الثلاثاء 2 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أسرار مؤامرة «الشاطر» لقطع النور عن «الدعوة السلفية» بنيران صديقة!

أسرار مؤامرة «الشاطر» لقطع النور عن «الدعوة السلفية»  بنيران صديقة!
أسرار مؤامرة «الشاطر» لقطع النور عن «الدعوة السلفية» بنيران صديقة!


اللهم اضرب السلفيين بالسلفيين وأخرجنا من بينهم «سالمين غانمين فائزين بالأغلبية الانتخابية البرلمانية القادمة». يكاد يكون هذا لسان حال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين «محمد بديع» فى قبلة المقطم، والهدف الرئيسى من خطة النائب الأول للمرشد خيرت الشاطر التى نفذها بحرفية بالغة، فجند العديد من مشايخ السلفية ليكون أول مسمار فى نعش الدعوة السلفية وحزب النور لإقصائهما من الحياة البرلمانية.. الشاطر استخدم المراوغة بعدما فشل فى كسر شوكتهم وكانت الشرارة  الأولى من مليونية نهضة مصر، وليس نهايتها الإعلان عن حزب «الوطن» بقيادة مساعد رئيس الجمهورية عماد عبدالغفور ويدعمه حازم أبو إسماعيل وبتوكيلات إخوانية!


وكأنه عقاب لقيادات السلفية وأبرزهم «ياسر برهامى» الذى رفض طلب الشاطر بمساندة ميليشيات الإخوان فى موقعة الاتحادية وكان قرار «برهامى» نزولا على رغبة القواعد السلفية، يرفض أيضا كل محاولات مكتب الإرشاد حتى الآن الدخول فى «تحالف إسلامى» لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقرر الدخول فى قوائم منفردة ومستقلة إيمانا بأنه منافس قوى لحزب الحرية والعدالة ولن يترك للإخوان فرصة الانفراد بالحكم وبالأغلبية البرلمانية وتشكيل الحكومة!

 وكان الشاطر يحرك كلا من سعيد عبدالعظيم القيادى السلفى المشهور وعضو مجلس أمناء الدعوة السلفية، وعماد عبدالغفور رئيس حزب النور وقتها وحازم أبو إسماعيل لتدشين وتشكيل تحالف إسلامى جديد مكون من حزبين إسلاميين، بالإضافة إلى الجبهة السلفية لتفتيت أصوات التيار السلفى، وتقسيم القواعد السلفية فى مصر جغرافيًا إلى شطرين، الأول : يكون تابعا للدعوة السلفية بالإسكندرية وحزب النور والتى تكمن قوة قواعدها فى محافظات مثل البحيرة، ومرسى مطروح، وكفر الشيخ، والدقهلية، والشطر الثانى يكون تابعا لتحالف عماد عبدالغفور مع حازم، والجبهة السلفية وتكمن قواعده فى كل من القاهرة والجيزة.

وبتلك التقسيمة يتمكن الإخوان من المحافظة على مقاعدهم الانتخابية فى الدوائر التى ينافسون فيها،بالإضافة إلى تفتيت الصوت السلفى، فبدلاً من أن ينافس حزب النور فى دائرة ما على 4 مقاعد برلمانية بنظام القائمة، بعد تفتيت الصوت السلفى بين كتلتين تقتصر منافسته على مقعدين فقط، ويفوز التيار الإسلامى الجديد بالمقعدين الآخرين ووضعت خطة الشاطر منذ أكثر من 3 أشهر وتم تنفيذها بنجاح حتى الآن منذ أحداث أزمة حزب النور الأولى والإطاحة بعماد عبدالغفور.
 






وتجلى الأمر أكثر وأكثر بداية من الاتهام الصريح الذى وجهه برهامى لعبدالغفور وعبدالعظيم مساء الأحد الماضى فى اجتماع مجلس إدارة الدعوة السلفية بأن جماعة الإخوان حاولت مرارا وتكرارا اختراق حزب النور والدعوة السلفية وإسقاطهما بواسطة سعيد عبدالعظيم وعماد عبدالغفور، بمساعدة أبو إسماعيل، واعتبرهما خوارج على الدعوة والحزب، وغير مرحب بهما وأنهما رفعا «عصا الشقاق» وأصبحا غير مرغوب فيهما داخل الصف المستقيم.

وتأكد اتهام برهامى لهما بحضور الشيخ سعيد عبدالعظيم حفل تدشين الحزب السياسى الجديد «لعماد عبدالغفور»، والإعلان عن تدشين التحالف الإسلامى مع «حازم صلاح أبو إسماعيل»، وقال بالنص عبر الهاتف: إننا كنا نأمل فى تدشين حزب الوطن من داخل مجلس أمناء الدعوة السلفية، ولكنهم رفضوا ذلك، فى إشارة واضحة إلى صراعه مع المشايخ على رأسهم «محمد إسماعيل المقدم -وأبو إدريس محمد عبدالفتاح وياسر برهامى».

الصراع الدائر ليس وليد المصادفة ولكنه يدور فى الكواليس منذ فترة بعيدة عقب فوز حزب النور بالمركز الثانى فى الانتخابات البرلمانية الماضية، وكان رقما صعبا فى معادلة الانتخابات الرئاسية خاصة فى الجولة الأولى، حيث بادر سعيد عبدالعظيم بإعلان دعمه لمرشح الإخوان أيا كان اسمه وضغط على الدعوة السلفية لتمرير دعم مرشحها فى الجولة الأولى، ولكن قوة وقبضة برهامى الحديدية على الدعوة السلفية والقواعد وكذلك مجلس الأمناء، رفضت ذلك وسارت فى طريقها لدعم أبو الفتوح فى الجولة الأولى ثم دعمت محمد مرسى فى جولة الإعادة على اعتبار أنه مرشح إسلامى مقابل مرشح مدنى
.
انتقل الصراع إلى مرحلة أخرى وهو تدخل خيرت الشاطر بتعيين سعيد عبدالعظيم كعضو مجلس إدارة الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، الكيان الإسلامى الذى يديره الشاطر من الباطن، وقام بتعيين عماد عبدالغفور رئيس حزب النور وقتها مساعدا لرئيس الجمهورية، فى نفس الوقت الذى خرج فيه برهامى ومجلس إدارة الدعوة السلفية خالى الوفاض نهائيًا من تشكيل الحكومة، أو التعيين ضمن الفريق الرئاسى وأرجع عبدالغفور تعيينه مساعدا للرئيس لشخصه وليس ممثلا للدعوة السلفية.

برهامى لم يترك الأمور تمر سدى وأسرع بإعلانه عن تدشين كيان اقتصادى جديد يسمى «بيت الأعمال» يكون ذراعا اقتصادية للدعوة يتمكن من خلاله من دعم الكيان السياسى للدعوة وهو حزب النور ويكون منافسا قويا للإخوان فى الفترة المقبلة ولن يترك لهم فرصة الانفراد بالحكم.

بمجرد إقدام برهامى على تلك المرحلة، استطاع خيرت الشاطر الرد عليه عبر رجله فى الدعوة سعيد عبدالعظيم، واستغله لتفجيرها من الداخل، بعدما وصلت الخلافات بينهما إلى طريق مسدود، بعد أزمة عبدالغفور فى الإطاحة به من حزب النور بسبب الاختبارات الداخلية به، بالإضافة إلى المشاكل الإدارية والمنهجية التى تسبب بها، بالإضافة إلى استخدامه كيان الدعوة السلفية وحزب النور لأغراضه الشخصية، وتمكين جماعة الإخوان من اختراقه ومساعدته كمعول هدم للحزب.