السبت 5 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اللعب مع الصغار

اللعب مع الصغار


إنها مرحلة اللعب مع العيال فلا تستخفوا بها، اتركوا الكبار والساسة والنخبة وابدأوا خطابكم التعبوى الأهم إلى الأطفال بما فيهم حتى أطفال الشوارع والملاجئ.. أنتم الآن حائرون تتساءلون: من أين يبدأ الوطن خطوته - الصح - القادمة؟ أعتقد أن الوطن عليه أن يبدأ من عند نقطة (أدب الأطفال) بمعنى أن شغل السياسة الحقيقى يجب أن يعمل على عقول الصغار، الأجيال التى سوف تحمل مصر فوق رأسها وتطوف بها فى البلدان البعيدة مزهوةً نشوانةً بعظمة وقدر البلد، فلم يعد الخطاب إلى من لوثته أفكار جماعة الإخوان والسلفيين صالحاً ومفيداً، ولم يعد الخطاب إلى من امتلأت عقولهم بالعتمة والجنوح والشطط ذا جدوى، لم يعد أمام صانع القرار فى مصر الآن إلا توجيه خطابه الأهم والأخطر صوب الطفولة، إزاى؟
 
على الدولة أن تلعب بسينما الأطفال وكتاب الأطفال وبرامج الأطفال، على الدولة المصرية الوطنية أن تكتب روايتها وأن تؤرخ لحقيقة ما عاشته مصر خلال السنوات الثلاث الأخيرة بادئةً بالموال والقصة والرواية والملحمة والرسم موجهة كل ذلك فى عقول الصغار الذين لم يتشكل وعيهم بعد ولم تلوثه أضاليل تجار الدين والوطن، أن تتوجه الدولة بخطابها نحو الطفل فى المدارس والنوادى والمنتديات وقصور الثقافة، وتطبع كتباً شيقة مزينة لهم وتحكى لهم فى صفحاتها عن الشرطىّ والجندىّ، عن البطل.
 
على الدولة التى تركت عقول شبابها لتخربها أفكار الجماعة المتطرفة على مدار أربعين عاماً، عليها أن تنقذ الطفولة التى لم تتلوث بعد - أو حتى تلك التى تلوثت دون إدراك - أن تنقذها من براثن شباب الجامعات المنفلت ومن مشايخ الفتنة ومن شبكات الناشطين والثوار العاملين عند الحاكم فى واشنطن.. فقط بأن تتوجه بخطابها إلى الأطفال جيل المستقبل وحامل الشعلة والراية هم أولئك الذين سيصنعون مصر ما بعد 30 يونيو.
 
سوف يكون الدور الذى ستلعبه برامج الأطفال فى الإذاعة والتليفزيون شديد الأهمية والأثر لو تم توجيهه بذكاء وإدراك ووطنية، ليس فقط عن طريق ملء القنوات بمثل تلك البرامج بل بتشجيع الكتابة الأدبية وبخلق جيل من المبدعين فى الكتابة خصيصاً للطفل، وأن تكون هناك دور نشر ومؤسسة ثقافية تلعب على فكرة مشروع قومى لكتابة أدب الأطفال يكون معنيا بتدوين السير والحكايات والأساطير عن أشخاص رأيناهم وخبرناهم بالفعل فى أحداث الوطن الأخيرة.
 
المهم ألا تتركوا عقله لفلول الإخوان والسلفية ليتموا عبثهم وإغواءهم وخططهم الجهنمية بضياع الجيل القادم، فمستقبل الوطن فى هؤلاء الأطفال تحديداً، فحافظوا على مستقبل الوطن، يكفى أنهم سرقوا منا الحاضر بعد أن حاولوا رجم الماضى.