
هناء فتحى
من ناصر 56 إلى سيسى 2014
فى الحوار شديد الأهمية شكلاً ومضمونًا والذى جرى بين المخرج الكبير محمد فاضل وصاحبة برنامج صباح ON أمانى الخياط الأسبوع الماضى وكان فيه المخرج الكبير يشرح محللاً- فنياً وسياسياً- المشهد المصرى منذ أحداث يناير 2011 وحتى ثورة يونيو 2013 كان محمد فاضل يشرح المشهد فنياً ليس فقط باعتباره مخرجاً صاحب رؤية فنية عريضة ومختلفة، بل لأنه صاحب الفيلم التليفزيونى الأهم «ناصر 56» والذى يؤصل لأهم يوم فى حياة مصر «عبد الناصر»، وها هو نفس المخرج الكبير يتيح له القدر أن يرسم مشهدا لا يقل روعة يحدث فى مصر الآن وبعد 60 عاماً تقريباً من الحدث الأول بتأميم القناة وما تبعها من خيانات وإخفاقات ومؤامرات داخلية وخارجية .. إلى الحدث الجديد ببناء مشروع لا يقل عظمة وخلودا عن السابق.
إلا أننى أعتقد أن المشهد سوف يكون عسيراً على محمد فاضل لو أخذ على عاتقه التصدى فنياً لمشهد مصر فى 2014/2013 فمصر تزخر بالمواقف الكبرى الكثيرة، فأىّ مشهد سوف يختار محمد فاضل لو قام بتأريخ مصر القادمة فنياً؟ 30 يونيو أم 3 يوليو أم 26 يوليو أم الاستفتاء على دستور مصر المدنية أم قنبلة الانتخابات الرئاسية بعد يومين اثنين فقط والتى سوف يدوى صوتها فى كل أنحاء العالم أجمع ليستعيد العالم من جديد اسم الزعيم جمال عبدالناصر ويلضمه باسم الزعيم القادم عبدالفتاح السيسى.
والأمر لن يتوقف عند هذا الحد فى المشهد الفنى المصرى العربى والذى أكد وجوده ذلك الحوار المهم بين محمد فاضل وأمانى الخياط، سيمتد بنا المشهد ليقول إن خريطة الفن المصرى الساذج والهابط والمسف التى واكبت حكم مبارك آن لها أن تندثر، فالعملة الجيدة قد حضرت لتطرد الرديئة، والغث فى طريقه للزوال-أغان هابطة وأفلام تجارية ومسرح سياسى وأشعار عبد الرحمن يوسف القرضاوي ومقالات فهمى هويدى.. الواقع يقول إن تغيير مشهدنا السياسى سوف يتبعه تغيير فى مجمل المشهد الفنى والثقافى كذلك، ولسوف تشهد مصر قيامة كتاب ومبدعين ومخرجين وفنانين كبار وليس فقط محمد فاضل وحده، ولسوف يأخذون على عاتقهم مسئولية ما سوف يعرف -بجد مش هزار- باسم مشروع «النهضة» اللى مش فنكوش.