الثلاثاء 28 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من أين تؤكل الكتف

من أين تؤكل الكتف
من أين تؤكل الكتف


أخيرا.. هدانى الله إلى الحزب السياسى الذى كنت أبحث عنه.. أقف وراءه ويقف ورائى ويدعمنى فى مشوار الحياة.. وقد قررت تغيير المسار نهائيا والانضمام إلى أبناء أبوإسماعيل فى تنظيماتهم المختلفة.. وعندهم ألتراس أبوإسماعيل وعندهم أبناء حازم.. وعندهم أيضا تنظيم اسمه «حازمون».. قررت الانضمام إليهم والتمتع بحمايتهم وفلوسهم الكثيرة.. وقد ثبت أنهم الأقوى ماليا والأكثر تنظيما.. هم ينظمون المظاهرة والاعتصام فى أكثر من مكان وموقع.. يرتدون التيشيرت الموحدة.. ويأكلون الطعام الفاخر.. ويقبضون فى آخر النهار الشىء الفلانى.. ولا تنس أنهم الأقوى نفوذا.. بدليل أن تنظيم الإخوان بجلالة قدره فشل فى الإفراج عن حارس خيرت الشاطر الجهادى الهوى والتدريب والتمويل.. فى حين أن أولاد أبوإسماعيل نجحوا فى الإفراج عن أحمد عرفة المسجل خطر والذى يحمل البندقية الآلى.. والعضو النشط فى الاعتصامات والاقتحامات التى يقومون بها.. ومع هذا تم الإفراج عنه بواسطة الجماعة القوية.. التى سمحت لأعضاء النيابة بالانصراف بعد محاصرتهم طويلا.. وتهديدهم بالتصفية والاغتيال.. حتى تم الإفراج عن عرفة.. فأفرج أبناء حازم عن أعضاء النيابة.. وسمحوا لهم بالعودة إلى بيوتهم وعيالهم!!.
 
وملعون أبو الدنيا.. سوف أنضم إلى أولاد أبوإسماعيل الأقوياء.. وسوف أنسحب تماما من الانتماء للدولة المصرية وحكومتها التى على باب الله.. لأنه وبصراحة فإن الحكومة التى تمسك العصا من المنتصف فى مواجهة عصابات البلطجة والتطرف هى حكومة خائبة.. لا يصح ولا يجوز أبدا أن تحكم دولة عملاقة بحجم مصر.
 
والحكومة التى فى مواجهة تلك الجماعات الأكثر تطرفا.. لا تعرف رأسها من قدميها.. وقد أدمنت إمساك العصا من المنتصف.. هى حكومة عبيطة.. كلامها مائع وتصرفاتها مريبة.. تحيرك وتدهشك بردود أفعالها التى ليست على مستوى التحديات أبدا.
 
وحين وافقت الحكومة على الإفراج عن ابن حازم المسلح تسليحا يليق برجال الصاعقة فى الحروب.. تحججت بمبادئ حقوق الإنسان التى تتمسك بها.. ماشى.. وماذا عن شباب الثورة المعتقلين؟!.
 
ماذا عن ضباط 8 إبريل المحتجزين وقد حصلوا على وعود رئاسية بالإفراج عنهم.. ولماذا لا نطبق قوانين العفو عليهم.. ولماذا لا ننتدب لهم حضرة رئيس النيابة الذى سارع بالإفراج عن ابن حازم بكفالة ألف جنيه فقط.. مع إن وكيل النيابة قد أمر بحبسه أربعة أيام لكن حصار أبناء حازم لرجال النيابة.. أجبرهم على التراجع والإفراج عن المتهم قبل قضاء يوم واحد فى السجن.
 
وهل تصدقنى الآن..؟! وهل أدركت مدى قوة ونفوذ الجماعة الأكثر تسليحا بالشارع المصرى؟!.. وهل أدركت مدى ضعف الحكومة فى مواجهة كل ذلك؟!.
 
وهل تريد حكاية أخرى؟
 
خد عندك.. عبدالله بدر الذى يصف نفسه بأنه دكتور وأستاذ جامعة.. وبالبحث والتحرى.. تبين أنه لم يلتحق بالجامعة أصلا.. هو ليس أستاذا ولا يحزنون.. هو فقط ينتحل صفة الأستاذ.. حاجة كده لزوم الأبهة والظهور التليفزيونى.. شغل ثلاث ورقات عينى عينك.. لم يدرس بالأزهر أبدا.. لم يتخرج منه أساسا.
 
الخيبة أن الدولة تحاسب المحامى الذى ينتحل صفة القاضى.. وتعاقب الممرض الذى ينتحل صفة الطبيب.. وتعاقب الميكانيكى الذى ينتحل صفة المهندس.. لكنها لا تعاقب النصاب الذى ينتحل صفة دكتور الجامعة.
 
والله العظيم أننى زهقت تماما من هذه الحكايات التى تمس مصر التى هى أمى.. زهقت ونحن نقف محلك سر.. وأحيانا نتقدم للخلف.. فى حين أن دول العالم كله تواجه النصب والدروشة والتطرف والفاشية الدينية بمجموعة من القرارات والقوانين الرادعة.. إلا عندنا و«معلش» هى القانون.. و«عفا الله عما سلف» هو العرف السائد.
 
صدقنى لا حل سوى الانضمام إلى جماعة أولاد حازم.. الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف.