26 عرضـًا فى المسابقة الرسمية و(صدى جدار الصمت) فى الافتتاح: «التجريبـى» ينطلق رغم غضب المسرحيين
هبة محمد على
مفاجآت عديدة ينتظرها جمهور مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى فى دورته الـ 31، والتى ستقام فى الفترة من 1 حتى 11سبتمبر المقبل، ذلك المهرجان الذى يعد عيدًا للمسرحيين، نظرًا لكونه واحدًا من أقدم المهرجانات الدولية المتخصصة فى إعطاء الفرصة لتقديم العروض المسرحية التجريبية من كل دول العالم، وقد أعد صناع المهرجان برنامجًا متميزًا لهذه الدورة، سواء بالنسبة للعروض المشاركة، أو الورش والندوات والمطبوعات، لكن بالرغم من كل هذا الجهد، انصرفت أنظار المسرحيين طوال الأسبوعين الماضيين عن مناقشة البرنامج الذى ستقدمه الدورة المرتقبة، وبات التركيز كله منصبًا على اسم رئيس لجنة التحكيم السيناريست «مدحت العدل» الذى أعلن المسرحيون غضبهم من اختياره رئيسًا للجنة التحكيم.
كما أعلن البعض الآخر تحفظاته على بعض الأسماء المختارة للتكريم فى هذه الدورة، لا سيما أن الدكتور «سامح مهران» رئيس المهرجان قد أعلن أن اختيار البعض منهم دون وجود منجز حقيقى لهم فى المسرح جاء ترويجًا للمهرجان، وهو ما لم يلق قبولًا لدى صناع المسرح الذين شعروا بأن ما يجرى على أرض الواقع يخالف طبيعة المهرجان، وفى السطور التالية نناقش بالتفصيل أسباب الغضب من اختيار «مدحت العدل» لرئاسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، واختيار «محمود حميدة» من ضمن المكرمين، كما سنستعرض الجديد الذى ستقدمه الدورة الـ 31 من المهرجان، والتحديات التى واجهت صناعه من أجل الخروج بشكل مشرف يتناسب مع قيمة وعراقة المهرجان فى ظل ثبات الميزانية وارتفاع التكاليف.
> اختيارات غير موفقة
ما إن أعلن الدكتور «سامح مهران» رئيس المهرجان عن اسم السيناريست «مدحت العدل» ليكون على رأس لجنة التحكيم، إلا وتعالت الأصوات الرافضة لهذا الاختيار، كون المسرح التجريبى ذا طبيعة خاصة سيلزمه أن يكون المحكمون لمسابقاته على قدر كبير من الدراية والعلم بهذه الطبيعة، وهو ما لم يتوافر فى «د.مدحت العدل»، رغم تقديمه للعديد من التجارب المسرحية التجارية، وفى المؤتمر الصحفى أحدث ذكر «محمود حميدة» للتكريم غضبًا كبيرًا وسط الحضور، وقد تجاوز هذا الغضب جدران قاعة المؤتمر وخرج إلى كافة المسرحيين والمتخصصين، وهو ما حدث العام الماضى أيضًا بعد الإعلان عن تكريم «ليلى علوي» فى المهرجان، لكن الفنانة اعتذرت عن قبول التكريم، وقطعت الطريق على المعترضين، وفى ظنى أن اختيار «حميدة» كان سيعبر، ولا سيما أنه قدم العديد من التجارب المسرحية المهمة فى بداياته، لكن تصريح الدكتور «سامح مهران» ردًا على انتقاد تكريم نجم سينمائى فى المهرجان تسبب فى استثارة المهتمين والمتخصصين، حيث قال (المسرحيون غلابة ونحن نسوق للمهرجان بنجوم السينما أحيانًا) وهو ما اعترض عليه جميع المهتمين بالشأن المسرحي، حيث أسيء فهم كلمة غلابة، وتم الاعتراض على فكرة تحقيق الرواج بتكريم نجوم سينمائيين، خاصة أن الرواج قد تحقق للمهرجان منذ أكثر من ثلاثين عامًا.
> عروض مشاركة
تقدم إلى لجان مشاهدة العروض المصرية والعربية والأجنبية ما يقرب من 460 عرضًا مسرحيًا، تم اختيار 26 عرضًا للمشاركة فى المسابقة الرسمية، من ضمنها 10 عروض عربية، و10 عروض أجنبية، و3 عروض مسرحية من مصر، بالإضافة إلى 3 عروض أخرى ستعرض على هامش المهرجان خارج المسابقة الرسمية من الإمارات والعراق والسعودية، أما عن العروض المشاركة من مصر، فهى (ماكبث المصنع)، إنتاج كلية طب أسنان جامعة القاهرة، وإخراج «محمود الحسيني»، وعرض (حيث لا يرانى أحد)، إنتاج المعهد العالى للفنون المسرحية، وإخراج «محمود صلاح محمد عطية»، وعرض (صدى جدار الصمت) إخراج «وليد عوني»، والأخير سيكون مفاجأة حفل الافتتاح، نظرًا للقيمة الكبيرة التى يتمتع بها مصمم الرقص والمخرج المسرحى «وليد عوني» باعتباره اسمًا بارزًا على الساحة المسرحية الدولية، وصاحب بصمات واضحة على فرقة الرقص المسرحى الحديث المصرى التابعة لدار الأوبرا المصرية والتى قام بتأسيسها عام 1993، فضلًا عن حصده للعديد من الأوسمة والجوائز العالمية، وتضم قائمة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان عددًا من الأسماء اللامعة وهم «السيناريست مدحت العدل رئيسًا للجنة، والفنان أدهم سيد مقررًا، وتضم اللجنة كلًا من الفنانة «سلوى محمد على من مصر، عبدالإله السنانى من المملكة العربية السعودية، هزاع البرارى من الأردن، سيبى أوكومو من كينيا، مارت ميوس استوانيا، سافاس باتساليدس من اليونان».
> أسماء لامعة
تضم اللجنة العليا للمهرجان الدكتور «سامح مهران» رئيسًا، الدكتور «محمد عبدالرحمن الشافعي» منسقًا عامًا، الدكتورة «دينا أمين» مديرًا، الدكتور «أيمن الشيوي» مديرًا، بالإضافة إلى عضوية كل من: «الدكتور أحمد مجاهد، الدكتورة أسماء يحيى الطاهر، الدكتور محمد سمير الخطيب، المخرج أحمد البوهي»، وقد أعلن الدكتور سامح مهران، عن إطلاق اسم الأكاديمى والكاتب المسرحى الكبير الدكتور «علاء عبدالعزيز» على الدورة نظرًا لما يشكله من قيمة كبيرة كمؤلف مسرحي، وأستاذ للدراما بالمعهد العالى للفنون المسرحية، فضلًا عن توليه رئاسة المهرجان عام 2020، أما شخصية العام المسرحية فذهبت من نصيب الفنان والمؤلف المسرحى الإماراتى الكبير «إسماعيل عبدالله»، رئيس الهيئة العربية للمسرح، أما بخصوص المكرمين فقد ضمت القائمة بالإضافة إلى النجم «محمود حميدة»، كلًا من الفنان «محمد عبدالمعطي»، والدكتور «صبحى السيد»، مؤسس فرقة البرشا المسرحية من المنيا، ومن لبنان يكرم المهرجان الفنان القدير «وليد عوني»، ومن مملكة البحرين يكرم الفنان «يوسف الحمدان»، ومن العراق يتم تكريم «د.ميمون الخالدي»، ومن اليونان يُكرم الفنان «ساڤاس پاتساليدس»، ومن الإمارات يُكرم الكاتب «محمد سعيد الظنحاني»، ومن السعودية يتم تكريم الكاتبة والناقدة الكبيرة «ملحة عبدالله»، ومن استوانيا يُكرم الفنان «مارت ميوس».
> ورش ومطبوعات
يشهد المهرجان إقامة 6 ورش فنية، هى ورشة (الحركة وتشابك الجسد) ويقدمها «جاستن دى ييجر» من هولندا، وورشة (مسرح الابتكار الجماعي) وتقدمها «أولجا بوزلي» من اليونان، وورشة (السينوغرافيا واقعًا وخيالًا) وتقدمها «شادية زيتون» من لبنان، وورشة (مسرح إعادة الحكى: التمثيل التجسيدي) وتقدمها «داليا صبور» من مصر، وورشة (تعريفية بطريقة عمل ميخائيل تشيخوف/ الممثل والمخرج/ مع الممثل) يقدمها «عجاج سليم» من سوريا، وورشة (الانغماس الدرامي) ويقدمها «رافاييل بينيتو» من إسبانيا.
بالإضافة إلى 3 دورات تفاعلية (ماستر كلاس) هى: (من المعبد إلى المسرح.. ماستر كلاس فى تتبع أصول المسرح المصري) يقدمها «عمر المعتز بالله» من مصر، وماستر كلاس (السياسة الثقافية) تقدمها «مايكه ليتاو» من ألمانيا، وماستر كلاس (نقاش مع الراقص ومصمم الرقصات فرناندو ميلو) من البرازيل.
وبخلاف هذه الورش المجانية، سوف يصدر المهرجان أَحدَ عَشر إصدارًا خلال الدورة الـ 31، تتنوع ما بين ترجمات لدراسات وأبحاث علمية فى المسرح وعلومه، ونصوصًا عالمية، وهى: (التمثيل المجسد) تأليف «ريك كمب» وترجمة «أحمد عبدالفتاح»، (نظرية الأداء) تأليف «ريتشارد شيكنر» وترجمة «أحمد عبدالفتاح»، (سطوة المهرجين) تأليف «كريستيان سالمون» وترجمة «د.يوسف أمفزع»، (المسرح والحياة) تأليف «راشيل راجالو» وترجمة «د.محمد سيف»، (مسيرة مسرح المجاميع المعاكسة) إعداد وترجمة «قاسم البياتلي»، (فن التركيب المسرحي) تأليف «باربرا جروناو» وترجمة «د.مروة مهدي».
ويصدر المهرجان كذلك: (المسرح وغوايته المركزية) تأليف «د. نورس عادل هادي»، (صرخة فى وجه النقد المميت) تأليف «يوسف الحمدان»، (تجارب معاصرة فى المسرح) تأليف «د.سامح مهران»، (الهندسة النفسية فى المسرح الأوربي) تأليف «مصطفى أحمد فهمي»، كما يصدر المهرجان الترجمة العربية للنص المسرحى (لعب الأدوار) تأليف «سيبى أوكومو» وترجمة «نسمة سالم».