الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. صراع الجبابرة بين «أوبرا» وملكة إنجلترا

عكس الاتجاه.. صراع الجبابرة بين «أوبرا» وملكة إنجلترا

خيبة الأمل التى بدت على وجوه الملايين فى أربعة أرجاء الدنيا إثر بث المقابلة (القنبلة) بين ملكة الحوار التليفزيونى أوبرا وينفرى والأمير البريطانى هارى وزوجته الأمريكية، وهو الحوار الذى قسم المُشاهد فى أمريكا وبريطانيا ما بين متعاطف ومنحاز لرواية ابن ديانا وزوجته ومصدق لوقائع اللقاء كاملة، وما بين مهاجم للقاء ومنحاز للملكة وضد انتهاك حرمة التاج والقصر الملكى البريطانى مهما كانت جرائم إليزابيث ومُكَذّبًا وقائعها جملةً وتفصيلاً.



والذين خاب أملهم وسعيهم لأنهم كانوا ينتظرون فتح ملف مقتل ديانا وهو ما لم يحدث، أو ربما قد جاء ذكره فى الحوار، وتمّ قَصّه وحذفه بأوامر، والذين قد صاب سعيهم وأملهم، لأن الحوار قد تجاوز تفخيخ القصر الملكى، ووصل إلى المواطن البريطانى وفضح عنصريته الدفينة والقديمة، وتجاوز هذا بفضح صحف التابلويد البريطانية العنصرية التى دأبت على وصف «ميجان» بالقردة مرة، وبالخنزيرة السوداء مرات، الصحف التى قتلت ديانا من قبل والتى أسماها «هارى» فى اللقاء بالصحف المسمومة، حتى إن «ميجان» وجهت اتهامًا مباشرًا إلى «كيت» سِلفتها زوجة ويليام أخى هارى وإلى «كاميلا» زوجة «تشارلز» والد «هارى»، بأن المرأتين تقومان بتسريب القصص المشينة إلى صحف التابلويد عنها، مما جعلها تفكر فى الانتحار، ومما أصابها بعطب عقلى، وكانت ديانا هى الأخرى قد اعترفت بمحاولتها للانتحار وبسبب ذات الصحف.

فى البداية وقبل إذاعة الحوار كانت الصحف الأمريكية قد وصفت اللقاء المرتقب 

بـ« bombshell» ثم عادت بعد بثه ووصفته بـ «bulls** t»، والمدى واسع بين القنبلة وبين الهراء، حيث تكمن خيبة الأمل.

حتى تعرف أىّ الفريقين أقرب للصدق تذكّر واقعة إسقاط وتحطيم تمثال روبرت ميليجان مالك العبيد البريطانى، بينما قام البوليس الإنجليزى بحماية تمثال تشرشل من أيادى المتظاهرين البريطانيين فى إنجلترا مواكبة مع ثورة بلاك لايفز ماتر فى أمريكا والتى تم تحطيم كل تماثيل الكونفيدرالية بها إثر مقتل المواطن الأمريكى الأسود جورج فلويد على يد عناصر الشرطة البيضاء.

وتذكر أن سفينة «لبيك يسوع» أو «لوبيك يسوع» Jesus of Lübeck هى أول سفينة عبيد بريطانية على الإطلاق تصل إلى أفريقيا وتم استئجارها من قبل الملكة إليزابيث الأولى فى العام 1563 لجلب الأفارقة إلى إنجلترا، إنجلترا دولة عنصرية استعمارية ولم تتخلص من إرثها أبدًا مثلها مثل أمريكا.  ما الذى فعلته الملكة إليزابيث إثر علمها بحكاية الحوار قبل بثه؟

قامت بخطوتين فى غاية «الخيابة»:

أولًا أنها استَبَقَتْ حوار هارى وميجان مع أوبرا وينفرى، والذى واكب ذكرى الكومنولث، وألقت خطابها السنوى، وأشارت فى فقرة منه إلى أسفها على الحوار، بالمناسبة ستجد أن ترامب قد أدان الحوار لأنه يكره ميجان، ترامب قال ذلك نصًا، بينما أثنى بايدن على شجاعة هارى وزوجته، لا تنسى أن إليزابيث الثانية هى رئيسة 53 دولة فى العالم - دول الاحتلال البريطانى - ومن ضمنهم دول إفريقية شعبها أسود اللون وينضوون جميعًا تحت لواء الكومنولث.

ثانيًا، أن إليزابيث استقدمت والد ميجان وأختها للحديث فى صحف التابلويد البريطانية بما يسىء لزوجة حفيدها، حيث من المعلوم أنه لا توجد علاقة طيبة بين ميجان وبين أختها ووالدها.

يبقى هنا فى هذا السياق كلام أخير عن ذاك الصراع الخفى بين ملكة الحوارات التليفزيونية أوبرا وينفرى السوداء الإفريقية ابنة العبيد الذين أذلتهم إنجلترا باحتلالها لأمريكا، وبين ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية البيضاء ابنة العنصرية والاستعمار وتجار العبيد فى بريطانيا وأمريكا.