الأحد 8 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تليفزيون المسلسلات والإعلانات..

تليفزيون المسلسلات والإعلانات..
تليفزيون المسلسلات والإعلانات..


فى بلاد الخواجات يخاطبون الجماهير.. يشرحون لها ما خفى فى دهاليز السياسة والجماهير ساعتها تتوحد مع الدولة فى قضايا بعينها.. على رأسها قضية الإرهاب.. عندما يقع حادث إرهابى.. يسارع التليفزيون بنقل صورة مما حدث.. ينقلها للرأى العام.. يصور الضحية ويتحدث عنها.. يخاطب الأهل والجيران.. بحيث ينقل الفجيعة الخاصة إلى كل بيت.. وبالتالى يكسب تعاطف الناس فى الداخل والخارج..
 
حدث هذا بالضبط مع منظمة الجيش الجمهورى الإيرلندى التى زرعت القنابل فى بريطانيا وبثت الرعب فى قلوب الناس.. ونتيجة لغضب الجماهير وهى ترى الصورة الحقيقية للإرهاب اضطرت منظمة الجيش الجمهورى إلى وقف نشاطها العدوانى ضد الشعب البريطانى نتيجة لضغط الرأى العام عليها.
 
وفى إسبانيا.. قتلت منظمة إيتا الانفصالية رجلى بوليس كانا يقومان بالحراسة على مؤسسة حكومية.. فدخل التليفزيون إلى بيوت الضحايا لينقل الحدث والفجيعة.. ويصور العائلة والجيران يجمعون على أن القتيل كان رجلاً صالحاً طيباً.. والآخر كان يستعد للزفاف إلى حبيبته.. وأدانت إسبانيا كلها الحدث البشع.. بما اضطر إيتا تحت ضغط الرأى العام إلى التوقف عن نشاطها الإرهابى لتكتفى فقط بالنشاط السياسى.
 
منذ أسابيع عندما سقط جندى بريطانى برصاص الإرهاب المتأسلم.. ظهر المذيع التليفزيونى بالكرافت الأسود.. وظهرت المذيعة بفستان حداد.. ووضع جميع ضيوف البرامج شارات على صدورهم.. بما يشير إلى رفض المجتمع كله للغدر الإرهابى.. وهناك توقف إرسال البرامج العادية.. وأعلن الحداد العام لينقل التليفزيون برامج وثائقية عن الإرهاب والإرهابيين.. والخيبة أنه لم يسقط سوى جندى واحد.. كاد يستعد للزواج من خطيبته التى وجهت رسالة للناس تسأل فيها ماذا فعل خطيبها ليلقى هذا المصير.
 
عندنا البرامج عادية لم تنقطع أبداً.. ولم يعلن التليفزيون فى تاريخه الحداد العام إلا فى مناسبات محدودة.. عندما يموت الرئيس مثلاً.. أو عندما يموت حفيد الرئيس!!
 
إن معركة الإرهاب ليست معركة الجيش والشرطة فقط.. ومع هذا ومنذ 30 يونيو سقط 54 شهيداً من القوات المسلحة.. و74 شهيداً من رجال الشرطة.. ومع هذا لا تعرف سعادتك اسماً واحداً منهم.. لم تخلد وسائل الإعلام أسماءهم ولها العذر.. فلا يجوز قطع برامج التليفزيون الإعلانية فى شهر الصيام والمسلسلات.
 
طيب.. إذا كانت الشرطة والجيش لا يملكان الخبرة الكافية لنشر صور جنودهما وضباطهما القتلى.. ولا تستطيعان توجيه رسائل للرأى العام تشيد فيها بدورهم، فهل يلجآن إلى مؤسسة للعلاقات العامة لتقوم بالواجب وقد تقاعس تليفزيون الريادة عن القيام بدوره تماماً؟!