
هناء فتحى
غادة.. دونت ميكس
إذا ما وقفت أمام الكاميرا فهى البطلة السوبر والممثلة الأولى لأى عمل فنى تشارك فيه حتى ولو كان دورها مجرد 5 مشاهد فقط، وإذا ما تفزلكت «غادة عبدالرازق» وتحدثت فى السياسة فهى كومبارس بامتياز، ليس لأن السياسة ليست حكراً عليها أو أنها «شغلة» آخرين، ولأن السياسة هى حلال لغيرها من الفنانين حرام عليها، بل لأنها فى الفن تمثل وفى السياسة ترقص .. وخلال الثلاثة أعوام الأخيرة قدمت «غادة» ثلاثة مواقف وطنية متباينة-دونت ميكس-خذ عندك:
(1) فى بداية ثورة يناير 2011 رفعت صورة «مبارك المخلوع» فى ميدان «مصطفى محمود» على صدرها وقامت بمعاداة الثورة والثوار، وكلنا نتذكر خلافها الشهير مع المخرج السينمائى «خالد يوسف» وموقفهِ الوطنى الواضح فى أى عهد قبل 25 يناير وبعد 30 يونيو، منذ «جمال عبدالناصر» وحتى «عبدالفتاح السيسى».
(2) فى بداية حكم الإخوان الإرهابيين الأغبر وأثناء انتخابات مجلس الشعب -بتاعهم بما يخالف شرع الله-صوتت «غادة عبد الرازق» للحرية والعدالة واعترفت بذلك وتحدثت أمام الكاميرات بافتخار بالغ بأن رقابة حكم الإخوان لن تمنع أو تصادر لها عملا.
(3) الأسبوع الماضى وخلال أولى حلقات برنامج «بوضوح» لـ «عمرو الليثى» وكان «عمرو» يستضيف الإعلامى الساخر «باسم يوسف»، ظهرت «غادة» فى البرنامج الجديد لتشرح للجماهير العريضة عن سبب خلافها الحقيقى مع «باسم يوسف» مؤكدة أنه - أى الخلاف - لم يكن بسبب الباروكة كما أشيع وقتها- ولكن لأن «باسم» أساء للمؤسسة العسكرية - من وجهة نظرها- مؤكدة أنها غضبت منه لأنها شاركت فى 30 يونيو .. ماشى.. لكن البعض يا «غادة» قد شارك فى ثورة 30 يونيو ليس اقتناعا بالتحرر الوطنى من الاحتلال الإخوانى واستعادة مصر، ولكنهم فعلوا ذلك للقفز من المركب الغارق ولإثبات موقف.
وأنت هنا عليك أن تقارن بين علاقة «غادة» المتضاربة والملتبسة والضحلة بالسياسة وبين علاقة فنانين آخرين لها- بالسياسة - لتكتشف أنها معرفتش تلعبها صح، وأن عليها أن تركز جهدها وموهبتها فى الفن الذى تجيده باكتساح وبجدارة وأن تترك السياسة لمن يجيدها، أو ربما عليها أن تقرأ وتناقش وتفهم وتعى وتحسب جيداً هذهِ المسافة المحسوبة بين إحساس الناس وبين نفاق الساسة وظلم الحاكمين.