الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ماذا بعد..؟

ماذا بعد..؟
ماذا بعد..؟


 بعد تراجع وضعف النظام  الإقليمى القومى العربى ممثلا فى جامعته  العربية والقمم  العربية  الدورية التى كانت لها القدرة على اتخاذ قرارات كبرى لا يخرج عليها أحد من الدول أو القادة، وكان  القرار مدعوما من الزخم الشعبى القومى  العربى فلا يستطيع أى حاكم  عربى اتخاذ قرار مخالف لتلك القرارات، أصاب هذا الوضع الضعيف والوهن تلك المنظومة وتفكك القوة الشعبية وأصبحت كل دولة تتصرف باستقلالية تامة وبمعزل عن الثوابت والالتزامات بالنظام الإقليمى العربى المشترك . كانت البداية بالمقولة الشهيرة (99% من أوراق وملفات المنطقة هى فى يد أمريكا) النتيجة أن أصبحت مقاديرنا فى يد من لايعنيه أمرنا إلا ما سوف يسفر عنه من تقرير مصيرنا والاستيلاء واستنزاف ثرواتنا ومواردنا وأرواحنا وتفريقنا حتى يتفرغ  لتقوية ودعم  الحليف  الرئيسى له فى المنطقة وهو الكيان الصهيونى .
 لم تكن أمريكا فى أى وقت حريصة على تحقيق أى تسوية عادلة فى المنطقة العربية، أو إقامة أى سلام، بل كانت على العكس تماماً بانحيازها الدائم للكيان الصهيونى وكان هذا جليا ليثبت أننا واهمون لينطبق المثل الشعبى ( الحدأة لا تسقط كتاكيت).
ففى زيارة  وزير الخارجية  الأمريكى بومبيو للمنطقة العربية لم تمنح فرصة أكبر من قبل لجولته الأخيرة كى تحقق هدفها بالترويج لتكوين حلف شرق أوسطى  ضد إيران المتهمة دوما بتهديد الكيان الصهيونى ولم تكن الجولة تنتهى حتى واصل الكيان اعتداءه الوحشى وجرائمه ضد الشعب الفلسطينى بقتل نسائه وأطفاله وشيوخه وشبابه على حدود غزة، والبدء فى إقامة جدار عازل استفزازى على الحدود اللبنانية بمنطقة متنازع عليها، وشن هجمات صاروخية جديدة على دمشق فى انتهاك جديد للسيادة السورية وكلها جرائم يعاقب عليها القانون الدولى الذى يحفظ لكافة الدول سيادتها على  أراضيها وأمنها واستقرارها ولكنها فى نظر الولايات المتحدة الأمريكية ما يفعله الكيان الصهيونى هو من أعمال الدفاع الشرعى عن النفس، وفى نفس الوقت تسعى الولايات المتحدة لتكوين الأحلاف بالمنطقة بمبررات مختلفة من أجل حماية وبقاء هذا الكيان وتعزيز قوته بكافة الطرق لتحقيق وتنفيذ مخططات الهيمنة الأمريكية على العالم مقابل وثمن لا تدفعه هى بل  ندفعه نحن من مقدرات شعبونا وبدمائنا بإدخالنا فى تحالفات جديدة هدفها الأساسى هو حماية الصهاينة أعداؤنا التاريخيين  الذىن يحتلون أراضينا ويغتصبون مقدساتنا وقتلوا أطفالنا ونساءنا ونحن نسأل ماذا بعد؟ 
تحيا مصر