الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

طارق عبدالعزيز: أبحث عن كوميديا مختلفة

طارق عبدالعزيز: أبحث عن كوميديا مختلفة
طارق عبدالعزيز: أبحث عن كوميديا مختلفة


مثل صياد ماهر ينتظر اللحظة المناسبة لاصطياد فريسته أصبح «طارق عبد العزيز» ينتقى أدواره فى السينما والتليفزيون.. بعد سنوات طويلة من العمل، وأدوار عديدة كبيرة وصغيرة وأعمال مهمة وأخرى متوسطة أو  محدودة الأهمية.. مشوار طويل سار فيه «عبدالعزيز» لا يطمح فيه إلا للعمل وإفراغ شحنة وطاقة التمثيل الهائلة المتواجدة بداخله والتى تظهر فى كل أعماله.. وفى السطور التالية يتحدث عن تجربته الأخيرة فى فيلم «جريمة الإيموبيليا» والتنوع والاختلاف الذى أصبح يحرص عليه فى أدواره.

> فى الفترة الأخيرة لاحظنا أنك غيرت من أدوارك من الكوميدى للتراجيدى، هل هذا بقصد منك أم أن المخرجين اكتشفوا بك أبعادًَا جديدة؟
- عندما بدأت التمثيل كانت بداياتى كوميدية ومع مرور الوقت أيقنت أن هذه المنطقة مغلقة ووصلت لإحساس أننى وصلت لمرحلة أقرب لـ«الراكور» فى الأفلام والمسلسلات. رغم أن لدى الكثير وشعرت أن ما بداخلى لن تعبر عنه المنطقة الكوميدية وحدها، وكنت قد التقيت مع الفنان الكبير «عادل إمام» أثناء تحضيره لفيلم «التجربة الدنماركية» وقال لى جملة لم أنسها حتى الآن «أنتو كلكو شبه بعض ولو لم تتميز لن يكون لك طعم خاص بك» وكان يقصد ممثلى الكوميديا من أبناء جيلى، وقد أثرت هذه الجملة فى بشدة، وكانت من النصائح الغالية التى جعلتنى أبحث لنفسى عن طريق موازٍ للكوميديا، وشعرت أننى أفكر بطريقة صحيحة يجوز أن هذا كلفنى كثيرًا لأننى مكثت فترة طويلة فى البيت دون عمل، لأن كل الأعمال التى عرضت على كانت كوميدية لا يوجد بها أى تطور حتى عرضت على أدوار كوميدية لكن مختلفة مثل دورى فى مسلسل «كناريا وشركاه» ومن وقتها بدأ شكل اختياراتى يتغير حتى ولو كوميدية.
>هل يعنى ذلك أنك ابتعدت عن الكوميديا؟
ـ بالعكس أنا أتمنى تقديم أدوار كوميدية، ولكن أتمنى أن يكون موضوعًا مؤثرًا ومحترمًا، وليس من أجل الإضحاك فقط، لأننى أعتقد أن الممثل من ضمن أدواته أن يبهر المشاهد. لأن متعة الممثل الحقيقية ليست فى تقديم الدور والحصول على أجر بقدر متعته فى إدهاش الجمهور. وقد قدمت هذه النوعية فى «فبراير الأسود» و«ساعة ونص» فمثلى الأعلى فى الكوميديا (نجيب الريحانى بتلقائيته وعدلى كاسب بتنوعه والأستاذ الكبير محمود عبدالعزيز صاحب مدرسة السهل الممتنع).
> هل دورك فى مسلسل «رحيم» وضعك فى ورطة اختيار أدوارك القادمة؟
- فعلاً، وأتمنى أن أقدم نوعية مختلفة خاصة أنه يعرض على الآن شخصيات قريبة جدًا من «سيد» فى «رحيم» ولو قدر أن اختار سأختار شخصية من الطبقة الراقية البعيدة عن الشر الشعبى الذى قدمته فى «رحيم».
>وُجه نقد لفيلمك الأخير «جريمة الإيموبيليا» من جمهور مهرجان القاهرة السينمائى، بأنه لم يكن كما توقعه البعض ما ردك على هذا النقد؟
- النقد ظاهرة إيجابية تدل على أن الفيلم تمت مشاهدته وأحدث نوعًا من «الجدل» عليه ففى فيلم «اشتباك»، كان هناك مناقشات حوله، وقيل وقتها أنه من المفترض أن يحدث فى الفيلم كذا وكذا وهذا شىء مفرح لصناع العمل لأنه يعنى أن هناك متابعة واهتمامًا، جعل المشاهد يرفض ويقبل، ووقت عرض فيلم «جريمة الإيموبيليا»، فى المهرجان تعمدت الجلوس فى الصفوف الخلفية لمراقبة المشاهدين ومن الذى من الممكن أن يترك الصالة وللأمانة لم يخرج أحد والفيلم حقق معادلة الجذب وكتم الأنفاس وهو فى المجمل فيلم تجارى شيق، خلق لنفسه حالة تؤدى لنجاح أى فيلم وهو متابعته للنهاية.
> الفيلم يحمل عنوانه اسم عمارة كبيرة لها تاريخ مع الفنانين والسياسيين وهذا لم يتحقق فى العمل؟
- يجوز أن هذا ما خيب ظن البعض فى أنهم كانوا يتوقعون أنه سوف يكون هناك سرد لأحداث وأشخاص حقيقيين سواء فنانين أو سياسيين، ولكن الفيلم جاء بعيدًا عن ذلك من خلال خيال المؤلف والمخرج «خالد الحجر»، الذى أراد أن يلعب على حال العمارة الآن وما بقى بها من ذكريات من خلال شخصيات أبطال الفيلم، ولكن هذا ليس إخفاقًا للفيلم فهو يتعرض لقضية مهمة، وهى مخاطر وسلبيات وسائل التواصل الاجتماعى، التى أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية وأدت لمعاناتنا كل يوم.
>ماذا عن الشخصية التى قدمتها؟
- قدمت شخصية صاحب دار نشر، قبطى، وفى الحقيقة الشخصية جذبتنى جدًا، لأنها مكتوبة بشكل جيد كما أنها جديدة بالنسبة لى ولم أقدمها من قبل، ومفتاح دخولى للشخصية كان من خلال التلقائية فى التمثيل وعدم الافتعال وتخيلى لها وتجسيدها لتصبح من لحم ودم.
> كيف استقبلت فكرة الموسم الرمضانى القادم والذى تم به تحديد عدد معين من المسلسلات الدرامية؟
- هذه التجربة لن يظهر فشلها من نجاحها إلا بعد مرورها ورؤية أثرها على الساحة الدرامية، ولكن الملاحظة الأولى والظاهرة للعيان هو مدى تأثر الأيدى العاملة فى مجال صناعة المسلسلات الرمضانية، والسوق التى لطالما استوعبت آلاف العاملين، ولكن على المستوى الفنى قد تثبت نجاحها فالعبرة ليست بالكم بل بالكيف ويجوز أن تستعيد مصر ريادتها مع هذه التجربة ويجوز لا، ومن الممكن أن يصبح الإنتاج الجيد هذا العام 20 مسلسلا ويصبح العام الذى يليه 40 وهكذا لأنه من الممكن أن تخلق التجربة نظامًا يلتزم به العاملون فى سوق الدراما.
> بعد كل هذا المشوار الطويل هل لديك طرق معينة فى حساب خطواتك الفنية؟
- منذ بداياتى اتخذت قرارًا وأحاول الالتزام به قدر المستطاع هو ألا أقدم فنا مشينا أو أعمالا غير لائقة لى أو لأهلى أو لأولادى وأحفادى من بعدى، ولذلك هدفى الأول هو العمل ككل وليس دورى وحدى، وهو ما يجعلنى أقرأ العمل الذى أشارك به بالكامل وليس دورى فقط، وذلك يمثل عبئًا على لأنه كان دائما يجعلنى أفكر هل الجمهور سيتفهم ذلك أم سيقولون أننى فاشل ولا أعمل كثيرًا؟ وقد عرض على أدوار كثيرة تصل للبطولة، ولكنها أفلام لا تليق بعقلية المشاهد ولا بقناعاتى وأحيانا كنت أهرب منها بأن أطلب أجرًا أعلى من أجرى فى السوق فهدفى الأول هو ترك ميراث شريف لأولادى ولا يرضينى مطلقًا أنه بعد رحيلى يقال لهم فى يوم من الأيام أن والدكم له أعمال «تكسف» وأعلم أن هذا التخطيط يتحقق على المدى الطويل، فأنا بدأت مشوارى الفنى من 1998 ولم يعرفنى الناس إلا منذ سنتين أو ثلاث والتفتوا مؤخرًا لأعمالى القديمة، والحمد لله أننى رأيت ذلك وأنا عايش.
>ما هى مشاريعك القادمة؟
-أشارك فى مسلسل «فكرة بمليون جنيه» فى الموسم الرمضانى المقبل إخراج «وائل إحسان» وأقدم من خلاله شخصية رجل أعمال لديه طموح أن يخدم الشباب والمسلسل اجتماعى كوميدى وقد رشحنى له المخرج، وسعيد بالعمل مع هذه المجموعة المتميزة وواثق فى إمكانيات بطل المسلسل «على ربيع» لأنه كوميديان مختلف يستطيع أن يتكيف مع أى دور.>