الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

روزا سبوت: «الشرق الأوسط» الضامن الأساسى لنجاح الاتفاق النووى

 اتصفت جميع المحادثات التى أجرتها الولايات المتحدة مع إيران سابقًا بغياب دول الشرق الأوسط الأكثر تأثرًا بالأعمال الإيرانية، وقد يرى الخبراءُ أن عدم اشراك أعداء طهران التاريخيين، السعودية، الإمارات وحتى إسرائيل سيُحبط المساعى الدبلوماسية لحل أزمة الاتفاق النووى، كما أن على الأرجح أن أى أمل فى ضمان اتفاق طويل الأمَد مع إيران وتنفيذه سيفشل من دون إدراج هؤلاء.



ووفق تقرير أعدّه الباحث فى الشئون الخارجية جاى سولومون، ونشره موقع «ذا هيل» التابع للكونجرس الأمريكى، أوضح خلاله أن معاهدة الرئيس المنتخَب جو بايدن بمعاودة الانضمام للاتفاق النووى الإيرانى فور توليه مهام منصبه،20 يناير 2021؛ بهدف دحر  قدرات الصواريخ الباليستية للجمهورية الإسلامية ووقف دعمها للميليشيات والمنظمات الإرهابية فى الشرق الأوسط.. غير أن نجاح خطة بايدن الأوسع نطاقًا يستدعى قيام الولايات المتحدة بتغيير جذرى فى هيكل الدبلوماسية التى اتبعتها مع طهران على مدَى العَقدين الماضيين. فالإدارات الأمريكية المتعاقبة، الديمقراطية والجمهورية على حد سواء، سعت خلال تلك الفترة إلى التعامل مع إيران من خلال الشراكة مع الأعضاء الأربعة الآخرين فى مجلس الأمن الدولى، بالإضافة إلى ألمانيا- وهى مجموعة تُعرَف باسم (5+1).

إلّا أن جميع المحادثات «الأمريكية- الإيرانية» اتصفت بغياب ملحوظ لدول الشرق الأوسط الأكثر تأثرًا بالأعمال الإيرانية. فجميع دول الخليج العربى تقريبًا إمّا انخرطت فى مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران فى السنوات الأخيرة، أو تعاملت معها من خلال وكلائها فى المنطقة، وأدّى غياب هذه الدول، إلى عدة عواقب، سواء علنًا ​​أو سرّا.. وقد يتخذ الدورُ الذى يمكن أن تلعبه دول الشرق الأوسط فى المساعى الدبلوماسية تجاه إيران، أشكالًا مختلفة. وهو لا يعنى بالضرورة جلوس هذه الدول مباشرةً مع الدبلوماسيين الإيرانيين، إلّا أن تشكيل كتلة إقليمية لمواجهة إيران، على غرار «حلف شمال الأطلسى» يطفى طابعًا رسميّا على التعاون الاستخباراتى والعسكرى السّرّى الذى كان مستمرًا بين هذه الدول فى السنوات الأخيرة.

ويجب على إدارة بايدن الاستفادة من هذا التحالف الجديد من أجل الانخراط مباشرةً فى المساعى الدبلوماسية مع إيران والمساهمة فى صياغة نتائجها. ويمكن أن يحصل ذلك من خلال التكتل الذى يقدّم المشورة لمجموعة (5 + 1) بشأن العملية، أو من خلال الجلوس مباشرةً إلى طاولة المفاوضات.