الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

روزا سبوت: ماذا تعنى اتفاقيات السلام العربية لإيران؟

على مدار شهور مضت، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب،الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته، عن عَقد عدة اتفاقيات سلام بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، الإمارات، البحرين، السودان؛ لتنضم لها المغرب بآخر اتفاقية سلام شاملة مع الدولة الإسرائيلية، كما جاءت هذه الاتفاقية مع اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء الغربية بعد أربعة عقود من التوترات فى المنطقة المغربية.



ووفق تقرير نشره مركز دراسات «جيوبولتيكو» الأمريكى، للمحلل السياسى جورج فريدمان، أوضح خلاله أن هذه الاتفاقيات جاءت بعد عدد من الاتصالات السّرّيّة مع تل أبيب، فى وقت يتغلل فيه الدور الإيرانى فى المنطقة العربية وتتسع فيه رقعة العمليات الإرهابية التى يقوم بها الحرس الثورى وحزب الله بالإضافة إلى مناصرى الشيعة فى العالم العربى، لكن توقيت هذه الاتفاقيات هو السؤال الذى يجب أن يطرح الآن؛ خصوصًا بعد خروج ترامب من المشهد السياسى الأمريكى لمدة أربعة أعوام على أقل تقدير.

ويوضح فريدمان أن اتفاقيات سلام الدول العربية جاءت فى هذا التوقيت لعدة أسباب، أهمها تراجُع الدور الأمريكى فى الشرق الأوسط؛ حيث أجبرت السياسة الأمريكية دول المنطقة (بما فى ذلك إسرائيل) على مواجهة واقع حاولوا إخفاءه، وهو أنهم بحاجة إلى بعضهم البعض؛ خصوصًا فى مواجهة عدوّهم الأكثر خطورة على مصالحهم فى المنطقة، وهو إيران.

ففى السابق صاغ الحكام العرب سياستهم على افتراض أن الولايات المتحدة ستضمن مصالحهم، وحتى وجودهم، ضد أى تهديد إيرانى، ورُغم أن ذلك لايزال ممكنًا؛ فإن ما فعلته واشنطن هو خَلق حالة خطيرة من عدم اليقين، مما جعل كل دولة تحاول إعدادَ نفسها لغياب الولايات المتحدة، بدلًا من مجرد افتراض رد فعل أمريكى.. وأشار فريدمان، أنه رُغم تدشين علاقات دبلوماسية «عربية- إسرائيلية»؛ فإن هذا قد لا يعنى إنشاء تحالف شعبى بين تلك الدول وتل أبيب، فالولايات المتحدة والصين لديهما علاقات دبلوماسية ولكنهما ليسا حلفاء، إلا أنه فى الحالة العربية يمكن النظر بمبدأ «هناك القليل لتخسره والكثير لتكسبه»؛ حيث إن هذا التحالف الضمنى يترك إيران فى موقف صعب، ويجعل إسرائيل أكثر خطورة على إيران. وبالإضافة إلى العقوبات المدمرة والتوتر السياسى الداخلى والتهديد من الولايات المتحدة؛ فإن إيران لا تواجه الآن الدول العربية بمفردها؛ ولكن التحالف العربى مع إسرائيل أيضًا.