الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
حواديت.. أنا  والمُناخ والشباب!

حواديت.. أنا والمُناخ والشباب!

ما هى معلوماتهم حول قضايا الوطن؟



هل سيتحمَّسون للمناقشة أمْ يتلقون المعلومات ويذهب كلٌ منهم إلى حال سبيله؟ 

مثال لأسئلة كثيرة راودتنى وأنا فى طريقى إلى معهد الجيزة العالى للإدارة؛ لإلقاء محاضرة حول المُتغيرات المُناخية وتأثيرها على الاقتصاد والسكان بدعوة كريمة من دكتورة إيناس إسماعيل عميدة المعهد.

نظرتُ إلى النيل الذى ينساب بجانب الطريق وتذكرت رائعة الراحل الكبير أسامة أنور عكاشة «مازال النيل يجرى»، التى ناقش فيها مشكلة الزيادة السكانية وكيفية الاستفادة منها.. أفقتُ من تساؤلاتى أمامَ المعهد المكتظ بالطلبة الشباب واستقبلتنى د. إيناس مع د. محمد بحيرى مسئول الأنشطة وتوجّهنا إلى مكتبها، وهناك سألتها مَن صاحب فكرة إقامة ندوة للشباب لتعريفهم بالمتغيرات المُناخية وجهود الدولة المصرية لتفادى الآثار السلبية لها؟ 

فأجابت مبتسمة: «هناك اهتمام كبير من وزارة التعليم العالى بالأنشطة الطلابية وتخاطبنا بصفة مستمرة بهذا الشأن؛ خصوصًا لإقامة الندوات وتعريف الشباب بما يدور على الساحة الاقتصادية والمشروعات القومية التى تقوم بها الدولة، ونظرًا لما لمؤتمر المُناخ- الذى انتهت فعالياته منذ أيام قليلة- من أهمية بالغة على الدول؛ فقد رأينا مناقشته مع الشباب». فأجبتها أدعو الله أن يتحمس الطلبة لفكرة الندوة، وما لبثت أن جاءتنى الإجابة بصورة عملية عندما حان موعد الندوة ودخلت مُدرج الطلبة فوجدت عشرات منهم فى الانتظار، فبادرتهم ضاحكة من المفترض أن أصافحكم فردًا فردًا لحضوركم ندوة قد يبدو محتواها صعبًا بعض الشىء، وبدأت بالتحدث وسط صمت عميق يدل على رغبة دفينة فى استيعاب المعلومات وفهمها.. 

تتركز مهنتنا فى عالم الصحافة بالمقام الأول على اكتشاف ما يدور حولنا من مشاكل وصعوبات مع طرح حلول لها من مختصين، ولذلك لا يختلف عملنا كثيرًا عن عمل المَباحث، فكلانا يبحث عن الحقيقة، وأنا أهوَى البحث داخل الأنفس البشرية واستكشاف العقول، ولذلك كنت أبادرهم بأسئلة مباشرة حول مشاهدتهم لبعض صور التلوث البيئى حولهم وما موقفهم منها، وقد وضح ما يلى من خلال المناقشة:

1- هناك رغبة عميقة داخل الشباب فى معرفة ما يحدث حولهم بأسلوب بسيط وبمشاركة فعالة منهم.

2- يفتقد الشباب لمن يوضّح لهم الآثار الإيجابية للمشروعات القومية لمواجهة الحرب الشرسة على عقولهم والتى تهدف إلى الاستخفاف بكل ما يتم على أرض الوطن من مشروعات وتضليلهم بمعلومات كاذبة حول مَصادر تمويلها حتى يفقدوا إيمانَهم بها، وبالطبع فإن السوشيال ميديا هى ميدان تلك المعركة. 3- يلقون بكامل المسئولية على الدولة مُطالبين بتغليظ العقوبة على مَن يلوث البيئة.

4- اقترحتْ إحدى الطالبات أن تقوم الدولة بإلزام قاطنى الإسكان الاجتماعى بزراعة الأسطح، وللصدف السعيدة أن اليوم التالى للقاء (يوم الاثنين الماضى) كان السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى جولة لافتتاح بعض المشروعات وأصدر عدة قرارات منها إنشاء صناديق للعناية بالمبانى.. وأرجو أن ينضم اقتراح الطالبة الذكية إلى أولوليات تلك الصناديق.. كما كان من الأخبار السعيدة أيضًا هو الإعلان عن توزيع مجالس المدن الجديدة لأشجار ثمار الجوافة والليمون والبرتقال لزراعتها بالشوارع.. وأرجو أن يتم تعميم تلك التجربة على جميع أحياء مصر؛ خصوصًا الشعبية.

5- كان هناك التباس فى ذهن بعض الطلبة عن تكلفة إقامة مؤتمر الشباب، وبدت علامات الارتياح على الوجوه حينما تم توضيح أن منظمة الأمم المتحدة هى مَن تحمّلت التكلفة كلها وأن مصر استفادت من إقامة الوفود وتنشيط السياحة بصورة كبيرة. 

 

 كلمة أخيرة 

هناك أملٌ كبيرٌ فى شبابنا أن يفهم ويعى ويقف مع بلده فى حربها ضد الإرهاب والتطرف، هم يريدون طريقًا واضحًا للمُضى فيه وأهدافًا محددة يستطيعون تحقيقها وليس حديثا مبُهمًا لا يفهمون منه شيئًا، بالإضافة لاحتياجهم لبَث روح القيادة فيهم، فكثيرٌ منهم يخجلون من اتخاذ المبادرة الأولى فى مجال العمل العام، ولذلك ورُغْمَ ما تقوم به وزارة التعليم العالى من مبادرة رائعة فى هذا الصدد؛ فإنه يجب مساندتها بمبادرات من وزارات وأجهزة حكومية أخرى، منها وزارة الشباب ووسائل الإعلام ببرامج واضحة بعيدة عن روح الإملاء وإنما تتسق مع أفكارهم وتستطيع مُجاراتهم فيها بسهولة.. ودُمتُم بخير.