الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

التأثير المصرى فى أفريقيا أقوى من التأثير الإسرائيلى!

التأثير المصرى فى أفريقيا أقوى من التأثير الإسرائيلى!
التأثير المصرى فى أفريقيا أقوى من التأثير الإسرائيلى!




 
العلاقات المصرية الأفريقية وجع مزمن فى رأس إدارة البلاد مع تنامى أهمية الصديق الأفريقى وتراجع الدور المصرى فى الملعب الخلفى.. بعد الثورة بدأ يدق ناقوس الخطر وتتعاظم أفريقيا فى عيون مصر لارتباطها بملفات الأمن القومى المصرى.. السفيرة منى عمر مساعد وزير الخاجية للشئون الأفريقية ورئيس النادى الدبلوماسى كشفت فى حوارها معنا عن وجود توجيهات بأن تحتل أفريقيا أولوية متقدمة فى اهتمام السياسة الخارجية المصرية وأن أفريقيا هى أفضل سوق لمصر لأن الأسواق الأوروبية والأمريكية لا تستوعب بضاعتنا خاصة مع الامتيازات التى لدينا فى أفريقيا مثل الكوميسا التى تعطينا إعفاءات جمركية تجعل السلعة المصرية قادرة على التنافس.. تحدثنا معها فى موضوعات مختلفة منها سد النهضة والتواجد الإسرائيلى فى أفريقيا والكوميسا والتهديد الأمنى على القارة السمراء.


∎ هل كانت زيارات الرئيس مرسى لأفريقيا سببا فى جعلها أولوية بالنسبة للسياسة الخارجية المصرية؟
- منذ أن تولى الرئيس مرسى حكم مصر كان واضحاً أن أفريقيا تحتل أولوية حقيقية بالنسبة للسياسة الخارجية المصرية تمثلت فى الزيارات التى قام بها لدولتين أفريقيتين في مدة قصيرة.. مما أعطى مؤشرا قويا على أن الاهتمام بأفريقيا أصبح على رأس أولويات الخارجية المصرية، وقد تلقينا توجيهات بإعداد خطة عمل لها، وبالفعل قدمنا خطة عمل مقترحة للتحرك فى كل الدول الأفريقية مع تحديد الأولويات والآليات التى يمكن من خلالها التحرك.


∎ هل يعنى ذلك أنه بعد الثورة حدث تغير فى توجهات السياسة المصرية الخارجية تجاه أفريقيا؟
- ليس لدينا أى تغير فى توجهات مصر تجاه أفريقيا لأن أفريقيا طوال الوقت ومنذ فترة طويلة لها أهمية كبرى بالنسبة لنا لأننا نحن أفارقة فى الأساس وانتماؤنا الأفريقى لا يستطيع أحد أن ينازعنا فيه ولكن التغير الوحيد أنه لم تكن هناك زيارات لأفريقيا على المستوى الرئاسى ولكن كانت هناك زيارات على المستوى الوزارى.
 
زيارات الرئيس مرسى كانت تمثل عودة مصر على المستوى الرئاسى للقارة.
 
∎ ما دور مصر فى الكوميسا ومستقبل العلاقات التجارية بين تلك الدول؟
- كان لدينا زيارة لسكرتير عام الكوميسا عندما كان فى مصر والتقى بوزير الخارجية وتحدثوا عن الدور المصرى فى الكوميسا فنحن لدينا قمة للكوميسا فى خلال هذا الشهر فى 23 نوفمبر ولم يحسم بعد إذا كان الرئيس مرسى سيحضرها أم لا وسيسبقها اجتماع وزارى لمجلس السلم والأمن تبحث فيه القضايا الأفريقية المختصة بالأمن وستتم مناقشة كل الموضوعات الخاصة بالتجارة والمعوقات الخاصة بالنقل أو غيره.. الرسوم الجمركية فنحن نسعى أن تكون هناك حرية تبادل تجارى بين كل دول الكوميسا.
 
∎ قلت إن السوق الأفريقية أفضل سوق لمصر.. فما الخطوات التى اتخذتموها لتدعيم التجارة المصرية فى أفريقيا؟
- هناك جهد كبير يبذل فى هذا الشأن وحتى من قبل وزارة التجارة والصناعة ونحن نحاول من خلال رجال الأعمال المصريين أن ننظم زيارات للدول الأفريقية كى نفتح أسواقا جديدة وسفراؤنا فى الدول الأفريقية يوافوننا بشكل منتظم بأى مناقصات تطرح فى أفريقيا ويجرون اتصالات برجال الأعمال فى الدول المعتمدين لديها ليزوروا مصر وننظم زيارات للمدن الصناعية المصرية والمصانع المصرية كى يوقعوا تعاقدات بالإضافة إلى أننا نستضيف اتحاد الغرف التجارية الأفريقية، ومن المنتظر أن نعقد اجتماعا قريبا على مستوى الجمعية العمومية نستضيف خلاله بنك التصدير والاستيراد الأفريقى ومقره بالقاهرة.
 
∎ هل تساعد العلاقات الاقتصادية والتجارية المتنامية بيننا وبين إثيوبيا فى حل مشكلة سد النهضة؟
- إذا كانت علاقتنا قوية جدا بإثيوبيا واكتشفنا أن سد النهضة يسبب أى ضرر لمصر فلن نستطيع أن نتغاضى عن مخاطره ولجنة الخبراء تبحث فى هذا الموضوع ولم يتم تحديد هل هو مفيد أم مضر؟ لو أن لجنة الخبراء الدولية التى تبحث السد أثبتت أنه مفيد، فمصر لديها استعداد أن تشارك معهم ولكن ما نتخوف منه أن يكون هناك ضرر بحصة مصر فى مياه النيل رغم تأكيدات المسئولين الإثيوبيين عكس ذلك.


∎ تحدثت عن أن مصر ستتبع أسلوب الدبلوماسية الناعمة تجاه أفريقيا. كيف ذلك؟
- أدوات الدبلوماسية الناعمة متعددة جدا وهذه من الطرق الجديدة التى نركز عليها حاليا ومنها الدبلوماسية الشعبية، فقد ذهب وفد للدبلوماسية الشعبية لإثيوبيا وكانت زيارة موفقة ونحن منتظرون وفدا من الدبلوماسية الشعبية الإثيوبية سيأتى مصر خلال شهر ديسمبر وهناك أيضا وفد منظمات المجتمع المدنى والذى تولت الترتيب له وزارة الخارجية وزار عددا من الدول وكذلك من خلال السينما فمهرجان السينما الذى سيعقد فى مصر آخر شهر نوفمبر الضيف الرئيسى فيه هو أفريقيا وسنقوم بورشة عمل عن السينما الأفريقية خلال هذا المهرجان.. وهناك مهرجان يتم التنظيم له فى الأقصر عن السينما الأفريقية ونحاول من خلال القوافل الطبية وجهود الأطباء المصريين الذين يقومون بزيارة عدد كبير من الدول الأفريقية ويجرون عمليات جراحية ويقومون بجهد كبير.. كما نستضيف مؤتمرات طبية والخارجية تدعم كل هذه التحركات وكلها أدوات للدبلوماسية الناعمة.. فمثلا فى مهرجان السينما سنستضيف فرقة فولكلورية من جنوب أفريقيا وهى التى ستقدم الاحتفال الرئيسى.
 
∎ مع الحديث عن تنامى الدور الإسرائيلى فى بعض الدول الأفريقية وما حدث فى جنوب السودان، البعض ينتقد تراجع دور مصر فى تلك الدول؟
- بالتأكيد إسرائيل لها علاقات مع عدد من الدول الأفريقية، لا نستطيع أن ننفى ذلك ولكنى أؤكد أن الدور المصرى والتأثير المصرى أقوى.. نحن جزء من هذا الكيان الأفريقى ولكن هم جزء غريب.. مهما كانت علاقات إسرائيل بالدول الأفريقية.. نحن جزء منهم.. نحن أسسنا لمنظمة الوحدة الأفريقية فى يوم من الأيام ونحن أعضاء فى الكوميسا وفى الساحل والصحراء وهم ليسوا أعضاء فيهما ونحن نشارك فى كل المحافل الأفريقية فى الوقت الذى لا تشارك فيه إسرائيل..


∎ وكيف هى علاقتنا بجنوب أفريقيا؟
- علاقتنا بجنوب أفريقيا علاقات مهمة وطيبة وبالنسبة للاستثمارات هناك نشاط لرجال الأعمال المصريين ولدينا فى جنوب أفريقيا جالية مصرية نشيطة جدا لديها استثمارات هناك، وهنا أيضا الشركات الجنوب الأفريقية متواجدة فى مصر.


∎ ما دور مصر فى تجمع الساحل والصحراء وخاصة بعد القذافى؟
- تحالف الساحل والصحراء ظل فترة طويلة جدا يدور فى فلك الرئيس الليبى السابق القذافى وكان يمول معظم أنشطته وكان هو من يوجهه وبعد مقتل القذافى فإن مصر تقديرها أن هذا التجمع تجمع هام جدا لأنه يشمل دول تقع فى منطقة تمثل أمنا قوميا مصريا وهى منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، فعقدنا اجتماعات مع دول التجمع ونسعى لإعادة هيكلة هذا التجمع بحيث يكون أكثر فاعلية ويقوم على تخطيط المصالح وخصوصا المصالح الاقتصادية والأمنية للدول الأعضاء فيه وهناك قمة استثنائية لهذا التجمع فى تشاد يوم 29 نوفمبر وخلال هذه القمة سيتم إقرار الهيكل الجديد الذى اقترحناه من قبل الرؤساء.


∎ هناك مشكلة أمنية كبيرة فى أفريقيا.. كيف ينعكس ما يحدث فى ليبيا وبعض الدول التى تعانى من عمليات تهريب السلاح على مصر وكيف تعالج مصر ذلك؟
- نحن عانينا فى مصر من عمليات تهريب السلاح التى حدثت بعد الثورة الليبية ولم تعان مصر فقط ولكن المنطقة كلها والقارة كلها ومن آثارها الأحداث التى شهدتها مالى ولها خطورتها على المنطقة ككل لأنه ظهرت خلالها جماعات أصولية متطرفة تهدد أمن الدول المحيطة بها ولابد أن تتحد الدول المعنية ودول المنطقة وهذا ما يحدث حاليا بحيث نستطيع أن نواجه سويا من خلال تبادل المعلومات عن هذه المنظمات الأصولية ونتابع مع بعض الجماعات الإرهابية للوصول إلى القضاء على تجارة السلاح والإتجار بالبشر وتهريب المخدرات وكل تلك المشاكل مرتبطة أكثر بمنطقة الساحل والصحراء وستكون هناك مواجهة قوية لها.
 
∎ بصفتك رئيس النادى الدبلوماسى.. هل هناك تمثيل دبلوماسى فى الجمعية التأسيسية للدستور.. وهل هناك مواد معينة اقترحتموها للدستور الجديد؟
- نحن لم نشارك فى اللجنة التأسيسية للدستور.. نحن سعينا للمشاركة بها وأرسلنا بالفعل لرئيس اللجنة السابق سعد الكتاتنى قائمة بأسماء كنا قد اقترحناها لمن اعتبرناهم خبراء دبلوماسيين وسفراء سابقين كى يشاركوا فى وضع الدستور.. لكن للأسف لم يأخذوا ولا واحد منهم.. وإنما بعد ذلك تواصلنا معهم وعقدت جلسة استماع من حوالى شهر ونصف شهر ذهب إليها عدد من الدبلوماسيين والسفراء العاملين بالخارجية والتقينا معهم وأدلينا بملاحظاتنا على مسودة الدستور والمواد التى نرى أنه من الضرورى أن تشملها لأن هناك جزءا من الدستور يتعلق بالسياسة الخارجية لمصر ولابد أن تكون هناك مساهمة للخارجية فى كتابة الدستور، فتحدثنا معهم عن مجلس الأمن القومى المصرى فهو من الموضوعات المهمة التى يجب تضمينها وفكرة إنشاء هيئة وطنية للمعونات واتفقنا معهم أننا سنوافيهم بنماذج للدساتير للدول الأخرى والمواقف بالنسبة لموضوعات محددة كانوا قد أثاروها فى هذه الدساتير.


∎ كيف تفسرين عدم اختيار أى دبلوماسى فى الجمعية التأسيسية لوضع الدستور؟
- أنا لا أظن أن فيها أى نوع من سوء النية.. أنا أعتقد أنه كان هناك زخم وعدد كبير من المشاركين من قطاعات مختلفة وأن العدد كان أكبر من الاستيعاب.