الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

إبراهيم.. ترزى بالفيوم حاصل على دكتوراه فى الإعلام

إبراهيم.. ترزى  بالفيوم حاصل على دكتوراه فى الإعلام
إبراهيم.. ترزى بالفيوم حاصل على دكتوراه فى الإعلام


دفعته الظروف الأسرية القاسية التى واجهها فى بداية حياته للاعتماد على نفسه بعد انفصال والديه وهو ابن السابعة من عمره، فالتحق الطفل الصغير «إبراهيم» بأحد محال تفصيل الملابس «ترزى» للعمل كـ«صبى» حتى تشرب أصول الصنعة وكان ينفق منها على والدته وشقيقه المعاق، وبعد سنوات عاد لمسقط رأسه فى محافظة الفيوم ليؤسس محله الخاص ويواصل عمله فى مهنة الترزى التى أحبها.


رحلة كفاح طويلة عاشها إبراهيم سيد الشاهد ابن قرية «معصرة صاوى» بمركز طامية بالفيوم والبالغ من العمر 52 عاما الآن، إذ بدأ مشواره الصعب بالعمل فى مهنة الترزى حتى بلغ 23 عامًا وحينها تزوج وبعد زواجه بثلاثة أعوام بدأ رحلته العلمية، يقول: بعد زواجى بثلاثة أعوام، قررت التعلم ومخاصمة الجهل الذى أجبرت عليه بسبب انفصال والداى والظروف الاقتصادية الصعبة، حيث توفى والدى وترك لى أشقاء أصغر سنا من أم أخرى.
منذ صغره وهو يرتدى «القميص والبنطلون» وأثناء تردد أحد الزبائن على المحل شعر أنه ينظر له بسخرية بسبب ارتداء «القميص والبنطلون» وهو لا يجيد القراءة والكتابة، وهو ما دفعه للالتحاق بفصول محو الأمية بالقرية وهناك تعلم القراءة والكتابة، يقول: «كافحت بكل إصرار على أن ألحق بمن سبقونى بل وأتفوق عليهم حيث كنت أخطط لرفع شأن عائلتى وأكون مثالاً لكل شاب يريد الكفاح والتميز».
من خلال الدراسة المنزلية - لكبر سنه - حصل الشاب على الشهادة الإبتدائية وفاز بالمركز الأول على مستوى مركز طامية، كما جاء فى الترتيب الثانى على مستوى المركز أيضا فى الشهادة الإعدادية، ونظرا لعدم توافر القدرات المالية ولعمله المستمر فى مهنة الحياكة والتزاماته الأسرية، فشل فى الدراسة الثانوية، فقرر دراسة دبلوم الثانوى التجارى، وبالفعل حصل على الشهادة بتفوق وجاء ترتيبه الـ 26 على مستوى الجمهورية.
يقول إبراهيم الشاهد: «كنت أستقطع جزا من طعامى ومواصلاتى لشراء الصحف والمجلات ومن هنا جاء عشقى وحبى للإعلام، فقررت دراسة الإعلام من خلال نظام التعليم المفتوح، والتحقت بجامعة القاهرة فى عام 2000 وأنهيت دراستى بعد 4 سنوات بتقدير جيد.
حصل إبراهيم على دبلوم الدراسات العليا فى الإعلام من جامعة الزقازيق ثم حصل فى عام 2014 على الماجستير فى التخصص نفسه من جامعة عين شمس وذلك عن دراسة قدمها تحت عنوان «دور البرامج الدينية فى الفضائيات فى تشكيل اتجاهات طلاب الجامعات نحو الأحزاب ذات المرجعية الدينية».
تقدم إبراهيم بطلب للحصول على وظيفة باعتباره من حملة الماجستير، فجاء تعيينه فى قطاع المحليات عام 2015، حيث جرى إلحاقه بوظيفة مسئول التنمية البشرية بمجلس مدينة سنورس فى عام 2016، وفى ذلك الوقت كان يعمل على الحصول على درجة الدكتوراه فى الإعلام التى نالها بالفعل فى العام 2019.  جرى تعيينه رئيسا للوحدة المحلية لقرية زاوية الكرادسة التابعة لمركز الفيوم، وهناك حقق شهرة واسعة «حققت طفرة هائلة فى التصدى لمخالفات البناء وتهريب البوتاجاز، وبسبب شدتى فى العمل ومحاربتى للفساد، دفع العديد من العاملين لمحاربتى، فقررت ترك رئاسة الوحدة المحلية والعودة كموظف بالوحدة المحلية لمركز ومدينة الفيوم».
حقق إبراهيم نجاحا على مستوى الأسرة فقد تحمل عبء الإنفاق على أشقائه حتى تخرجوا من الجامعات، ولديه الآن ولدان أحدهما مدرس لغة فرنسية والآخر فى المرحلة الإعدادية إلى جانب بناتى الأربع وهن: «أسماء مدرس لغة إنجليزية، وفاطمة مدرس دراسات أجتماعية، ومريم طبيبة أسنان، ومنى طالبة بالطب البيطرى». ويقول الدكتور إبراهيم إن عمله فى المحليات لا يرضى طموحة حيث إن راتبه لم يصل إلى 2000 جنيه، وأنه يتمنى أن تتاح له فرصة للتدريس فى الجامعة وفى الكليات التى بها أقسام للإعلام والعلاقات العامة، حيث كانت أمنية حياته أن يصبح معلما، لكن شاء القدر أن يكون موظفا فى الإدارة المحلية وموظفا على الدرجة الثالثة رغم حصوله على الدكتوراه.
يرى أن العلم ليس له نهاية ويستطيع كل أن إنسان أن يتعلم ويحقق ما يريده إذا كان لديه إصرار، وأبدى انزعاجه من محاولة بعض المواطنين الذين يريدون لأنفسهم أن يكونوا أوصياء على العلم ويسخرون ممن التحقوا بفصول محو الأمية وحصلوا على أعلى الدرجات وفى جميع المجالات فمنهم من تخرج فى كليات الطب والهندسة والتربية والسياحة والفنادق والتربية وغيرها من الكليات، فهؤلاء المجتهدون يجب الاحتفاء بهم وليس التقليل من شأنهم.