الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ابن بطوطة الإسكندرانى

ابن بطوطة الإسكندرانى
ابن بطوطة الإسكندرانى


فى السفر 7 فوائد يعرفها عشاقه، لكن يبقى أهمها المعرفة والاطلاع والانفتاح على العالم وأسراره وعادات وتقاليد شعوبه المختلفة، وهو ما فعله الرحالة القدامى ابن بطوطة والبيرونى وغيرهما وحديثًا يسير على دربهم الباحث أحمد سعد زايد.
«روزاليوسف» التقت الرحالة أحمد سعد زايد الذى أكد أنه سافر إلى أكثر من 70 دولة لم يكن اهتمامه الأساسى المكان، بل كان معنيًا بالثقافة والإنتاج الإنسانى والحضارات، أى التركيز على البُعد الثقافى لدى الشعوب.

«زايد» قال إن أكثر ما كان يشغله فى رحلاته هو التاريخ والأفكار وتطور التجربة الإنسانية من بلدٍ إلى آخر، وأغرب البلاد كانت الهند، أما أكثر الشعوب حبًا للحياة والبهجة فهم الآسيويون بشكلٍ عام، وهم الأكثر تقبلًا للآخر، فمثلًا الأسرة الهندية الواحدة يكون فيها الهندوسى والمسلم والمجوسى وتعيش فى سلام، مضيفًا أن البعض لا يتقبل الإسلام فى الهند بسبب قسوة الفتوحات الإسلامية.
بداية.. ما الذى جعلك تعشق الرحلات والسفر؟
- منذ طفولتى وأنا شغوف بالقراءة، وأهم كتاب قرأته عن الرحلات والسفر هو «200 يوم حول العالم» للكاتب أنيس منصور، وهذا الكتاب فتح لى آفاقًا للسفر وكنت أحلم أن أكون قبطانًا بحريًا لكى أكتشف الحضارات الإنسانية.
من مثلك الأعلى فى الرحالة؟
- قرأت كثيرًا لابن بطوطة أو ماركو بولو، أو ابن بوبير، لكن أكثر رحالة تأثرت به وأعجبنى هو «البيرونى» خاصة فى رحلته للهند لأنه كان يكتشف الثقافة والدين ويحللهما.
كيف كانت بدايتك مع الرحلات؟
- زرت كل محافظات مصر فى مرحلة الثانوية العامة من خلال رحلات المدرسة، والأمر ذاته استكملته فى الجامعة لأننى كنت رئيس اتحاد الطلاب فحصلت على دعم الجامعة وهيئة قناة السويس.
أين كانت أولى رحلاتك خارج مصر؟
- البداية الحقيقية مع زيارتى لبريطانيا، وكان عمرى وقتها 28 عامًا، ومكثت هناك سنوات وحصلت على الجنسية مما سهل علىّ الحصول على التأشيرات بعد ذلك، ودرست هناك الاقتصاد والعلوم السياسية، وفى جامعة أكسفورد حصلت على كورسات فى الفلسفة والفكر الإسلامى وحصلت على كورسات فى الدراما الإغريقية والكلاسيكية، واشتركت لبعض الوقت فى التمثيل.
ألم تسافر لأى دولة عربية؟
- قبل السفر لبريطانيا سافرت لدول عربية كثيرة لا تحتاج إلى تأشيرات مثل: سوريا والأردن والمغرب وتونس والجزائر، وفى المجمل السفر يتم من خلال المعارف ومراسلات الجمعيات المختلفة.
عدد الدول التى زرتها؟
- زرت أكثر من 70 دولة، من بينها جميع الدول العربية، وكل أوروبا، وذهبت إلى الشرق الأقصى حيث إندونيسيا وماليزيا وكامبوديا وسنجابورا وسنغافورة مؤخرًا.
ما أكثر الرحلات متعة؟
- الهند كانت أكثرها متعة، وأفضلها لأن الحضارات الغربية جميعها متشابهة، وكذلك العربية.
أى البلاد التى استفدت منها على المستوى الثقافى والمعلوماتى؟
- البلاد الآسيوية لأنها مليئة بالمعلومات، ونحن فى مصر نفتقد ثقافتها بشكل كبير.
أغرب البلاد التى زرتها؟
- الهند، لأن بها تعدد أديان وثقافة، فالإسلام بمفرده به أكثر من 20 فرقة ومذهبًا هناك وبعضهم يكفر غيره، والإسلاميون هناك هم الأكثر إثارة للمشاكل فى الهند.
وفى الأسرة الواحدة تجد الهندوسى والملحد وكل شخص له توجهاته الفكرية، أى أن التعدد الفكرى فى الأسرة الواحدة، والبعض هناك يكره الإسلام بسبب الفتوحات الإسلامية لأنها كانت شرسة، والإسلام دخل الهند أكثر من مرة، وأول من دخل الهند غازيًا هو محمد السقفى والثانى هو الأمير وليد بن المهلب بن أبى صفرة، ثم بدأ يحدث فتح السند وهو أول فتوحات الهند وكان به عنف وتحطيم للمعابد وتحطيم لتماثيل الآلهة وكان أعنف الأديان بالنسبة للهنود هو الإسلام.
ماذا عن الديانة الهندوسية؟
- الشائع عن الديانة الهندوسية أنهم يعبدون البقر وهذا ليس صحيحًا، فهم يقدسون البقرة وبعض المتدينين يشربون بولها وممنوع ذبحها، وهناك أيضًا الديانة الجينية والمجوسية وهى ديانة أتباع جورديجت وهى الولاية التى جاء منها غاندى وهم من يقدسون النار.
ومن العجائب أيضًا بالهند أنها تمتلئ بالقرود مثل الكلاب لدينا، وهم مؤمنون جدًا بالتناسخ وهى فكرة أساسية هناك أن الروح تعود مرة أخرى بعد الموت فى مولود جديد وأن هناك خلودًا مستمرًا للروح حتى تصل لمرحلة المشاركة وهى لذة الالتحام بالذات الإلهية وتصبح جزءًا من الإله.
هناك أيضًا يستخدمون الأفيال كالأحصنة والبقر يسير فى الشوارع وليس له مالك لأنه ممنوع أكله وعند اكتشاف ذبح بقرة قد يتعرض من ذبحها للقتل على أيدى الناس، ومن الغريب أيضًا نظام الطبقات الاجتماعية، فالغنى لا يتزوج الفقيرة، لكن العلمانية والحداثة تحاول كسر هذه الأشياء.
وما البلاد التى استمتعت بزيارتها؟
- هولندا والتشيك لأن شعبيهما يحبان المرح والاحتفالات بشكل مستمر وبهما سهر، عكس ألمانيا تعيش فى انضباط شديد، حيث تغلق المحلات الساعة الثامنة وفى المدن الكبيرة تستمر حتى الساعة العاشرة ويوم السبت والأحد تغلق أبوابها.
وفى آسيا وإندونيسيا والهند سعدت كثيرًا لأن لديهم الفضول المعرفى، لكن فى الهند لا يهتمون بمظهر الشوارع وبعضها غير نظيف، وأعجبت بفكرة التنوع الدينى واختلاف الأديان والتسامح حتى فى إندونيسيا وماليزيا التعصب الدينى أقل من الموجود فى الشرق.
وماذا عن الدول التى رأيت بها ظواهر خارقة؟
- كل دولة لها ظواهرها وقصصها، منها قصة السيدة مريم العذراء أنها امرأة تلد دون اتصال جنسى، ويُقال أنها حدثت فى الهند أكثر من مرة قبل وجود السيدة مريم.
وفى شمال الهند هناك تعدد أزواج بمعنى أن السيدة يُمكن أن تتزوج أكثر من رجل وشرط الزواج بأكثر من رجل أن الرجال يكونون أشقاء أو أولاد عم، ليكون الأبناء من نفس القبيلة.
وأغرب الأكلات؟
- كانت الصراصير والجراد والطحالب فى تايلاند وماليزيا، أما كامبوديا ففيها مطعم للكلاب المشوية.
هل تذوقت أيًا منها؟
- لم أستطع تذوق الكلاب، لكنى تذوقت الصراصير والجراد.
أغرب الأساطير التى شاهدتها؟
- فى الهند، ذهبت إلى منطقة بها معابد مخصصة للجنس تدعى معابد «كما ستره» وهى تتبع الديانة الهندوسية وسبب وجود المعابد أنه منذ 1200 سنة ظهر من احتقروا الجنس فى الديانة الهندوسية وأنه شىء قذر ولا بد من الارتقاء والبُعد عنه، وحدثت عنوسة كبيرة والملك شعر بالخوف على النسل واستمرار الديانة الهندوسية فبنى معابد قائمة على تقديس «الجنس» ووضع بها تماثيل الإغراء ونقوشًا من الخارج، والمقبلون على الزواج يذهبون للمباركة، وتم إنشاء 85 معبدًا، دُمر منها أكثر من 60 معبدًا وبقى 25 معبدًا واليونسكو جعلتها معلمًا من معالم التاريخ الإنسانى، منها 5 أصبحت متاحف والباقى لا زالت معابد يؤدون فيها شعائرهم.
حسب الثقافات المختلفة للبلاد التى زرتها كيف يتعاملون مع الموت؟
- الجنس البشرى ابتكر فكرة دفن الأموات، وتحدث عن ذلك أفلاطون، فهناك الدفن والتحنيط وبعض القبائل الإفريقية تأكل جثث الموتى، والطائفة الزرادشتية تضع موتاها على جبل الصمت ويتركون الجثث للطيور الجارحة لتأكلها.
وفى الهند فكرة حرق الموتى فعند وفاة أحدهم يحرقه «الهندوس» فى محرقة ولديهم نهر يحدث به أكبر تجمع بشرى على وجه الأرض ويتم الحج به كل 4 سنوات فى بلد تسمى «الله آباد» ويتخلصون من الموتى بإلقائهم فى نهر اليامونة أو نهر الجانك لاعتقادهم أن ذلك يعطيه غفرانًا كبيرًا.
وما أكثر الشعوب حبًا للحياة وتبحث عن التنوع؟
- الآسيويون الأفضل، ومعهم الإيطاليون والهولنديون، والعرب الأقل ترحيبًا بالغريب.
والشعوب الآسيوية يمكن وصفها بالشعوب الخدومة، وهذا من واقع تجربتى معهم، فقد أعطيت محاضرات فى الهند وألمانيا وسويسرا وفرنسا ولندن والمغرب وتونس ولبنان والإمارات وسلطنة عمان، ولى حوالى 700 محاضرة عبر فيسبوك.
ما الذى تعلمته من السفر؟
- قيمة حب الناس والتعرف على ثقافتهم وأصبحت أكثر تفاهمًا ولا أعرف التعصب لأن التجربة الإنسانية واحدة ومتنوعة وأكثر شىء تعلمته من السفر تقبّل الاختلاف، فالهند وإندونيسيا بهما قبائل عراة، ورغم ذلك لا يوجد تحرش.
أكثر الشعوب تحضرًا؟
- الشعوب الغربية نتيجة الثورات العلمية والثقافية.
وما الذى يميز مصر؟
- أكثر شىء يميزنا آثار أجدادنا الفراعنة، لدينا ثلث آثار العالم من معابد وأهرامات وقصور وآثار.
الدول التى تتمنى زيارتها الفترة القادمة؟
- إفريقيا وأمريكا اللاتينية.