الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الجيش يستعد للحرب الشاملة!

الجيش يستعد للحرب الشاملة!
الجيش يستعد للحرب الشاملة!


 
 
اقترب جدا اليوم الذى سنقول فيه «فاكرين لما كان فى حاجة اسمها إخوان»، بفضل الثورية الوطنية التى يقدم لنا نموذجا فيها الجيش المصرى بقيادة «المشير الشعبى» عبدالفتاح السيسى.. فلا أحد ينكر طبعا أن كل المصريين بدأوا عام 2013 فى حالة رعب من نجاح المخططات الإخوانية الإرهابية لأخونة الجيش كما حدث مع الداخلية، خاصة بعد الشائعات التى روجت لها مخابرات الجماعة الإرهابية وحلفاؤها حول أن «السيسى» إخوانى، مستغلين فى ذلك تدينه الوسطى الملحوظ.
كان رد السيسى والجيش المصرى كاشفا وحاسما حتى قبل دعوته للحوار الوطنى فى أعقاب أزمة الإعلان الديكتاتورى فى مواجهاته مع «خيرت الشاطر» وكان يقول «هاكلمه بصفته إيه»؟!
هذه المواقف الوطنية التاريخية خلصت الجيش من المواقف المثيرة لعلامات استفهام التى كان يقع فيها المجلس العسكرى السابق، وخاصة «عنان» رئيس أركان الصدفة الذى لم يكشف حتى الآن عن سر تواجده فى أمريكا خلال الأيام الأولى لثورة يناير ولقاءاته السرية بجنرالات أمريكيين، والذى تدور حوله تساؤلات كثيرة بعد شهادته الالتفافية فى إعادة محاكمة القرن.
موقف الجيش كان واضحا من عنان بعدم دعوته لاحتفالات أكتوبر الأخيرة والاكتفاء بطنطاوى الذى سكت على انقلاب مرسى عليه بعد علمه بأن السيسى سيكون خليفته، وما لا يعرفه الكثيرون أن السيسى كان مسئولا عن العديد من الملفات السرية، ليس لأنه كان رئيس المخابرات الحربية فقط، بل لأنه كان محل ثقة قوية من قبل طنطاوى ومنها حوالى ستين ألف وثيقة أنقذت بعد اقتحام الإخوان وحلفائهم لمقر أمن الدولة!
«السيسى» يستحق بجدارة لقب الأفضل فى عام ,2013 لمواقفه الوطنية خلال حكم الإخوان التى لا تقل فى قوتها عن قرار المهلة التاريخية «لمرسى» حتى يحل أزماته مع الشعب قبل 30 يونيو، وعزله فى 3 يوليو فى انقلاب شعبى لإنقاذ مصر من رئيس جاسوس وصل بالتزوير كان سيتنازل عن سيناء وحلايب وشلاتين وقناة السويس، وما خفى كان أعظم، ومنذ ذلك الوقت و«السيسى» يتعرض لضغوط داخلية وخارجية منها محاولة اغتيال كانت قريبه منه جدا راح فيها أحد حراسه، وطبعا هناك أحداث لم يعلن عنها حتى الآن، بخلاف حوالى 30 اتصالا تلقاها من نظيره الأمريكى «شاك هيجل» منذ الثورة حتى الآن.. وكانت تغلب عليها المواجهات وتأكيد نهاية تبعية مصر لأمريكا، والتشديد على أن هناك حدودًا للحديث أساسها المصالح المتبادلة، ولذلك اتجهت مصر شرقا للروس والصينيين، خاصة بعد تفاقم الموقف مع واشنطن بتجميد المساعدات، والتى يلمحون لإعادتها الآن مع اقتراب وصول أول شحنة أسلحة روسية لمصر فى صفقة تصل قيمتها إلى مليارى دولار يدفعها الحلفاء الخليجيون لمصر!
وعلمت أنه خلال الأيام الأولى من العام الجديد يكشف السيسى عن قراره الإيجابى الحاسم فى جدل ترشحه للانتخابات الرئاسية كجزء رئيسى فى الحرب المصرية ضد المخطط العالمى لإسقاط الدولة وتقسيمها، وسط مطالبات شعبية للتحرك الباتر ضد الإرهاب القاعدى والإخوانى بعد التفويض الشعبى الأشهر له، وتحذيرات من تأخير الإعلان عن ترشحه على مستويات الرضا الشعبى!
وتفيد المؤشرات أن السيسى قادر على حسم المعركة الانتخابية مهما كان المرشحون بحوالى 75٪، خاصة أن الأسماء ذات الخلفية العسكرية قررت أن تقف ورائه، وما لا يعرفه الكثيرون أن ماجستير السيسى فى إدارة الأزمات.. وهذه المعلومة لمن يسأل عن البرنامج الانتخابى للمشير الشعبى، ومهم جدا أن تكون مواجهة هؤلاء الإرهابيين على يد جنرال متدين حتى لا يستطيع المدعون تفريق الصف المصرى بالأكذوبة الإخوانية أنهم حماة الدين الإسلامى ضد الانقلاب العلمانى!
وطالت السيسى حملة كبيرة من التشنيع والتشويه الإخوانى لدرجة أنهم ادعوا أن والدته يهودية إسرائيلية وزوجته قريبة سوزان مبارك، ويلاحقونه بأقذر وأسفل الألفاظ على الجدران فى الشوارع وفى الفضائيات الموالية لهم، وتطارده المخابرات الأشهر حول العالم لمنعه من الوصول للرئاسة، والأجهزة السيادية لديها سيناريو ترشيح السيسى للرئاسة وتراجعه للتأكد من كل تطوراته على العلاقة بين الجيش والشعب والأمن القومى المصرى!
وبدون مبالغات ومزايدات، كل المخابرات الغربية والشرقية لا تجد تفسيرًا للعلاقة التاريخية بين الشعب المصرى وجيشه، منذ نكسة 67 وحتى الآن، فجميع الاختبارات الصعبة لم تؤثر على هذه العلاقة، ووسط ذلك كله هناك حالة قلق بين الشعب المصرى من تجنيد الشباب الإخوانى والأناركيين فى الجيش خلال الفترة الأخيرة، خاصة أن كل الدفعات يتم تجنيدها مؤخرا فى إطار الحرب الشاملة التى يخوضها المصريون، لكن البعض يرد على هذا القلق بأن الجيش يعلم هؤلاء الموتورين الوطنية المصرية والانتماء لبلده، وهناك حالة استنفار لأى سيناريوهات، فى الوقت الذى فشلت فيه كل مخططات التنظم الدولى للإرهابيين الإخوان لتشكيل جيش حر مصر من عناصر القاعدة فى ليبيا والذى عفا عنهم مرسى خلال فترة حكمه، بأوامر مسجلة من أوباما شخصيا وبالتنسيق مع أيمن الظواهرى، بالإضافة إلى حمساوية، لكن فى كل مرة يفتضح أمرهم، وهناك مطالبات كثيرة بضرورة أن تتعامل الدولة المصرية مع قيادات القاعدة فى ليبيا خاصة أن منهم مصريين بإرسال الكوماندوز لهم لأنهم مستمرون فى إرسال الإرهابيين لمصر ويهربون الإرهابيين الإخوان وحلفاءهم من مصر لقطر وتركيا، وكان هذا سبب توترات أخيرة بين مصر وليبيا وصلت للحديث عن قطع العلاقات.
ليس هناك انفصال بين الحديث عن السيسى والجيش لأن المجلس العسكرى الحالى أدرك أهمية أخطاء الماضى القريب، وأصبح كله كالبنيان المرصوص، وطور السيسى من أدائه خلال الفترة الأخيرة وكان منها اختفاؤه لفترة بعد الحديث الإخوانى عن أنه القائد الأوحد والرئيس عدلى منصور بلا أى صلاحيات، فتحول السيسى لنسخة ديمقراطية معدلة من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، حتى إن أبناء عبدالناصر تبرأوا من حمدين صباحى ويدعمون الآن السيسى مطالبين صباحى بخلع رداء والدهم الذى لا يستحقه!
وما لا يعرفه البعض أن الكثيرين هاجمونى عندما حذرت مما أسميته مؤامرة تأليه وفرعنة السيسى بنفاقهم ومدحهم فى الجنرال مهما كانت أفعاله دون تحليل الصورة الحقيقية له، ويبدو أن نظارته الشمسية الشهيرة قد حمته من هذه الأنوار المخادعة، ووصلتنى ردود بأن رسالتى قد وصلت، فى الوقت الذى كان اختيار ياسر رزق رئيس تحرير المصرى اليوم غير صحيح لإجراء أول حوار كامل مع السيسى لصحيفة مصرية، لأن رزق باستهتاره وعدم تقديره للموقف أنهى الحوار بفضيحة تسريبات «رصد» التى أثارت جدلا واسعا على كل المستويات وأربكت الصورة حول السيسى لفترة، حتى بدأ هجوم مضاد عليهم، اعترفت من خلاله الصحف الأجنبية بأن هذه التسريبات الكثيرة جدا بشكل مثير ضاعفت من شعبية السيسى وليس العكس!
تجاوزت شعبية السيسى الحدود المصرية حتى عرض عليه القادة العرب أنفسهم أن يكون الزعيم الجديد للمنطقة لينقذها من ويلات المخطط الأمريكى الماسونى لتقسيمها لدويلات، وتحاول أمريكا إلى الآن معاودة تفعيل مخططها بطريقة جديدة بعد الهدنة التى أقامتها مع إيران، لكن يبدو أن التوتر فى تركيا خادمتها العميلة فى المنطقة على خلفية فضيحة فساد أردوغان وعصابته وفضيحة التجسس الأمريكى على حلفائهم التى كشفها سنودن والحرب الأهلية فى جنوب السودان عطل الألاعيب الأمريكية ضد مصر، خاصة أن القاهرة لها بالمرصاد فعليا، ومنها رفض مصر أن يكون العميل «فورد» صاحب مخطط الحرب الأهلية فى سوريا، سفير أمريكا بالقاهرة!
ومن تطورات المشهد الإيجابية التى لم يحسبها المتآمرون على مصر، كان ترحيب الغزاوية المعلن بأنباء عدم استبعاد الجيش المصرى تطهير القطاع من الإرهابيين الحمساوية، ووصل الأمر إلى أن أعلن الغزاوية أنهم يستقبلون الجيش المصرى بالورود رغم القمع الحمساوى.
تفجير المنصورة وغيره من التفجيرات الإرهابية المتوقعة ما هو إلا محاولة إرهابية لتخفيف الضغط على الإرهابيين الملاحقين فى سيناء، خاصة أن الجيش خلال الفترة الأخيرة يقوم بهجوم مضاد مؤثر باصطياد الرءوس القائدة إما بالقبض عليها أو اغتيالها وما أبو منير وابنه وأبو صهيب إلا أسماء فى قائمة التخلص منها يربك خريطة تحركات الإرهابيين فى سيناء وخارجها حيث يركز الإرهابيون خلال الفترة الماضية على الخروج بعملياتهم من إطار سيناء نحو الدلتا والعمق، ويركزون فى كسر الهجمة المصرية المستعدة لمواجهة هذه الحرب مهما طالت، والقلق فقط من اغتيال رأس مهمة فى الدولة، أو تفجير جديد فى قوة عملية المنصورة خاصة لسهولتها بسبب الاختراق الإرهابى للداخلية!
ومن المتوقع جدا اتساع الحرب الإرهابية ضد الجيش وشعبه بعد أن وصلت إلى دعوة زوجات الضباط للتفريق بينهن وبين أزواجهن الذين كفروهم فى فتوى قاعدية، وهذا يرتبط بأنباء حول مخطط إخوانى بترويج شائعة لخلافات بين السيسى وزوجته بسبب قراراته الأخيرة! فيما كشف الإرهابيون عن اسم قائد جماعة أنصار القدس لتشتيت الانتباه، خاصة أن الجيش نجح خلال الشهور الستة الماضية فى اصطياد 184 إرهابيًا كان يحميهم المعزول، الذى كان يعد لميليشيا إرهابية قوامها 30 ألفًا استجلبهم من أفغانستان وأوروبا بتعليمات أمريكية لمواجهة الجيش المصرى!
فيما تواصلت التطاولات الإرهابية على الجيش المصرى من القرداوى وعبدالماجد وأحمد منصور وأبوالفتوح والذين ينغص الجيش الوطنى عليهم حياتهم وخططهم، ووصل الأمر بهم إلى أن اعتبروه جيش احتلال، بل ويحاولون الوقيعة بين صفوفه بدعوات مفضوحة لمن وصفوهم بالشرفاء للخروج على الجيش ورفض قراراته، وهناك جاهزية واضحة لهذه الحرب النفسية ليس فى صفوف الجيش فقط بل وبين قوى الشعب العادى، وتتضح جدا فى انتشار حملات التطوع الشعبية فى الجيش بين الرجال والنساء.
وكان متوقعًا وسط كل ذلك استمرار الهجوم الإسرائيلى على الجيش المصرى، ورغم الأكاذيب التى يرددها الإرهابيون الإخوان حول التفاهم المصرى الإسرائيلى، متناسين من أرسل الخطاب الحميمى الشهير لبيريز، هاجمت المخابرات الإسرائيلية ما وصفته بضعف القدرات المخابراتية للجيش المصرى فى مواجهة الإرهابيين، مدعية أن خسائر الجيش المصرى ضعف خسائر الإرهابيين.. ووصل الأمر إلى أن أشاد مسئول أمنى إسرائيلى فى تصريحات لصحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية بآلية عمل الإرهابيين فى مواجهة الجيش المصرى الذى وصفه بالعدوانى حيث يمحو كل البؤر الإرهابية من على وجه الأرض، فيما أفاد موقع «ديبكا» الإسرائيلى المقرب لدوائر مخابراتية إسرائيلية أن هناك إرهابيين يهربون من مواجهات الجيش المصرى لداخل إسرائيل حتى إن الجيش الإسرائيلى قتل 3 منهم فى الخليل بالإضافة إلى تكوين خلايا إرهابية فى غزة وجنوب إسرائيل.
وتؤكد الاستخبارات الإسرائيلية فى تقرير أخير لها أن انشغال الجيش المصرى بالأوضاع الداخلية خلال الثلاثة أعوام الماضية حال دون استمرار تعاظم قوته، وبالتالى فإن تل أبيب المستفيد الأول من الأوضاع المتردية بالدول العربية وفق اعترافهم.
وسط هذه الأجواء تزيد الدعوات بضرورة تسليم السلطة للسيسى بدون انتخابات بدعوى أن الاستفتاء على الدستور سيكون كفيلاً بالحصول على هذه الشرعية، لأن المصريين سيصوتون لدعم السيسى وخارطة الطريق، لكن لهذه الدعوات جانب سلبى يستغله الخارج الذى يروج إلى أن الجيش يريدها فاشية عسكرية وهذا فى محاولة للتحريض على دموية الأحداث المتوقعة فى ذكرى ثورة يناير والتى يدعو فيها المصريين للخروج لدعم الجيش واستمرار الحرب ضد الإرهاب وإجبار السيسى على الترشح للرئاسة!
أخيرا هناك مفارقة طيبة أنهت على فكرة أن الـ«13» رقم النحس فى الصورة الذهنية المصرية، ومنها أن الجيش المصرى هو رقم 13 على مستوى العالم والأول عربيا وأفريقيا، رغم أن هذه الترشيحات مسيسة أساسا وغير موثوق فيها، و2013 شهدت نهاية حكم الإخوان، وهذا يكفى كإنجاز لهذا العام، ومن المتوقع أن يكون 2014 عامًا صعبًا لكنه بداية حقيقية لنهاية الإرهابيين واستقرار الدولة المصرية!