مؤتمر وزراء أوقاف العالم الإسلامى يختتم أعماله بضرورة محاربة التطرف وتعزيز قيم التسامح وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهرى: تعظيم قيمة الوطن وتعزيز الانتماء من أولويات الإسلام
مكة المكرمة صبحى شبانة
أكد وزراء أوقاف الدول الإسلامية على أهمية حماية القيم الأخلاقية والأسرية فى المجتمعات، ورفضهم أى محاولات لفرض مفاهيم اجتماعية دخيلة أو أى صورة أخرى مزعومة للأسرة، تخالف الفطرة السوية التى فطر الله الناس عليها.. وشدد البيان الختامى للمؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشئون الإسلامية فى دول العالم الإسلامى، الذى نظمته وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية على مدى يومى الأحد والإثنين الماضيين تحت عنوان «دور وزارات الشئون الإسلامية والأوقاف فى تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال»، بمشاركة وزراء ومفتين ورؤساء مجالس إسلامية من 62 دولة، على ضرورة مواجهة خطابات الكراهية ضد الإسلام والمسلمين، ووضع برامج ثقافية ورؤى مستقبلية لمناهضة تشويه صورة الإسلام والتحريض على العنف على أساس الدين أو العرق.
وأعرب المؤتمر عن ترحيبه باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بشأن «تدابير مكافحة كراهية الإسلام» وتعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة معنى بمكافحة ( الإسلام فوبيا).
وصدر عن المؤتمر 8 توصيات تمحورت حول تعزيز الدعوة إلى منهج الوسطية والاعتدال، وتصحيح فهم الخطاب الدينى، ومحاربة الغلو والتطرف والانحلال وموجات الإلحاد، والتأكيد على مسئولية وزارات الأوقاف والشئون الإسلامية والإدارات الدينية والإفتاء والمشيخات فى ترسيخ هذا المنهج من خلال تأهيل وتدريب الأئمة والخطباء والدعاة، وتكثيف البرامج فى ذلك.
كما أكدت التوصيات على ضبط الفتوى وفق النصوص الشرعية بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد ويواكب مستجدات العصر ونوازله، ويراعى حاجة المجتمعات مع الحذر من الفتاوى فى قضايا الأمة من غير الجهات الرسمية والمجامع العلمية المعتمدة.
ودعت إلى وضع برامج نوعية؛ لتعزيز قيم التسامح والتعايش، تستهدف الوقاية والمعالجة لحماية المجتمعات من آفات الطائفية والعنف المبنى على أساس الدين أو العرق، وخامساً تعزيز المواطنة ووحدة الصف واجتماع الكلمة ونبذ التفرق والاختلاف لتحقيق الاستقرار فى المجتمعات الإسلامية.
وكان المؤتمر قد اشتمل على 10 جلسات شارك فيها عدد من الوزراء والعلماء وهي: تجديد مفهوم الخطاب الدينى ودوره فى تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال، ومواجهة مستجدات التطرف والغلو والإرهاب، وأهمية تحصين المنابر من خطابات الكراهية والتطرف، والقيم الإنسانية المشتركة وقيم التسامح والتعايش والكراهية ضد المسلمين، ودور الأوقاف فى زيادة الناتج المحلى الإجمالى، والصناديق الوقفية ودورها الإنمائى والاستثمارى.
كما ناقش المؤتمر التجارب المقدمة من وزارات الشئون الإسلامية والأوقاف فى المواصفات الفنية والمعمارية فى بناء المساجد وصيانتها وتعيين الأئمة والخطباء والمؤذنين والدعاة والبرامج المنوطة بهم، وخطورة الفتوى دون علم أو تخصص وأثر انحرافها عن منهج الوسطية والاعتدال، وتعزيز المواطنة فى دول العالم الإسلامى، ووسائل التواصل الحديثة ودور وزارات الشئون الإسلامية والأوقاف فى الاستفادة منها والوقاية من أخطارها، ومخاطر الإلحاد وسبل مواجهته.
وكان الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، قد قال فى كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر: «نحن نعتز بالأخوة الكبيرة والتامة بين فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، داعيا لمصر والمملكة وبلادنا كلها بكل الخير والأمان».
وأفاد الدكتور الأزهرى، بأن أجندة المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشئون الإسلامية تناسب جميع قضايا المسلمين، مؤكدا أن الغرض من هذا المؤتمر هو أن يكون مرآة صادقة تعكس الحرص على النقاش العلمى فى كل ما يعود بالخير والرخاء والأمان على المسلمين جميعاً، متطلعاً إلى مزيد من التعاون لمحاربة استغلال وسائل التواصل الاجتماعى وحماية أبناء المجتمع المسلم.
وأكد وزير الأوقاف أهمية موضوع المؤتمر، وأن جدول أعمال المؤتمر ومحاوره، تشتبك مع هموم المسلمين، وتناقش قضاياهم، حيث جاء على قمة البحوث التى يطرحها المؤتمر قضية مواجهة الغلو والتطرف، وقضية تحصين المنابر، بما يحشد قدراتنا وطاقاتنا جميعًا ووزاراتنا ومؤسساتنا ودولنا جميعًا حتى نحتشد جميعًا لمواجهة كل صور العنف والتكفير والتطرف والغلو والتشدد وحتى نطفئ معًا نيران العنف والإرهاب ولنكون فى زماننا هذا أمناء على ديننا وعلى أوطاننا.
وأضاف وزير الأوقاف أن المؤتمر اختار عنوانًا آخر من عناوينه الكبرى وهو قضية القيم الإنسانية المشتركة التى ننادى بها نحن المسلمين فى كل أنحاء الدنيا.
وأكد وزير الأوقاف أن أحد أهم أهداف المؤتمر المشتركة التى نعمل عليها ونزكيها ونجتهد فى إيصالها إلى الناس أجمعين وتأتى على قائمة أعمال المؤتمر قضية الوطن والانتماء الوطنى والوطنية والمواطنة، وهذه القضية قضية شديدة الأهمية فى ظل زمن وعقود مضت نشطت فيه جماعات الإرهاب والتطرف فى تقديم خطاب يقزم شأن الوطن ويصغره، فمن قائل إن الوطن حفنة تراب، وقائل إن الوطن مجرد حدود صنعها الاستعمار يريد التهجم على أحوال أوطاننا ودولنا القائمة، ومن قائل إن الوطن مقابل لفكرة الأمة فيرفض، إلى غير ذلك مما أحصاه وزير الأوقاف وتتبعه وقام بمواجهته وتفكيكه من منظومة الأفكار المغلوطة، مضيفًا أن شأن الوطن شأن عظيم.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن من أعظم ما نجتمع عليه فى هذا المؤتمر أن ننادى فى آفاق الدنيا وفى سائر شعوبنا وبلادنا وأوطاننا بتعظيم قيمة الوطن وبتعزيز انتماء الإنسان إلى وطنه وبترسيخ قيمة المواطنة العادلة التى تحمى أبناء الوطن جميعًا.
وشدد وزير الأوقاف أن قضية القدس وفلسطين كانت وستظل القضية الأولى فى وجدان كل مسلم، حيث ندعو الله أن يعجل بالفرج على أشقائنا وأهلنا فى فلسطين عموما وفى غزة، وخصوصًا أن يرفع الله تعالى كل ما نزل بهم من ظلم وقهر، ونطمح وندعو الله تعالى أن يهيئ اليوم الذى يتقرر فيه حق أشقائنا فى فلسطين فى إقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وكان وزير الوقاف قد التقى على هامش المؤتمر بوزير الشئون الإسلامية والدعوة السعودى وعددا من وزراء أوقاف الدول العربية والإسلامية.