الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تسقط المساواة! دراسة: 62 ٪ من الرجال يعتبرون مكان المرأة الطبيعى فى البيت!

تسقط المساواة! دراسة: 62 ٪ من الرجال يعتبرون مكان المرأة الطبيعى فى البيت!
تسقط المساواة! دراسة: 62 ٪ من الرجال يعتبرون مكان المرأة الطبيعى فى البيت!


دراسة حديثة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية تحت عنوان «الصورة الاجتماعية وسمات المرأة المصرية وأدوارها» كشفت بعض السمات والصفات التى تتميز بها المرأة المصرية، والتى حصلت على نسبة عالية من الرجال والنساء الذين أجريت عليهم الدراسة بكونها «رغاية» وتحتاج إلى من يوجهها ويراقب تصرفاتها وأن يكون هناك دائمًا رجل مسئول عنها ومن غير المقبول أن تكون قوية الشخصية.
وعندما واجهت الدراسة السيدات المصريات برأى الرجال فيهن أكدت نسبة كبيرة منهن على قدرة المرأة على اتخاذ القرارات المهمة، وأنها تستطيع الدفاع عن نفسها والمطالبة بحقوقها ولا تحتاج إلى رجل يوجهها ويراقب تصرفاتها، وأن نموذج المرأة قوية الشخصية أصبح أكثر قبولاً.
وفسرت الدراسة هذه الآراء بأنه مازال فى مصر نسبة التأييد للقوالب النمطية القديمة، وهذا يستدعى إعادة وجهة نظر الرجل فى المرأة المصرية والنظر إلى جدية ما يبذله المجتمع من جهود باتخاذ صورة جديدة للمرأة تعطيها نفس القيمة والاحترام مثل صورة الرجل، ولابد من وجود وعى يخاطب الواقع عن دور المرأة ومكانتها.
وأكدت الدراسة أن المجتمع المصرى يعيش حالة من الازدواجية الفكرية ووعى مزيف، فعلى الرغم من الوجود الواضح الآن لتفضيل الزواج من امرأة عاملة ولاسيما مع ارتفاع نفقات المعيشة وارتفاع نسبة النساء المعيلات للأسر إلى 15 ٪ على مستوى الجمهورية وترتفع إلى 30 ٪ فى بعض الشرائح والفئات، فإن الرجل المصرى مازال يرى أن العمل ليس مهمًا للمرأة وأن مكانها الطبيعى هو البيت.
وهذه النتيجة تعبر بوضوح عن أن الحق فى العمل للمرأة كما للرجل مازال غير متفق عليه.
وكانت نتائج الدراسة للدوافع التى تجعل المرأة تتجه إلى العمل بغض النظر عن فئات السن والمستوى العلمى هو المشاركة فى الإنفاق على الأسرة، ويأتى بعد ذلك وبنسبة ضئيلة أن العمل بهدف الاستقلال والاعتماد على النفس وتدبير الاحتياجات الشخصية وتحقيق المساواة مع الرجل.
وكانت أهم أسباب انسحاب المرأة من العمل لعدم رضا الزوج عن عملها خاصة فى الريف.
والغريب أن الغالبية من الرجال والكثير من الإناث مازالوا يرون عدم صلاحية المرأة لأداء العديد من الأعمال- كما قالت الدراسة- كما يرى هؤلاء الرجال والإناث أن هناك فرقا فى مستوى أداء العمل بينهما، وأن المرأة لا يمكن أن تنافس الرجل وتتفوق عليه فى العمل.
وفيما يتعلق بمجالات العمل التى لا تصلح لها المرأة هى التى تحتاج إلى قوة عضلية والأعمال الخطرة والمهن الحرفية والأعمال التى تحتاج إلى سفر، واللافت للنظر أن الوظائف السياسية والقيادة أكدت نسبة كبيرة من الرجال وقليلة من الإناث أن المرأة لا تصلح للعمل بها.
أما المهن التى تتفوق فيها النساء فكانت نتائج الدراسة هى المهن التقليدية وهى أعمال السكرتارية وتخصص أطفال فى مجال الطب ومربية ومهنة التمريض والتدريب والبيع والشراء، وإن كان النساء يرين وبنسبة ليست قليلة أن المرأة يمكن أن تتفوق فى مجالات الفنون والأدب والطب وأكدن على عدم تفوقهن فى تخصصات الهندسة والسياسة.
وبالتالى – كما قالت الدراسة – يمكن أن نقول إن النظرة العامة لهذه النتائج أن المرأة تعطى تقييما أفضل لنفسها من تقييم الذكور لها وأن نظرة المتعلمين من الرجال إلى المرأة أفضل مما هو لدى الأقل تعليما.
كما أن نظرة الحضريين إلى المرأة أكثر تقدما من نظرة الريفيين لها.
ورغم وجود تيار مستنير – كما قالت الدراسة ومتفهم لدور المرأة فى المجتمع وإمكانياتها وما لديها من صلاحيات فإن وجود تيار آخر أكبر عددا يوضح أن القوالب الفكرية الجامدة عن صورة المرأة وإمكانياتها لازالت تحتل مساحة كبيرة فى المجتمع.
وبالرجوع إلى النسب فى الدراسة نجد أن 80 % من الرجال والنساء فى مصر أكدن أن المرأة المصرية رغاية و67 % من الرجال و57 % من النساء أكدوا أنها نكدية وتأتى بعد ذلك بالترتيب صفات المرأة أنها تحتاج دائما أن يكون هناك رجل مسئول عنها والمرأة تتحكم فيها عاطفتها وتتحدث المرأة عادة فى الأمور غير المهمة.
 وأكد 75 % من الرجال و51 % من الإناث أن المرأة تحتاج دائما إلى من يراقب تصرفاتها ويوجهها وأكد 82 % من الإناث و63 % من الرجال أن المرأة ليست أقل من الرجل فى رجاحة العقل.
 وسألت الدراسة الرجال عن الصفات الجيدة فى المرأة المصرية وكانت الصفات بالترتيب تتحمل المسئولية وحنونة ومعطاءة وصبورة ثم مكافحة ومدبرة.
 أما الصفات السيئة لدى المرأة المصرية من وجهة الرجل فكانت بالترتيب غيورة ورغاية وعنيدة ونكدية ومتسلطة وهو نفس الترتيب بالنسبة لوجهة نظر الإناث فى أنفسهن عن الصفات السيئة لديهن، فى نفس الوقت أكد 18 % من الرجال و12 % من النساء أن من ضمن الصفات السيئة لدى المرأة هى الإهمال فى تربية الأولاد.
 وسألت الدراسة سؤالا مهما للرجال والإناث عن الأسباب التى تجعل المرأة المصرية نكدية فكانت الأسباب من وجهة نظر الإناث والرجال وإن كانت النسب مختلفة ولكنها كانت ترتيبا واحدا وهى عدم الرضا عن حالها وعدم التوافق الزواجى وعدم إشباع حاجاتها والإهمال وعدم الاقتناع بالزواج والملل والإحباط وأخيرا سوء المعاملة.
 وانتقلت الدراسة بعد ذلك إلى سؤال عن صلاحيات المرأة للقيام بأعمال معينة 64 % من الرجال و53 % من الإناث أكدوا على ان المرأة لا تصلح لكل المهن والأعمال وقال 41 % من الرجال و67 % من الإناث أن المرأة ممكن أن تنافس الرجل فى العمل
وقال 38 % من الرجال و19 % من الإناث عمل المرأة يأتى على حساب اهتمامها بالأسرة.
وقال 62 % من الرجال و39 % من الإناث أن المكان الطبيعى للمرأة هو البيت وقال 43 % من الرجال و25 % من الإناث أن السياسة هى عمل للرجال فقط.
 بينما أكد 63 % من الرجال و48 % من الإناث ليس من المقبول اجتماعيا أن تشتغل المرأة مأذونا.
 وقال 53 % من الرجال و36 % من النساء على أن أهم الأدوار فى حياة المرأة هو الزواج والإنجاب.
 وسألت الدراسة عن الأعمال التى لا تصلح لها المرأة فكانت نسب الرجال متقاربة مع الإناث بأن هذه الأعمال بالترتيب هى البناء والتشييد والتجارة والسباكة والميكانيكا والأعمال التى تحتاج لقوة عضلية والأعمال الخطرة والمهن العسكرية والأمنية والقضاء والوظائف القيادية (مدير ومحافظ) والسياسة.
 أما بالنسبة للأعمال التى تفوقت فيها المرأة بالنسبة للرجال والإناث بنسب متقاربة وبالترتيب الأعمال المنزلية ثم التمريض ثم طبيبة أطفال ومربية وسكرتارية ثم البيع والشراء والأعمال الإدارية والعمل فى الجمعيات الأهلية والتدريس الفنون والأدب وأخيرا الهندسة بنسبة 5.8 % والسياسة بنسبة 5 %.
والمنطقى أن تسأل الدراسة عن أسباب عدم صلاحية المرأة للعمل بالسياسة.
كانت إجابة 74 % من الرجال و65 % من النساء قالوا السبب ليس لديها المهارات للقيام بهذا العمل وأن المرأة تتحكم فيها العاطفة وباقى النسبة من الرجال والنساء أكدوا على أن المرأة لا تهتم بالسياسة.
 وانتهت الدراسة مؤكدة مازالت المرأة تطمئن لأدوارها التقليدية وإن كان ذلك لم يعد مرضيا للبعض فى إطار الوعى بالحقوق والكيان.
أما الرجل فمن الصعب أن يتخلى عن الحقوق التى منحت له عبر مؤسسة التنشئة ( التعليم والأسرة ) والمجتمع على مدار السنين.
 كما أن الرجل ليس من السهل أن يتنازل عن مكتسباته فإن المرأة مازالت ليس لديها الاستعداد لدفع ثمن كسر نمطية هذا الفكر من أجل مجتمع أكثر عدالة.>