايا» فى أجواء غامضة شبيهة بنفس أجواء الغموض التى قدمها صناع العمل أثناء تنفيذهم لمسلسل العام الماضى نيران صديقة، وتقريباً استعان صناع العمل ببعض من أبطال المسلسل السابق على رأسهم «رانيا يوسف» صاحبة الطلة والموهبة المتميزة ومعها باقى الإخواة والأخوات أبطال المسلسل فى طلات متميزة أيضاً، ويلعب المونتير دورا شديد الأهمية والإبداع فى جمع شظايا المشاهد المتناثرة ولمها فى صور مكتملة أنيقة رغم فقر الأماكن والأنفس والقلوب والضمائر.
مسلسل السبع وصايا بيقولك تانى: اللى مالوش كبير يشترى له كبير