السبت 16 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الزواج الدموى بين الجماعة والجامعة!

الزواج الدموى بين الجماعة والجامعة!
الزواج الدموى بين الجماعة والجامعة!


تاريخ طويل من العلاقة السوداء والدموية بين الجماعة المحظورة والجامعات المصرية، حيث رمت شباكها على «الطلبة» وبثت سمومها فى عقولهم أثناء تفتحها، مستغلة بكل عدوانية براءتها وتدنيهم وتطلعهم لمرضاة الله، ويسيرون وراءهم مخدوعين فى الشعارات الدينية التى يخفون وراءها سادية وإرهابية لم تعرفها البشرية من قبل إلا فى تاريخ الصهيونية والماسونية والنازية، فتابعوا كيف كان يركز «البنا» على الجامعات كبيئة خصبة لزيادة أعداد رواد «الجماعة»، ومن اللحظة الأولى لنشأتها يخطط لإسقاط هذه الساحة لصالحه فى غياب الدولة فى كل العصور بأشكال مختلفة، من الجهل للفقر، وحتى التجهيل والإفقار!
 
«روزاليوسف» ترصد هذا التاريخ الدموى الذى يبرز فيه دور الطلبة الذين يحولونهم من مشاعل للنور والتقدم إلى مشاعل للإرهاب والقتل، ولكم فى جرائم الاغتيال الشهيرة عبرة يا أولى الألباب!
 
عندما نستعرض الأعمال الإرهابية التى مارستها جماعة الإخوان منذ نشأتها 1928ولا تزال تمارسها حتى اليوم من قتل وتخريب وتدمير وسرقة واستباحة جميع الحرمات، وأشهر هذه الأعمال كان فى 1945 عندما قتلوا أحمد ماهر رئيس الوزراء انتقامًا لإسقاط حسن البنا فى الانتخابات قبل الحرب فى فلسطين بثلاث سنوات، وفى 1946 تم تفجير قنابل فى جميع أقسام الشرطة فى القاهرة فى وقت واحد، وفى 1948 تم اغتيال المستشار أحمد الخازندار لإصداره أحكام قضائية ضد عناصر الإخوان الذين ارتكبوا جرائم فى الإسكندرية لإرهاب القضاة حتى لا يصدروا أحكامًا مماثلة مرة أخرى.
 
وفى 12 نوفمبر 1948 فجروا شركة الإعلانات الشرقية فى وسط القاهرة، مما نتج عنه هدم وتخريب فى المبانى وفى 4 ديسمبر 1948 اغتالوا اللواء سليم زكى حكمدار شرطة القاهرة، وفى 22 أكتوبر 1948 تم ضبط أسلحة وذخيرة فى حيازة عضو مكتب الإرشاد بمنزل الشيخ فرغلى بالإسماعيلية.
 
وفى 25 مايو 1947 جرى الاعتداء بأسلحة بيضاء من عناصر إخوانية على معارضين لهم فى دمنهور، ضد تلاميذ معارضين للجماعة فى إحدى المدارس وإلقاء قنبلة على قسم شرطة وفى 24 يناير 1948 تكرر اعتداء عناصر من الإخوان على معارضين لهم فى شبين الكوم أدت إلى قتلهم، وفى 4 ديسمبر 1948 ألقى طلاب الجماعة فى جامعة فؤاد الأول «جامعة القاهرة» قنابل على رجال الشرطة وأطلقوا الرصاص عليهم وأشعلوا النيران فى مبنى كلية الطب، وفى 6 ديسمبر قام الإخوان فى مدرسة الخديوى بإلقاء قنابل على رجال الشرطة!
 
وفى 15 نوفمبر 1948 قتل رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى ردا على قراره بحل جماعة الإخوان واعتقل الكثير منهم وتم تأميم ممتلكاتهم لما كانوا يسعون إليه من محاولات اغتيال وتخريب فى المدن المصرية، ومحاولة الهجوم على البنك الأهلى وفروعه للاستيلاء على الأموال الموجودة بها، بجانب نقل الأسلحة والمتفجرات عبر سيارة جيب من إحدى شقق الإخوان بحى «المحمدى» إلى شقة أخرى بالعباسية، الأمر الذى ردت عليه الجماعة بتكليف أحد عناصرها وهو «الطالب» عبدالمجيد أحمد حسن بكلية الطب البيطرى بالترصد «للنقراشى» حتى استطاع إطلاق الرصاص عليه أمام المصعد داخل وزارة الداخلية، حيث ارتدى ملابس ضابط ودخل الوزارة على أنه فرد منها وقتل النقراشى، ووقتها قال البنا فى خطاب له: إن الجماعة لا تتحمل وزر الحادث لأن القاتل ليس عضوًا فيها وغير موجودة بحكم القانون فكيف تتحمل عمل فرد ليس لديها القدرة على محاسبته.
 
وفى 12 يناير 1949 فجر الإخوان نيابة محكمة الاستئناف لمحاولة حرق وإتلاف أحراز قضايا الإخوان وحاولوا قتل إبراهيم عبدالهادى باشا رئيس الوزراء خلفا للنقراشى الذى قام باعتقال الكثير من الإخوان نتيجة العنف والشغب الذى ارتكبوه فقرروا التخلص منه وإطلاق النار على موكبه أثناء توجهه إلى رئاسة الوزراء ولكنهم أخطأوا فى التعرف على موكبه.
 
ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل سعوا جاهدين إلى أن يجعلوا لأنفسهم جماعة تنادى باسم الدين مما كان له أكبر الأثر فى محاولات اغتيال عبدالناصر وقتل السادات إلى جانب الأعمال التخريبية الأخرى من حرق مساجد وكنائس وقتل أطفال وشيوخ ومجندين وضباط ومحاولة اغتيال واقتحام مراكز الشرطة والجهات الحكومية.
 
كل هذه الجرائم والقائمة الدموية الإخوانية خلال هذه السنوات كان لطلبة الجامعات بل وتلاميذ المدارس دور كبير فيها، حيث اهتمت الجماعة من أول لحظة من نشأتها بالسيطرة عليها واختراقها، ونجحت فى السيطرة على فكر الشباب وعقولهم وإقناعهم بأنهم يسعون إلى تخفيف العدل وتطبيق شرع الله وإقامة دولة الخلافة بعيدًا عن حكم العسكر والسيطرة على شباب المعاهد الأزهرية المنتشرة فى القرى والنجوع، التى عجزت مشيخة الأزهر عن إمدادها بمدرسين وسطيين مما أدى إلى تسلل عناصر إخوانية للتدريس بهذه المعاهد البعيدة عن الرقابة وكذلك وضعت الجماعة نصب أعينها محاولة شق صفوف المشيخة من الداخل عبر رموزها الإخوانية المنتمين إليها لرابطة «أزهريون ضد الانقلاب».
 
وعمدت الجماعة على السيطرة على الجامعات وبالأخص جامعة الأزهر عبر حشد الدعم الطلابى فى الانتخابات عن طريق الكتلة الطلابية الإخوانية الهادفة إلى الهيمنة على جميع مقاعد اتحاد الطلاب فى الجامعات المصرية للتأثير على أفكارهم وعقائدهم وتغيير سلوكهم ومنهجهم ليصبحوا تابعين لهم لا لغيرهم ولذلك أكثر هؤلاء الشباب فى هذه الجامعات ذوو فكر مغلق ومعقد تتجه أفكارهم إلى العنف.. تجدهم متعصبين مدافعين عن قياداتهم الإخوانية لا عن الدين كما يدعون يسعون العنف والتدمير فى البلاد معترفين بذلك عبر قيادات إخوانية، اعتقادهم بأنهم خلفاء الله فى الأرض ورسل بعثهم الله للتخلص من الكفرة وكل الآثام إلى أن أصبح تقدير الرمز عندهم من الأساسيات الرئيسية، إلى جانب عنصر التضحية فهم لا يحرمون إلا ما أعد لهم أمامهم ولا يحللون إلا ما أكد لهم أمامهم ولا يفتخرون بكونهم مسلمين وإنما بكونهم إخوان فهم ليس لديهم إلا تمجيد أنفسهم ودعوتهم التبشيرية التى لا يدعون بها إلا المسلمين وتراهم ينشدون دائمًا نشيدهم فى مقدسهم حسن البنا:
 
إن الإخوان صرح كل ما فيه حسن
 
لا تسلنى من بناه أنه البنا حسن
 
فهم لا يرفعون إلا راية البنا وشعاره ولا يتكلمون إلا بكلامه ولا يقدمون إلا صورته وأفعاله، مركز التضحية أحد أهم أركان البيعة للإمام ونائبه أبى التضحية فى سبيلهما إلا فى سبيل الله تعالى، فالتضحية تكون عندهم بالنفس والدماء والأهل والأبناء والمال وملاقاة جميع صنوف العذاب فى سبيل إتمام ركن البيعة.
 
أما إذا تدرجنا إلى تاريخ العمل الطلابى للإخوان داخل الجامعات المصرية لوجدنا أن «محمد عبدالحميد» عضو مكتب الإرشاد كان عميد طلاب الإخوان منذ بداية نشأتها، وهل تعلمون أن أول مؤتمر لطلاب الإخوان كان يوم 20 فبراير 1938 بحضور «البنا» وأن العمل الطلابى داخل الجامعات بدأ بعد محنة الستينيات فى .72 ,71
وهل تعلمون ما هى اللافتة التى اجتمع عليها الطلاب الإسلاميون فى حقبة الستينيات لافتة الجماعة الإسلامية؟! هل تعلمون أسماء قيادات العمل الطلابى فى هذه الفترة فى جامعة القاهرة: عصام العريان - عبدالمنعم أبوالفتوح - محمود غزلان - عصام حشيش - سناء أبوزيد، أما فى الإسكندرية: إبراهيم الزعفرانى وحامد الدفراوى، وفى عين شمس السيد عبدالستار، وفى المنيا أبوالعلا، وهل تعلمون أن قيادات الجماعة الإسلامية انضمت للإخوان قبل انضمام الجماعة الإسلامية بالقاهرة فى جامعة الإسكندرية، هل تعلمون أن أول مشرف على العمل الطلابى فى الستينيات هو محمد حسن أول مشرف تم الاتفاق عليه من قبل الإخوان؟!
 
وهل تعلمون أن أول من فاز بمقعد اتحاد الطلاب من الإخوان هو عبدالمنعم أبوالفتوح؟! وهل تعلمون أن حلمى الجزار هو أول مسئول لمجلس أمراء الجامعة الإسلامية؟!، وهل تعلمون أن أول تشكيل لقسم الطلاب كان من أبو العلا ماضى، حلمى الجزار، عبدالمنعم أبوالفتوح وأنور شحاتة وإبراهيم الزعفرانى وعبدالستار المليجى، وهل تعلمون أن «مصطفى مشهور» هو المشرف العام على هذه اللجان؟!
 
السفير حسين هريدى المحلل السياسى ومساعد وزير الخارجية الأسبق يحلل هذه الظاهرة التاريخية، يقول إن تاريخ تدفق الإخوان فى الجامعات ينظر إليه من ثلاثة مستويات، وهى مستوى الأساتذة ومستوى الطلبة والإداريين!
 
وعلى مستوى الأساتذة أغلب القيادات أساتذة جامعة فى كليات الهندسة والطب ودار العلوم بالأزهر وأغلبهم تمركزوا فى هذه الكليات.
 
وأشار «هريدى» إلى أن عملية التجنيد بدأت من سنوات طويلة، فقياداتهم كلهم من الطبقة المتوسطة خلفية مجيئهم من الأرياف والمراكز خلفية رجعية لا علاقة لها بالعالم وما يحققه كل يوم وهذه القيادات متقوقعة داخل التنظيم فالتنظيم وما يحتويه يسعون إلى السيطرة وتحقيق أهداف خاصة بهم، فى السبعينيات والستينيات ركزوا على النقابات الأكثر أعدادًا كنقابة المهندسين ونقابة الأطباء.
 
أما بالنسبة للطلبة: فطلبة الجامعات تاريخيًا كانوا أساس الحركة المصرية فى بعدها الخارجى والداخلى، فالخارجى المطالبة بالاستقلال والداخلى المطالبة بالديمقراطية والحكم الدستورى، ثم بعد ذلك جاءت فترة المد التقدمى الوطنى فى عهد ثورة 23 يوليو، وفى السبعينيات التركيبة اختلفت لأن الرئيس السادات سمح فى خطوة قصيرة بنشأة الجماعة داخل الجامعة ونحن نعانى منه اليوم وندفع ثمن ذلك.
 
وأضاف هريدى إن تاريخ دخول الإخوان الجامعة جاء فى وقت كانت مصر فيه تحارب الإرهاب والجماعات المتطرفة انتهزوا فرصة انسحاب الدولة من السياسة فى الجامعة وترك المساحات للجماعات الإسلامية المتطرفة للتعامل فى الجامعات، ومن هنا انسحبت الحركة الوطنية من الجامعة واستغل الإخوان ذلك للدخول إلى الجامعة تحت هذا الستار بدون مراقبة من أحد.
 
وأضاف إن سبب استمرار هذه العملية لأن الدولة لا تملك أى مشروع قومى ولا أيديولوجية واضحة المعالم ذات أبعاد تتعلق بالسياسة الخارجية والاقتصادية والثقافية فى الداخل المجال مفتوح أمام الإخوان والجامعات المتطرفة فى تجنيد أكبر عدد من الطلبة والطالبات.
 
وأوضح لنا هريدى أنه فى ضوء غياب أيديولوجية الدولة وغياب الرؤية الوطنية من جانب الدولة وغياب الفكر من جانب الدولة كان هذا من أسباب تطرف طلبة الجامعات، إما إلى الدين أو التطرف ناحية السلوك الاجتماعى والدخول فى أشياء كثيرة لا تتفق مع تقاليد المجتمع المصرى، وأشار إلى أن الحزب الوطنى لم يكن لديه أحد فى الجامعات وجميع الأحزاب الأخرى لم يكن لديها أنصار فى الجامعات.
 
أما بالنسبة للإداريين لابد أن نفرق بين أعضاء التنظيم والمتعاطفين مع التنظيم، وهؤلاء يوجد جزء كبير منهم فى التليفزيون المصرى، لأن الإخوان استخدموا مثل هذه الفئة فى تلك المؤسسات كجهاز جمع معلومات عما يدور داخل الجامعة من الممكن تجنيده من الممكن يتحط تحت العين مين من الممكن نعتبره من الخصوم فالإداريون يعملون فى هذا الإطار.
 
وأوضح لنا «هريدى» أن المشاهد التى شاهدناها فى الجامعات المصرية الآن يتنافى مع الحرية والتظاهر السلمى لا يوجد فى أى مكان فى العالم وخصوصًا الأنظمة الديمقراطية ممارسة للحريات بدون الالتزام بالقوانين والتقاليد، وأضاف «هريدى» إنه فى مصر بعض المدافعين عن الحرية وحقوق الإنسان يقولون التظاهر حق مسلم به أيوه التظاهر حق مسلم به يخضع للقانون ويكون عليه قيود، الدولة عندما تدخل الجامعة للقبض على الطلبة المعطلين للدراسة هذا ليس قمع حريات وإنما فرض قانون. هذه العملية أخذت سنوات وحلها لا يحل بين يوم وليلة.
 
هريدى أشار إلى أن الأسلوب الأمثل للرد على هذه الاستراتيجية هو وجود استراتيجية بديلة للدولة ولدى القوى الديمقراطية والسياسية والتقدمية أنها تعمل بالسياسة فى الجامعات والتجمعات العمالية فى النقابة، موضحًا أنه خلال الأربعة عقود الماضية تركت الساحة للجماعات المتطرفة وللإخوان يعملون فى هذه الساحات بدون ما يكون فيه نشاط سياسى وطنى يجذب الطلبة الذين كان أمامهم فراغ أيديولوجى فى المجتمع فوجدوا أمامهم أناسا يقولون لهم نحن نعمل كذا وكذا وكله كلام غير صحيح الطالب عاوز يشعر بأهميته عاوز يشعر بمشاركته فى بناء المجتمع.
 
«هريدى» أوضح لنا أنه لابد من وجود زعامات وطنية وقيادات واعية يلتف الشعب حولها يرى فيها المثل العليا.. أيام ما كنا طلبة وأعضاء فى منظمة النشاط الاشتراكى كنا مؤمنين ومحصنين عقائديًا وفكريًا ودينيًا ضد الدعاية المضللة التى يمتلكونها ولذلك فى مصر لا يوجد مثل هذه الاستراتيجيات وهذه المثل العليا الأمر الذى أدى إلى تمكين الجماعات المتطرفة من تجنيد الطلبة فى الجامعات أو ربما فى المدارس فى المرحلة الثانوية، وشدد «هريدى» على أنه يجب تطبيق القانون على كل من يساعد فى تدمير الدولة وإدخال الأسلحة والمولوتوف إلى ساحة الجامعة ويتم القبض عليهم إذا ثبت أنهم فعلوا ذلك.
 
وفى السياق نفسه قال لنا الدكتور على مبروك أستاذ مساعد فى كلية آداب القاهرة قسم الفلسفة: إن مسألة التجنيد تتم عن طريق اختيار شريحة معينة من الطلاب والاشتغال عليهم بالأساس وسبب اهتمام الإخوان بطلاب الجامعات يرجع إلى مرور الطلاب بمرحلة عمرية مؤثرة فى حياتهم بالإضافة إلى أن الشباب هو الأكثر نشاطًا وفعالية يبشر بالدعوة بين زملائه بالجامعة وخارج الجامعة حتى فى محيط الأسرة والعائلة أمام بيئة مناسبة تقدر تشتغل عليها.
 
وأوضح مبروك أن تركيز الإخوان على الجامعة يرجع إلى أن الجامعة تضم عددًا كبيرًا من الطلاب المنتمين إلى التنظيم السياسى بشكل عام سواء كانوا إخوان أو غير إخوان منتمين إلى هذا التنظيم بجانب الأساتذة أيضًا ورئيس الجامعة اعترف بذلك بوجود عدد من الأساتذة منتمين إلى جماعة الإخوان وهم القائمون على إدخال الأسلحة والمولوتوف وغيرها، والتركيز على جامعة الأزهر يجعلهم يقومون بحشد كبير بشكل أكثر ضمنيا على عكس الجامعات الأخرى القدرة على الحشد تكون قليلة ومحدودة.
 
وأضاف مبروك إن هدفهم الأساسى من ذلك هو تعطيل الدراسة كى يقال إن الأمور بهذا البلد لن تستقر بشكل طبيعى لسبب ما جرى من إقصاء مرسى عن السلطة هدفهم أنك تقول لن يترك شىء يمضى على حاله فى هذا البلد طالما تم إبعاد الإخوان عن الحكم وأشار مبروك إلى أن رمزية اقتحام مبنى الإدارة والعمل الذى تم فى مبنى الإدارة والمشيخة بالأزهر ربما يكون القصد منه إرهاب الإدارة لأن من بيده القدرة على اتخاذ القرار بتعطيل الدراسة وتعليق السلطة هو رئيس الجامعة، وبالتالى صاحب المسئولية فى اتخاذ القرار لابد من إرهابه.
 
وأوضح أنه عندما يصل الأمر إلى حد ارتكاب الجرائم داخل الجامعة لابد من قانونية التدخل الأمنى، نحن نتصور أن استدعاء الأمن لحماية الجامعة فإنه استدعاء بالتدخل فى القرارات داخل الجامعة ولا أحد يطلب هذا ولا يتمنى، ومسألة الأمن لا يتم استغلالها فى البعد السياسى فقط ولكن هناك جرائم حقيقية تتم داخل الجامعة لابد من تدخل الأمن مثل السرقة وتجارة المخدرات والتحرش الجنسى من المسئول عن عمل المعاينة وتعقب الحادث وعمل محاضر إنها الداخلية وذلك بعد رفضهم إعطاء الضبطية القضائية لإدارات الجامعة والعاملين بها، فنحن لا نتحدث عن عودة الأمن السياسى فى الجامعة وإنما نتحدث فى صورة حماية ممتلكات الشعب.
 
مضيفا: تدخل الداخلية بدون إصدار قرار ممكن يترتب عليه استقالة وزير التعليم العالى، لأن ذلك يعتبر اقتحاما للجامعة من جانب الداخلية وهذا إجراء يرفض لابد من أن تكون النيابة العامة صاحبة القرار لأنه أمر يتعلق بالاعتداء على صالح عام المنوط بالدفاع عن المال العام والصالح العام حتى الجهات الأمنية فى هذا البلد وإلا سيكون البديل هو ترك هذه العناصر تقوم بعمليات التخريب كما رأينا.
 
وأضاف مبروك إنه لابد من خضوع الجميع للتفتيش على أبواب الجامعة نحن فى لحظة تستدعى ذلك، وأكد ضرورة تطبيق القانون على كل من ارتكب جريمة أو ساعد فى إدخال أسلحة ومولوتوف إلى الجامعة سواء كانوا طلبة أو أساتذة أو إداريين.
 
وأشار إلى أنه لابد من مناقشة الخطاب أمام الشباب الذى يحول نفسه فى يد المروجين وأن يلعب الأساتذة دورًا تنويريًا وأن تكون الجامعة ساحة لتنمية الشخصية المستقلة لأن الإخوان تعتمد على الشخصية التابعة.
 
الدكتور سعد الهلالى يقول لنا: لو كل منا قام بواجبه الحقيقى المنوط به لاستقامت الأمور أريد من كل أستاذ أن يقوم بواجبه لا يصح لأستاذ أن يتغيب عن محاضرته لا يصح لأستاذ أن يلقى محاضرة فى ربع ساعة وينصرف يجب على الأستاذ أن يكون فى القاعة حتى يشوق الطلبة للمادة العلمية يجب على الدراسة أن تنتظم فى مواعيدها لو كل الأمور استقامت وقام كل إنسان منا بواجبه أعتقد بأنه سوف يكون هناك نجاح وانشغال الإنسان بمصلحته دون الانصراف إلى هذا الهراء الذى نراه وأشار الهلالى إلى أن حل هذا الأمر فى يد أساتذة الجامعة بقيامهم بأداء واجبهم المهنى وما عليه تقاليد الجامعة من قيام بالتدريس وتشويق الطلاب للمادة العلمية والإجابة عن أسئلة الطلاب بما يحقق الأمن العام فى المجتمع، فلا يصح لأستاذ جامعة أن يتغيب عن محاضرته بدون دخول أحد مكانه.
 
وشدد الهلالى على ضرورة محاسبة كل من مروجى العنف والإرهاب داخل الجامعة سواء كان طالبًا أو أستاذ جامعة فلا يصح لطالب أو أستاذ أن يدخل أى أسلحة إلى حرم الجامعة وإلا كان من قطاع الطرق يسرى عليه حكم قاطع الطريق.