الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الانتخابات الأمريكية "2".. بين نقاط القوة والضعف بايدن وترامب.. من يفوز بالبيت الأبيض؟

تشهد الولايات المتحدة الأمريكية فى 5 نوفمبر المقبل أصعب انتخابات رئاسية على مدار تاريخها الحديث، فبين رئيس مشكوك فى قدراته العقلية، وآخر مشكوك فى قراراته المتهورة، يقف الناخب الأمريكى بين أصعب اختياراته.. لم يعد الاقتصاد وحده هو عامل اختيار سيد البيت الأبيض، على الرغم من أن هذا العامل يعتبر هو الكف الراجحة لكسب الأصوات؛ إلا أن هناك عوامل أخرى بدأت تطفو على السطح، الحريات.. دعم إسرائيل المشروط.. وأخيرًا زيادة فجوة الانقسامات فى الشعب الأمريكى، فترامب المرشح المحتمل لمواجهة بايدن، مازال شبح «الترامبيستا» ومشهد اقتحام الكونجرس بالإضافة إلى اضطهاد المرأة وأصحاب البشرة المختلفة، وفى لحظة فارقة جاءت أزمة المهاجرين لتضع ترامب كاختيار قوى بسبب «سلبية بايدن» تجاه الأزمة.



يستمر السباق الانتخابى بين الخصمين جو بايدن ودونالد ترامب فى أشرس انتخابات تشهدها الولايات المتحدة على مدار تاريخها الحديث، وعلى الرغم من أنه ما زال الوقت مبكرًا لقراءة المشهد الانتخابى فى الشارع الأمريكى وإلى أين قد تتجه راية الناخبين نحو الراية الزرقاء أو الحمراء، إلا أن انتخابات 2024 حملت العديد من علامات الاستفهام فهذه الانتخابات ليست مثل 2020 عندما امتلأت الولايات المتحدة بدعاوى مناهضة لسياسة ترامب من فنانين ومشاهير كلها تدعو للتصويت لبايدن للخروج من زمن ترامب.

 

الآن الأمر يختلف هذا العام، فالصمت هو سيد الموقف،الناخب الأمريكى لم يرض بسياسة بايدن، كما أنه لا يفضل انتخاب ترامب، لكن بعد خروج جميع المنافسين من المشهد الانتخابى خاصة بعد نتائج ولاية جورجيا المتأرجحة التى أكدت أن ترامب وبايدن هما المنافسان على الكرسى الرئاسى يبقى الناخب الأمريكى بين المطرقة والسندان، بين بايدن الذى يعانى من كبر سنه وسياسات إنفاقه الخارجى التى وضعت الاقتصاد الأمريكى فى وضع صعب، وترامب وسياساته المتطرفة.. فإلى أين يذهب المكتب البيضاوى فى انتخابات 2024؟

 نقاط القوة والضعف

يقول تود بيلت، أستاذ السياسة بجامعة جورج واشنطن: «إن وجود رئيسين (حالى وسابق) يتنافسان فى الانتخابات يغير طبيعة السباق».

وأضاف بيلت، فى حديث صحفى، أن «هذه مقارنة وليست مجرد استفتاء على الرئيس الحالى. لا توجد قوائم فارغة فى هذه الانتخابات».

من جهة أخرى، يرى شون سبايسر، السكرتير الصحفى السابق لترامب، أن انتخابات 2024 سيكون الاختلاف فيها بسيطًا عما حدث فى 2020، وأوضح سبايسر: «بالنسبة لأولئك الذين يقولون إن سياسات دونالد ترامب جعلت حياتهم أفضل وأكثر أمانًا، وجعلت الاقتصاد والمجتمع أفضل، فإن الأمر محسوم».

ولدى حملة ترامب كل الدوافع لمواصلة الهجوم على بايدن، ومن أسباب ذلك صرف الانتباه عن نقاط ضعف ترامب، ومنها مشاكله القانونية وخطابه المثير للخلاف ومحاولاته لتقويض نتائج انتخابات 2020، والتى ساهمت فى وقوع هجوم يناير 2021 على مقر الكونجرس (الكابيتول) الأمريكى.

لكن لدى بايدن أيضًا نقاط ضعف رئيسية، حيث يكافح من أجل الترويج لإنجازاته فى فترة ولايته الأولى ويحاول إقناع الجمهور بأن لديه القدرة على مواصلة الحملة الانتخابية والحكم لولاية ثانية.

وبالفعل، خلال هذا السباق الرئاسى يصور بايدن سلفه ترامب على أنه خارج عن السيطرة ويشكل تهديدًا لأمريكا، وللديمقراطية نفسها، فعلى سبيل المثال، قد صرح بايدن خلال حديث تليفزيونى أن الكثير من الصحفيين الأمريكان بصدد ترك البلاد خوفًا من الملاحقة القانونية وتقويض الحريات حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

وتقول سوزان إستريش، الكاتبة والمحللة الديمقراطية التى أدارت حملة مايكل دوكاكيس الرئاسية فى عام 1988: «عادة، هذا ما تفعله عندما تخوض الانتخابات ضد شخص غير معروف فى السياسة، لكن فى الوضع الحالى، الخصم شخص معروف جدًا، وأنت تحاول فقط إثبات أنه يمثل خطرًا كبيرًا».

يقول عدد قليل من الأمريكيين إنها مباراة عودة، لكنه خيار رئاسى، ويبدو أنهم فى هذه المرحلة شبه متأكدين من اختيارهم.

 نتيجية متقاربة

لا تزال معدلات تأييد بايدن الضعيفة فى منطقة خطرة بالنسبة لرئيس حالى يدخل عام الانتخابات. ومع ذلك، فإن التصورات العامة عن ترامب سلبية أيضًا.

ووفق آخر استطلاعات الرأى التى أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» وجامعة سيينا، أظهرت أن 48 % من شريحة الاستطلاع، التى تقدر 980 شخصًا، اختاروا ترامب مقابل 43 % فقط لبايدن، فى حال أُجريت الانتخابات اليوم.

بكل المؤشرات، سوف تكون الانتخابات العامة المقرر إجراؤها فى نوفمبر متقاربة. وتُظهر استطلاعات الرأى أن المرشحين متقاربان، أو أن ترامب يتمتع بتقدم طفيف.

لكن فى هذه المرحلة المبكرة من السباق، تكون فائدة هذه الاستطلاعات محدودة، نظرًا لطبيعة الخريطة السياسية الأمريكية. بينما سيتوجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع فى جميع أنحاء البلاد، فإن عدداً قليلاً من الولايات سيلعب دورًا فى حسم هذا السباق.

وذلك لأن المجمع الانتخابى، وهو النظام الذى تتبعه الولايات المتحدة لاختيار رئيسها، يعتمد على فوز المرشحين فى كل ولاية، ومعظم الولايات ديمقراطية أو جمهورية بقوة.

وتشمل الولايات الأكثر أهمية والتى يمكن أن تتأرجح فى أى من الاتجاهين هذا العام، ويسكونسن وبنسلفانيا وميشيجان (ذات الأغلبية العربية) فيما يسمى بحزام الصدأ، وهناك أيضًا ولايات أريزونا وجورجيا، وهما ولايتان حولهما بايدن لصالح الديمقراطيين فى عام 2020.

تعتبر ولاية نيفادا أيضًا من الولايات المتأرجحة بين الديمقراطيين والجمهوريين، لكن عدد سكانها الصغير يجعلها جائزة قليلة القيمة بالنسبة للمرشحين.

وقد تراجعت بعض الولايات التى كانت ساحات معارك فى الدورات الانتخابية السابقة عن خريطة الحسم، فقد اتجهت فلوريدا ونورث كارولينا إلى الحزب الجمهورى فى الآونة الأخيرة، فى حين يبدو أن فرجينيا وكولورادو تميلان بقوة للديمقراطيين.

لذلك فإن أهمية استطلاعات الرأى تمثل مادة خصبة للمعلقين السياسيين، لكن فى النهاية ستكون الأهمية الأكبر لمجموعة صغيرة من الناخبين.

 التراجع والقضايا

من جهة أخرى يعتبر الاقتصاد من أهم عوامل نجاح المرشح للانتخابات الرئاسية بأصوات الناخبيين، فإن الأمريكيين يميلون إلى التصويت بحسب ما يوجد فى حافظات نقودهم فى الانتخابات، إذ يصوتون للحزب الحاكم فى الأوقات الجيدة وللمعارضة فى الأوقات العصيبة.

«إنه الاقتصاد، أيها الغبى» كان هذا الشعار الذى تردد فى حملة بيل كلينتون الرئاسية الناجحة فى عام 1992، وقد تحولت هذه العبارة إلى نص مقدس (دستور) سياسى فى العقود التى تلت ذلك.

ووفق مؤشرات «نيويورك تايمز» فإن الاستطلاع (الذى جرى قبل أيام من اعلان نتيجية الثلاثاء الكبير) أوضح أن بايدن يعانى، رغم العديد من المؤشرات الاقتصادية الإيجابية، لإقناع الأمريكيين بأن سياساته تعود عليهم بالفائدة.

وقال 1 من كل 4 ناخبين إن البلاد تمضى فى الاتجاه الصحيح، بينما رأى أكثر من ضعف هذه النسبة أن سياسات بايدن أضرت بهم بدلاً من مساعدتهم.

كما أظهر الاستطلاع تراجع تأييد بايدن لدى فئات من الناخبين عادة ما كانت أصواتها شبه مضمونة للديمقراطيين، مثل العمال والناخبين من غير البيض.

وفى حين تمكن ترامب من توحيد قاعدته بشكل ملحوظ- إذ قال 97 % ممن صوتوا له عام 2020 إنهم سيكررون ذلك هذه السنة- تعهد 83 % فقط ممن صوتوا لبايدن فى 2020، بالتصويت له مجددًا، وأعرب 10 % من المقترعين له حينها عن تأييدهم لترامب حاليًا.

أما الأزمة الكبرى لدى ترامب، فهى مشكلاته القضائية، ويخوض ترامب الانتخابات بينما يواجه 91 تهمة جنائية، ويتوقع أن تبدأ واحدة من محاكماته الأربع على الأقل قبل يوم الاقتراع المقرر فى الخامس من نوفمبر القادم.

ويرى محللون أن هيمنة ترامب على انتخابات الجمهوريين تخفى معارضة شديدة لترشحه لدى الجمهوريين المعتدلين والمستقلين الذين يحتاج إلى أصواتهم لهزيمة بايدن.

ولم يتضح بعد عدد ناخبى بايدن المترددين الذين قد يجدون أنفسهم مرغمين على الاقتراع لصالحه من أجل عدم رؤية ترامب يعود إلى البيت الأبيض.