الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حاربت السرطان بالكتابة وفقدان ساقها جعلها أكثر صلابة نور العتيبى: نجيب محفوظ والسباعى شخصيتان أسهمتا فى تطور حياتى الأدبية

تعد الكتابة وتأليف الروايات حالة من الإلهام والإبداع للكاتب، ينقل بها القارئ إلى عالم آخر من صنعه، ولكن مع الكاتبة الأردنية نور العتيبى كانت الكتابة بمثابة حالة من التعافى والاستشفاء من الآلام التى مرت بها فى حياتها.



كاتبة دخلت مجال الكتابة الروائية بكل قوة وصلابة لتسرد لنا حكايتها وتجربتها المؤلمة مع سرطان العظام وبتر ساقها فى عمل أدبى باللغة الإنجليزية بعنوان «مهما كلف الأمر» الذى تُرجم بعد ذلك إلى العربية لتتوالى من بعد عدد من الروايات المتميزة لها وإليكم نص الحوار.

 

 فى البداية، كيف جاءت فكرة الكتابة لك؟

- لم تكن فكرة الكتابة وليدة اللحظة، فمنذ طفولتى وأنا أعشق القراءة وكان هناك اهتمام كبير من قبل أسرتى بالحضور إلى معارض الكتب وشراء العديد من الروايات، فوجود الكتاب بمنزلى كان حاضرًا وبقوة طوال فترة الطفولة ومن ثم بدأت فكرة كتابة بعض الملاحظات والمشاعر على الورق كنوع من التعبير عما بداخلى فى فترة المراهقة.

كيف جاءت فكرة كتابك الأول «مهما كلف الأمر»؟

- كما قلت فى السابق، بدأت فى إخراج مشاعرى على الورق فى سن المراهقة، وبالأخص فى وقت مرضى وإصابتى بسرطان العظام، ووقتها كنا فى الولايات المتحدة الأمريكية وبسبب التأخر فى تشخيص المرض كانت النقطة الفارقة فى حياتى وهى بتر الساق واستبدال طرف صناعى به.

وقتها تحولت حياتى 360 درجة وبدأت فى إخراج جميع مشاعرى ونقل التجربة بكل ما فيها من ألم ومعاناة وأيضًا إصرارًا على استكمال حياتى بشكل طبيعى، ومن هنا ظهر كتاب «مهما كلف الأمر» الذى صدر باللغة الإنجليزية، وذلك لأن الأحداث حدثت جميعها فى أمريكا، ومن ثم تمت ترجمته للعربية.

 كيف كانت ردود الأفعال عليه؟

- ردود الأفعال كانت متباينة ما بين النقد والإعجاب، خاصة أن الكتاب كان التجربة الأولى لى فى عالم الكتابة، هذا كونه يتحدث عن تجربة شخصية فكان بالتأكيد معرضًا لبعض الانتقادات التى تقبلتها جيدًا وتعلم أن إرضاء الناس غاية لا تدرك.

ولكن شعرت بحال من الفرحة كون أن الكتاب كان مصدر إلهام كثير لبعض القراء الذين مروا بنفس التجربة أو بتجارب مماثلة لها وهذا ما شجعنى أكثر للدخول إلى هذا المجال بكل شجاعة وصدور الرواية الثانية لى.

 «فقدته مرتين» هو عنوان الرواية الثانية. هل تعد هذه الرواية مستوحاة من تجربة شخصية؟

- لا.. فهى رواية ذات طابع درامى اجتماعى بعيدة كل البعد عن حياتى الشخصية، وكان الخيال هو العامل الرئيسى فيها لنجد بطلة القصة نادية التى فقدت والدها فى سن صغيرة، ومن ثم حبيبها الذى أتى سريعًا ورحل سريعًا فهى حالة من التأمل كما أسميتها لنجد مشاعر وأحداثًا مختلفة.

 تعد روايتا مدينة الظلال وقلب أخضر أحدث أعمالك الأدبية. هما توليفة من مشاعر الحب والخير، حدثينا عن ذلك؟

- فى الحقيقية مدينة الظلال هى رواية تتحدث عن العلاقات الإنسانية ما بين الخير والشر وتركيبة النفس البشرية وتعد هذه الرواية بها تجرؤ وتطور كبير من حيث طرح الفكرة فهنا نجد بطلة العمل تكسر المفاهيم المجتمعية حول سن الزواج وأنها لا تبالى بهذا تمامًا وأن حياتها لم ينقصها شىء بل استكملت حياتها بشكل طبيعى إلى أن جاء لها الحب واستطاعت بكل قوة أن تحصل عليه.

هذا بخلاف التطور اللغوى الذى قدمت به الرواية والذى جعلنى أطور من نفسى بشكل كبير.

أما رواية قلب أخضر، فكانت عبارة عن نصوص أدبية تتحدث عن الصداقة والألم والخذلان ولكن بصورة واقعية مشوقة.

 كيف تأتين بأفكار رواياتك؟

- فى حقيقة الأمر أن أفكار رواياتى تأتى من معالجة الآخر، تأتى من القراءة المستمرة والبحث الاجتماعى الجيد للآخرين فهذه الأدوات البسيطة هى ما تلهمنى وتخلق شخصيات روايتى الجديدة.

 أغلب رواياتك تميل إلى الرومانسية والاجتماعية هل هناك تعمد فى ذلك؟

- عادة أنا أفضل الكتابة فى الخط الاجتماعى الذى يصل إلى كل بيت شرقى عربى، فهذه النوعية من الأعمال دائمًا ما تجعلنى قريبة أكثر من القارئ الذى يريد ما يعبر، أى أن الكتابة بالنسبة لى حالة تعبر عن الآخر قبل أن تعبر عن نفسى.

 ما الشخصيات الأدبية التى أثرت فى حياتك الأدبية؟

- منذ نعومة أظافرى وأنا أعشق روايات نجيب محفوظ والكاتب الكبير يوسف السباعى وأنيس منصور ورضوى عاشور مع كامل الاحتفاظ بالألقاب فهم قامات عظيمة، فلكل كاتب مكانة فى قلبى وتعلمت منهم الكثير حتى إن النصوص الأدبية الخاصة بهم والتى تحولت إلى أعمال درامية حرصت على مشاهدة المعالجة الدرامية لها لكى أرى وأتعلم أيضًا منها ما يعمل على تعزيز الكتابة والسرد بشكل أفضل.

 قمتِ بزيارة مصر أكثر من مرة حدثينا عن هذا التواجد؟

- مصر هى «أم الدنيا» قولًا وفعلًا، وهى حاضنة لكل المواهب العربية وتؤمن بالشباب من المحيط إلى الخليج فآخر زيارة لى كانت شهر مارس الماضى، وزرت الكثير من المعالم السياحية بها كدار الأوبرا المصرية، هذا بخلاف زيارتى إلى صرح عظيم وكبير حصدت من بعده العديد من المتابعين والتعرف على رواياتى من خلال استضافتى بقناة القاهرة الإخبارية التى تعد نقلة إعلامية مميزة تتجول وتبحر فى كل أنحاء العالم العربى لتقدم محتوى إعلاميًا مميزًا ومختلفًا.

 ما أحلامك القادمة؟

- هناك مشوار طويل قادم وتحديات أخرى قادمة، لكنى أؤمن بقلمى وأتمنى أن أكتب عملاً روائيًا يتحول إلى نص درامى يشاهده الملايين فى العالم العربي.