الوايت نايتس.. «ألتراس» الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر

طارق مرسي
لروابط المشجعين «الألتراس» دور بطولى أثار إعجاب وتقدير الجميع منذ اندلاع ثورة يناير، حيث لم يتركوا حدثا إلا وشاركوا فيه وشهداؤهم الذين سقطوا فى الثورة شاهد عيان على ذلك.
فالثورة المصرية كانت ثورة كل المصريين الأحرار فى مقدمتهم الألتراس الذين انفصلوا عن انتماءاتهم وذابوا فى الكيان الكبير «مصر» ليعزفوا فى ميادينها سيمفونية الجهاد كشفت عن وعيهم الكبير وعدم ابتعادهم عن الأحداث التاريخية المؤثرة فى عمر الوطن.
روابط الألتراس حطموا كل القيود وسجلوا ملحمة تاريخية لا تنسى لعل أبرزها رغم خروجهم عن المتعارف عليه عالميا ودخولهم الملاعب السياسية لكن اعتبر الجميع أن الثورة استثناء فى سبيل الوطن على أن يعودوا إلى مدرجاتهم لينثروا إبداعاتهم فى الانتماء لأنديتهم والفناء فى سبيل حبهم لها.
الغريب أن «الوايت نايتس» الزملكاوى القطب الأشهر لروابط الزمالك ارتدوا ثياب جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وقاموا فى واقعة فريدة باقتحام معتصمى المنصة الذين يقودهم توفيق عكاشة وبعض القوى السياسية الرافضة لسيطرة الإخوان على الدولة ونجحوا فى فض الاعتصام بالقوة وسط دهشة الجميع لدرجة أن بعض المحللين اعتبروا أن تدخل الوايت نايتس انحراف عن الشرعية الثورية وانقلاب على دورهم منذ اندلاع ثورة يناير بإعلانهم الانحياز إلى قوى سياسية بعينها.
الأغرب أن الوايت نايتس واصلوا الخروج عن النص فى نهاية الأسبوع الماضى وأصدروا بيانا عبر الصفحة الرسمية لهم على الفيسبوك يوجهون فيه الدعوة إلى الجماهير لاقتحام استاد الكلية الحربية واختراق الحواجز الأمنية وحضور لقاء الزمالك مع مازيمبى المقرر إقامته غدا. البيان كما جاء نصه، يقول: الفرسان على موعد مع المجد فى لحظة ينتظرها الجميع ويتشوق إليها كل فارس يحلم به كل ابن حقيقى من أبناء هذا النادى، فمن يقول للأحرار ممنوع الحضور بعد وقف النشاط ومنع الجماهير لحضور المباريات وحرمانهم من مؤازرة الكيان على البيان الخطير حدد موعد التجمع أمام الكلية الحربية فى تمام الساعة الرابعة عصر غد، فى تحدٍ خطير ومواجهة جديدة مع العناصر الأمنية المسئولة عن منع الجماهير من الاقتراب من استاد الكلية الحربية وفقا لقرارات جهات أمنية من المفترض أن يستجيب لها الجميع، والمتضرر الوحيد هو ناديهم فى حالة تنفيذ مخططهم واقتحام المدرجات.
معارك الوايت نايتس الزملكاوى الذين سجلوا أروع مشاهد الانتماء والحب رغم تعثر الزمالك وصمدوا أمام كل الانكسارات الزملكاوية على مدار 7 سنوات وهى عمر تكوين الرابطة ودأبوا فى الفترة الأخيرة على إدارة شئون النادى على طريقتهم الخاصة لتخاذل الإدارة المنتخبة فى إدارة شئون النادى بأسلوب محترف، وبدأت أولى معاركهم لتأديب نجوم الفريق عمرو زكى وحازم إمام بعد أن تمادوا فى تمردهم على النادى وارتفاع سقف مطالبهم المادية، ونجحوا بالفعل فى أهدافهم حتى عاد النجمان إلى رشدهما على خلفية إدارة تقف أمام المشاكل فى موقف المتفرج.
وفى الأسابيع الأخيرة دخل الوايت نايتس فى مواجهة تحدٍ جديد مع إدارة النادى لرغبتهم القوية فى عودة التوأم لقيادة الفريق بعد اعتذار حسن شحاتة عن إدارة الفريق فى تلك الظروف الصعبة، فحسام حسن حسب وجهة نظرهم هو الأفضل لقيادة الفريق وإعادة الروح له مرة أخرى بعد الانهيار غير المفهوم والهزائم المتتالية التى أبعدته عن المنافسة فى بطولة أفريقيا لأندية الأبطال، إدارة النادى من جانبها فى ظل سيطرة سياسة المصالح والانقسام الدائم بين أعضائها فضلوا الخروج الآمن من هذا المأزق ما بين الاستقرار على «طارق يحيى» المدير الفنى الناجح وابن الزمالك البار وعودة حسام حسن بالتعاقد مع المدير الفنى البرتغالى فييرا لاعتراض البعض منهم على عودة حسام وميل البعض الآخر لاستمرار إسماعيل يوسف، وهنا فإن دور إبراهيم يوسف لم يكن خفيا باعتبار أن اختيار الأجنبى ضمان جديد لاستمرار شقيقه، وهذا لم ولن يتحقق فى حالة تولى طارق يحيى أو حسام حسن القيادة.
معركة اختيار المدير الفنى الأجنبى أدارها ببراعة إبراهيم يوسف متفوقا على رغبة رئيس النادى ممدوح عباس الذى كان يريد طارق يحيى ونجم الزمالك حازم إمام الذى كان يقود حملة عودة العميد مرة أخرى متوافقا مع رغبة الوايت نايتس ورغم الاستقرار على المدير الفنى البرتغالى فإن معركة الوايت نايتس لم تتوقف، حيث قررت قيادة الرابطة الاعتصام أمام مقر النادى للمطالبة بإسقاط المجلس المتخاذل والضعيف وإبعاد «ممدوح عباس» الذى خيب آمال الجميع بعد عودته مرة أخرى لإدارة النادى دون تحقيق إضافات ملموسة للفريق إلى جانب تخاذله فى ملف مشاكل كبار النجوم أبرزهم نجمهم المحبوب «شيكابالا» الذى فرط فيه النادى بسهولة فى وقت عصيب على إطلاق أزمته الشهيرة مع حسن شحاتة.
الوايت نايتس رأوا أن الإدارة كانت سلبية فى معالجة الأزمة والتوفيق بين المعلم والنجم الأبرز وكانت النتيجة مؤسفة بخروج الاثنين من النادى. وجاء تخلص النادى من «شيكابالا» بمثابة صدمة كبرى لارتباطهم به رغم رفضهم خروجه المؤسف على مدربه ورمز النادى المعلم حسن شحاتة، ولكنهم كانوا يرون أن الإدارة فشلت فى الوصول إلى حل يرضى الطرفين ويرد أولا الاعتبار للمعلم شحاتة والخروج بدرس يستفيد منه النجم الموهوب فى المستقبل، لكن شيئا من ذلك لم يحدث ولهذا جاء إصرارهم على إبعاد مجلس الإدارة الضعيف دائما.
وأخيرا تحتاج رابطة «الوايت نايتس» إلى وقفة حقيقية لإعادتهم إلى «تراكهم» الحقيقى فى المدرجات لمواصلة إبداعاتهم الجميلة والتى يحتاجها النادى فى هذا التوقيت العصيب بدلا من الدخول فى معارك ليست هى دورهم الأساسى لعل أبرزها الانفصال التام عن القيام بأدوار سياسية بعد سنة أولى من الاستقرار بعد اندلاع الثورة والعودة مرة أخرى للتغريد فى المدرجات لإبهار محبى وعشاق هذا النادى العريق.
عمرو زكى
شيكابالا