الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أول خطوة فى طريق عزل مرسى تبدأ بـ«تمرد»

أول خطوة فى طريق عزل مرسى تبدأ بـ«تمرد»
أول خطوة فى طريق عزل مرسى تبدأ بـ«تمرد»


شهد المجتمع المصرى منذ تولى جماعة الإخوان حكم مصر ظهور العديد من الحركات والحملات المعارضة لسياسة هذا التيار الذى قسم الدولة المصرية لحساب الجماعة وكأن مصر ميراث شرعى لهم ابتداء منذ تولى د. محمد مرسى رئاسة الجمهورية، ثم ما نلمسه من انقلاب مجالات الدولة لنهج الأخونة، ففى ظل اعتراض الشعب على كثير من السياسات التى عبر عنها فى العديد من المليونيات ولكن لم يجد هؤلاء من الرئيس مرسى أى استجابة أو محاولة للتغيير، إلى أن دفع ذلك الصمت لمحاولة جمع توكيلات من الشعب لسحب الثقة من الرئيس وهذا ما خرجت به «حملة تمرد»، ولذلك عملت «روزاليوسف» للتعرف على تخطيط الحملة وكذلك النظرة السياسية لها.
يقول محمود بدر المتحدث الإعلامى لحملة «تمرد»: إن فكرة الحملة بدأت منذ 10 أيام تقريبا وهى عبارة عن فكرة تهدف لكسر حالة الصمت واللاصمت وتمرد على الأوضاع الساكنة التى نعيشها وبالتالى قررنا إعلان تمردنا بأن الشعب غير قابل للدكتور مرسى فكان طريقنا لهذا هو جمع توكيلات من الشعب لسحب الثقة من الرئيس والانتخابات الرئاسية المبكرة، وتستهدف الحملة جمع 15 مليون توقيع وهى نسبة أكبر مما حصل عليها محمد مرسى فى الانتخابات، ووصلت التوقيعات فى الأول من مايو إلى 50 ألفا، ولكن توصلت الاستطلاعات الحالية إلى أن التوقيعات بلغت نصف مليون حيث إن تجاوب وتفاعل الشعب عالٍ جدا مع الحملة والحملة منتشرة فى 20 محافظة وعدد أعضاء الحملة كبير بالإضافة إلى استمارات التطوع للعمل بالحملة التى وصلت 100ألف تقريبا، كما اختارت الحملة أن تكون محافظة بورسعيد هى أول بداية لها لأن أكبر عدد من الشهداء فى عهد مرسى كان من أبناء بورسعيد ونظرا لأنها من أوائل المدن التى أعلنت التمرد والعصيان المدنى على الرئيس مرسى، ولذلك فإذا كانت المحلة هى انطلاق الثورة ضد حسنى مبارك فستكون بورسعيد انطلاق الثورة ضد محمد مرسى، وأشار أن الحملة لديها منفذين فى محافظات الصعيد ومنفذ الحملة فى سوهاج وهو شقيق الشهيد الحسينى أبوضيف وهو أول من تحمس وتفاعل مع الحملة.ويذكر أن الحملة تتعرض لتشويه من قبل السلطة وجماعة الإخوان المسلمين بأننا نتبع جهات أخرى وبعض المضايقات الأمنية من القبض على أحد جماهير الحملة فى السويس واحتجازه فى قسم الأربعين ولكن تم الإفراج عنه وأيضا تلقى بعض التهديدات التى وجهت تحديدا لمجموعة الحملة فى محافظة قنا، ونصادف أحيانا منعنا من دخول بعض الأماكن ولكن نجد حماية من الشعب نفسه.
وأضاف بدر أنه ستتم الاستفادة من التوقيعات بدعوة الشعب للتوجه يوم 30 يونيو القادم فى الاتحادية وهى ذكرى مرور عام من الفشل بتولى مرسى للحكم ويكون لدينا سند وشرعية من الشعب من خلال تلك التوقيعات وسنطالب بالانتخابات الرئاسية المبكرة ونقنع الناس بأن تتم تحت إشراف رئيس المحكمة الدستورية العليا ومعه حكومة ائتلاف وطنى، وميزة التوكيلات أنها رد على ما يقوله الإخوان بأن محمد مرسى أول رئيس مدنى منتخب فالتوقيعات تقيم فكرة قاعدة شعبية تسحب الثقة من هذا الرئيس، فالحملة تنطلق من مبدأ دستورى وهو السيادة للشعب وما سنفعله هو أكبر جرح لشرعية النظام وأقوى ضغط يمثله الشعب على السلطة الحاكمة، كما أن المتمردين سيحددون مصير عمل الحملة بعد 30 يونيو.
من جانبه أكد د.حازم حسنى أستاذ العلوم السياسية بأن حملة تمرد ليست أكثر من مجرد ضغط شعبي وليس لها تأثير قانونى، فهى مثل حركة التوكيلات للجيش تمثل نوعا من الضغوط المعنوية السياسية ويمكن للأشخاص الذين يقومون بالحملة استغلالها سياسيا فى تكوين أحزاب أو مساندة حزب معين ولكن قانونا ليس لها أى شىء فلا يوجد فى القانون أو الدستور ما ينص على ذلك، فمستحيل أن يؤخد مطلب الحملة بتحقيقه ويطالب الرئيس بالتنحى لأنه شىء افتراضى خيالى، والرئيس يمكن أن يتنحى ولكن ليس بسبب الحملة لأن هناك ارتباطا بمدة دستورية وإذا كان الرئيس يرى من نفسه أن هناك عدم استقرار للحكم وارد أن يؤكد شرعيته، فيمكن أن يدعو لانتخابات مبكرة وهذا ليس بسبب التوقيعات للحملة، فلن تؤثر الحملة على الرئيس حتى ولو جمعت 10 ملايين توقيع إلا إذا جاءت ضغوط من مؤسسات نافذه فى الدولة أو ضغوط دولية أو أمر واقع بمعنى أن الدولة على شفا الإفلاس وهوغير قادر على الحكم.
ويقول د.وحيد عبدالمجيد عضو اللجنة التأسيسية بجبهة الإنقاذ الوطنى : من المحتمل أن تصل هذه الحملة إلى هدفها لأن هناك غضبا على سياسات هذه السلطة وإساءة إدارة شئون البلد ووضع مصلحة جماعة الإخوان فوق المصلحة الوطنية العليا للبلد فهناك حالة استياء شعبى، فقدرات القائمين لهذه الحركة أتاحت لهم الانتشار وقدرة كبيرة على الاتصال فإذا تمكنوا من توفير الأعداد الكافية للمشاركة فى هذه الحملة بالتأكيد ستكشف أن هناك أغلبية مع المصريين، فإذا توصلت الحملة لـ5 ملايين توقيع سيتمكنون من تحقيق هدف ولكن المسألة تتوقف على قدرات القائمين على الحملة وليست الاستجابة المتوقعة لأنها مضمونة 100٪ لكن ذلك يحتاج إلى عشرات الآلاف من الأشخاص يعملوا فى جمع هذه التوقيعات لأن مشكلة الحملة أن عدد من يقوموا بجمع التوقيعات ليس كثيرا.

وأضاف عبدالمجيد أن جبهة الإنقاذ لم تأخذ فكرة جمع التوقيعات لأن الجبهة لم تتبن حتى الآن الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة فلم يأت الوقت المناسب من وجهة نظرها لتبنى هذه الدعوة، وبالتالى لم يشارك فى هذه الحملة إلا من يتولى الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة وعندما تتبنى الجبهة هذه الدعوة ستقوم بحملات أكبر من هذه وذلك لأننا فى حاجة لبذل الجهود من أجل تحقيق التوافق بالرغم أن هذه السلطة تهد كل الطرق لأن هذه السلطة وجماعتها المستكبرة تسد أبوابها مع كل أطراف المعارضة ولكن المسئولية الوطنية تفرض على الجميع أن يساعدوا فى إنقاذ البلد من الغرق، فلابد من وضع إنقاذ البلد فوق كل الاعتبارات فى هذه المرحلة إلا إذا تبين أنه لا وسيلة للإنقاذ إلا برحيل هذه السلطة.
 فيما أبدى كمال الهلباوى المفكر السياسى والقيادى المنشق عن جماعة الإخوان اعتراضه على اسم الحملة «تمرد» لأنه مسمى فيه إحياء بالفوضى فكان أفضل حركة لإحياء الثورة أو الحركة الشعبية العامة لمواجهة أى فساد، ولكن لا أظن أن الحملة ستأتى بنتيجة إلا إذا جمعت 15مليون توقيع خاصة فى ظل فشل مؤسسة الرئاسة والحكومة، وبالتأكيد ستتمكن الحملة من هدفها سواء بتنحى الدكتور مرسى أو بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فالأمران وارد حدوثهما.
ويقول د.أحمد بهاء الدين الأمين العام للحزب الاشتراكى المصرى والمنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير إنه لاشك أن حملة تمرد هى حمله إيجابية وتعكس حيوية الأجيال الجديدة وإبداعها وقدرتها على الحركة والديناميكية التى تتمتع بها بالرغم من اختلافى فى مسالة الانتخابات الرئاسية المبكرة لأنها إذا تمت ستتم تحت طائلة نظام محمد مرسى وهو نظام مفتقد الشرعية وفى ظل القوانين الذى تم تمريرها تحت سطوة الدستور الباطل وعن طريق مجلس شورى غير دستورى فى الأساس ولا يمثل أكثر من 7٪ من المصريين ولذلك أعتبر إجراء انتخابات مبكرة شىء غير إيجابى ولكن الحملة نفسها إيجابية وأهدافها ملموسة وتذكرنى بحملة شباب الجمعية الوطنية من أجل التغيير قبل الثورة على المبادئ السبعة التى جمع عليها أكثر من مليون توقيع وكانت إيذانا بنهاية عهد مبارك، وأضاف أن الإقبال الذى تجده حملة «تمرد» مؤشر كبير على تدهور شعبية الإخوان وأن الرفض والغضب الشعبى يتزايدان لحد كبير فى المجتمع، وأؤيد سحب الثقة من مرسى فهو نوع من الاستفتاء الشعبى بنهاية هذا العصر ويمكن أن يكون مؤثرا كبيرا فى المستقبل.
واستطرد قائلا: إنه لن تجبر جماعة الإخوان على أن تترك السلطة التى اغتصبوها فى غفلة من الزمن إلا إذا نزلت الجماهير بشكل كبير بمساندة هذه الحملة والنزول إلى الشارع فى يوم 30 يونيو القادم بمناسبة مرور عام على وصول الدكتور مرسى للحكم وإذا تم ذلك بحشد كبير ستكون مؤشرا لقرب نهاية عصر الإخوان التى اغتصبت الثورة والسلطة وأهدرت طاقات الشعب وقيمه وثرواته على النحو المستبد الذى نشاهده.
وجدير بالذكر أن حملة تمرد ليست الحملة الوحيدة التى قامت بفكرة جمع التوقيعات، حيث سبقتها حملات أخرى تبنت فكرة التوقيعات وأثارت الأذهان حولها مثل «حملة جمع التوقيعات لرفض الطوارئ وحكم العسكر» التى نظمتها حركة بلدنا  وأيضا حملة جمع 30 ألف توقيع لترشيح البرادعى للبقاء فى رئاسة الحزب وهى حملة أقامها شباب الدستور وعدد من الأعضاء المؤسسين للحزب، حيث لاقى البرادعى تضامنا من شباب الوفد بدمياط تمثلت فى جمع 1000 توقيع للتضامن معه.
هذا بالإضافة للحملة التى أثارت ضجة حولها  وهى حملة لجمع توكيلات للفريق عبد الفتاح السيسى ليتولى إدارة شئون البلد للتخلص من الدكتور مرسى ومن حكم الإخوان بأكمله حيث وصلت الحملة فى أسبوعها الأول إلى 128 ألف توقيع، والتى وصلت إلى مسقط رأس مؤسس الإخوان  «الإمام حسن البنا»، حيث قام مجموعة من شباب مدينة المحمودية بتدشين حملة ميدانية لعمل توكيلات شعبية لتفويض المؤسسة العسكرية والسيسى بالإدارة، وواجهت حملة توكيلات السيسى فى محافظة أسوان مطالبات وزارة العدل لمكاتب الشهر العقارى بالمحافظة بتحرير التوكيلات وذلك بعد رفض بعض المكاتب استخراج تصريح التوكيلات بقولها إنها مخالفة دستوريا، ولكن واصلت الحملة نشاطها فى جمع التوكيلات فى كافة المحافظات والتى وصلت فى محافظة دمياط إلى 1200 توقيع ، فحملة تمرد ليست الأولى فى جمع توقيعات، ولكنها مختلفة فى مضمون هدف التوقيعات وهو سحب الثقة من الرئيس مرسى وعقد انتخابات رئاسية مبكرة.