جريمة حرق الإنجيل والوطن
احمد باشا
شيوخنا الأجلاء.. لا أسكت الله لكم حسا.. ولا لجم لكم لسانا.. نقدر أنكم خير خلف لخير سلف.. انتظرنا منكم ردا يليق بمكانتكم فى حفظ صورة الإسلام السمحة وتعاليمه.. على كبيرة المدعو «أبوإسلام».. لم تتبرأوا منه.. أو تلفظوه.. صمتكم يعنى موافقتكم أو على أقل تقدير تواطئكم!
حين ينحدر الفعل ويتدنى التصرف.. يصعب أن تجد فى قاموس اللغة ما يعينك على وصف البذاءات أو حتى استهجانها بما يليق مع سقطتها.. تعجز عن التعبير.. يجرونك إلى مستنقع لغة الحوارى.. هل كانت بطولة وغيرة على الدين الحنيف والرسول الكريم أن ترد الإساءة بأكبر منها؟!
«أبوإسلام» - لا اسم على مسمى - بدلا من أن تدفع بالتى هى أحسن كما أوصانا القرآن الكريم.. كان إقدامك على حرق الإنجيل، الذى أضاع حق المسلمين، وجرح مشاعر شركاء الوطن وشق صف البلاد والعباد.. وأحدث شرخا فى النفوس.. يتبعه شرخ وتقسيم فى الإقليم!
لا فرق بين «أبوإسلام» والقس «تيرى جونز» - حارق المصحف - كلاهما باع نفسه للشيطان.. عباءة رجل الدين لا تليق بهما.. مكانهما الذى يليق بهما هو النفى جراء إفسادهما فى الأرض!
حتى يستقيم إسلامنا نؤمن بالله ورسله وكتبه.. من التوراة - العهد القديم - إلى القرآن - الخاتم والمتمم لرسالة وشريعة الله على الأرض - مرورا بالإنجيل - العهد الجديد - دون أن ننقص منه شيئاً.. كلها تنزل بها الوحى من لدن عزيز مقتدر.
فى كل شارع فى بلادى.. أصبح سب الدين أمرا عادياً.. يحدث الآن أمام السفارة الأمريكية من الشباب المتظاهر لنصرة الرسول الكريم.. يكيلون الشتائم بالأعراض، ويسبون الدين لجنود الشرطة ويحرقون الزرع والضرع باسم الله والإسلام.. والدين منهم براء!
فى 6 أكتوبر القادم يقام مؤتمر تنظمه نفس المجموعة الموتورة من أقباط المهجر التى أشعلت فتنة الفيلم المسىء للرسول الكريم لمناقشة مخطط تقسيم مصر إلى دويلات إحداها قبطية.. فكرة تعلو وتهبط.. تسخن وتبرد.. كنا نستبعدها فأصبحت أقرب إلينا من حبل الوريد.
∎∎نريد أن نعرف كيف استقبل هو وأنصاره خبر تحرك بارجتين حربيتين أمريكيتين تجاه القاهرة وبنى غازى؟ وكيف فهم رسالة أوباما شديدة اللهجة تجاه النظام المصرى وما يجرى عند السفارة الأمريكية؟ هل سيواجههم بسيوفه الخشبية، أم يهلل بقدوم الشيطان الأمريكى ليضع قدما ويسكن بيننا؟!
وقبل كل ذلك: كيف يرفع عينه فى وجه أقباط مصر الذين خرجوا كتفا بكتف وصفا بصف متضامنين ورافضين للإساءة للنبى محمد؟.. إن الله ورسوله لا يرضون عن فعلته الشنعاء وهو يحرق كتاب الله، ويهين الرسالة السماوية.. ويستبيح كلمة الرب ويدنسها..
الكرة الآن فى ملعب الدولة.. فى أول اختبار حقيقى للحكم من خلفية إسلامية.. عليها أن تمسك بزمام المبادرة.. وأن تحسم أمرها.. وأن تكون أكثر حزما فى موقفها.
على السيد الرئيس استحقاقات بعد أن أقسم على وحدة الوطن وسلامة أراضيه.. وأمثال «أحمد محمد محمود عبدالله» وكنيته «أبوإسلام» المحسوبين على التيار الإسلامى نموذج هدم فى الدولة ومناهض لاستقرار حكم د.«محمد مرسى» ويحاول إحراج نظامه، وتأليب الجبهة الداخلية بإشعال الفتنة الطائفية.
سيادة الرئيس، اكشف لنا من يحمى هذا الرجل، ويوجهه، ويسمح له بالظهور على قناة «الأمة» التى يملكها ويبخ فى وجوهنا سمومه، فى الوقت الذى اتخذت فيه الحكومة المصرية قرارات سريعة وحاسمة ضد الفراعين والقنوات السورية المؤيدة لبشار!
سيدى الرئيس نطالبك من موقع مسئوليتك بأن تتخذ الإجراء المناسب تجاه تلك الجريمة التى تستهدف زعزعة استقرار حكمك فى الأساس، ووصم تجربتك بما ليس فيها، وأن تنتهزها فرصة لتأكيد كونك رجل دولة ورئيسا لكل المصريين وأن تحمى الأقليات والحريات وأن تحارب نزعات التطرف من الطرفين قبل أن يحترق الوطن بعد المصحف والإنجيل!
«أبو إسلام» هو خلف تالف، لسلف طالح، لا يمت لنا بصلة فكر أو مذهب.. نسى هو و«موريس صادق» و«زقلمة» أن رسالتى الإسلام والمسيحية إفشاء السلام على الأرض وبالناس المسرة!
استغفر الله لى ولكم.