الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

69 % من الأسر يحفزون أبناءهم للعمل بالحكومة!

69 % من الأسر يحفزون  أبناءهم للعمل بالحكومة!
69 % من الأسر يحفزون أبناءهم للعمل بالحكومة!


كشفت دراسة حديثة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أن الأسرة المصرية أحد الأسباب الرئيسية وراء عدم إقبال شبابها على العمل الحر.
وأكدت الدراسة التى حملت عنوان (ثقافة العمل الحر لدى الشباب المصري) على الأهمية البالغة لدور الأسرة فى تشجيع الأبناء على العمل الحر وفى تنمية الاستقلالية لديها وغيرها من القيم المطلوبة للنجاح فى مجال العمل الحر مثل القدرة على المغامرة والابتكار والتجديد وسرعة اتخاذ القرار السليم.
 وكشفت الدراسة عن وجود خلل واضح فى أسلوب التنشئة الاجتماعية التى تتبعها الأسرة المصرية فى تنمية أبنائها وهذا الخلل يظهر فى تنشئة الأبناء وفقا لعادات وقيم وأفكار ومكتسبات لا تناسب مقتضيات عصرهم ومتطلباته الأمر الذى يدفع بهم إلى معاناة التناقض أو عدم التكافؤ بين ما لديهم من أفكار وطموحات وبين ما يحتاجون إليه بالفعل من قدرات وإمكانات نفسية من جانب وبين ما تفرضه عليهم ظروف الواقع الاقتصادى والاجتماعى الذى يعيشون فيه من جانب آخر.
 وبناء عليه – كما قالت الدراسة – فإن أية جهود من الدولة تهدف إلى النهوض بفكر وثقافة العمل الحر فى المجتمع يجب أن تراعى جانب التوعية الفكرية للآباء والأمهات لأنهم محرك أساسى وقوة دافعة لأبنائهم منذ الصغر نحو اكتساب القيم الاجتماعية والمهارات والخبرات الحياتية المطلوبة لمجال العمل الحر.
 وقالت الدراسة التى أعدها 8 من أساتذة المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية وهم عادل سلطان، آمال هلال، وعبير صالح، ومحاسن عمرو، وعيشة خليل، ومها عبدالمجيد، وعبدالرحمن عبدالعال، ومروة نظير، وتحت إشراف الدكتورة وفاء مرقس يمكن تفعيل دور الآباء والأمهات لتشجيع أبنائهم نحو العمل الحر من خلال أساليب الاتصال الشخصى عبر الندوات والدورات التدريبية وورش العمل ذات الصلة بمجالات تنمية التفكير الإبداعى والتفكير الناقد فضلا عن حملات التوعية الإعلامية الموجهة عبر وسائل الإعلام بهدف التصورات الخاطئة والصور الذهنية النمطية السالبة ذات الصلة بممارسة العمل الحر.
 نتائج الدراسة كشفت أيضا عن دور الأصدقاء والرفقاء فى التشجيع على العمل الحر والذى لا يقل بأى حال من الأحوال عن دور الأسرة.
 كما كشفت عن القصور الكبير فى دور التعليم المصرى فى التشجيع على العمل الحر، فشبابنا يحتاج إلى أن يتعلق بموضوع العمل الحر وإكسابهم المهارات الحياتية التى يحتاجون إليها وتنمية القيم الإيجابية المطلوبة للنجاح فى مجال العمل الحر مثل الاستقلالية والمخاطرة.
 ولحل هذه المشكلة كان لا بد من إصلاح التعليم ليكون قادرًا على بناء الشخصية وترسيخ القدرات الابتكارية وربطها بسوق العمل وضرورة إلزام الجامعات بتقديم فرص تدريب صيفى للشباب فى مختلف التخصصات لتعريفهم بمتطلبات سوق العمل.
 وقالت الدراسة إن تشجيع الشباب وإعدادهم لسوق العمل بما فى ذلك مجالات العمل الحر يحتاج إلى تبنى توجهات جديدة وحلول أكثر عملية ومرونة فى التعامل من خلال أفكار ومقترحات مخالفة لما هو متعارف عليه الآن وذلك لإعداد الشباب لسوق العمل عن طريق التحول من التأهيل المهنى المبنى على احتياجات السوق إلى التأهيل المهنى المبنى على احتياجات المجتمع والتخطيط الجماعى لموضوع العمل بحيث تعمل سوق العمل نفسها على استيعاب قوى العمل الموجودة، وتطوير مرافقها وأدواتها المختلفة بما يناسب فكرة استيعابها دون وضع شروط تعجيزية تمنع دخول الشباب إلى سوق العمل.
 ويتطلب ما سبق – كما قالت الدراسة – الاعتماد على عدة أطراف أهمها المراكز الأكاديمية ممثلة فى الجامعات والمعاهد والمؤسسات التعليمية والبحثية بالتعاون مع المنشآت الاقتصادية ومؤسسات المجتمع المدنى للوصول إلى أحسن النتائج فى هذا الصدد ولابد من تحقيق مجموعة من المعايير أهمها تأهيل سوق العمل لاستيعاب الشباب من خلال تطوير البنية التحتية والهياكل والتشريعات اللازمة لذلك وقيام المؤسسات التعليمية والبحثية المعنية بإجراء الدراسات اللازمة لتطوير كل من الشباب من ناحية وسوق العمل من ناحية أخرى لتحقيق التكامل بينهما.
وطالبت الدراسة بضرورة قيام الإعلام بإعداد رسائل تتضمن المعلومات المطلوبة لدى قطاع الشباب فى موضوع العمل الحر ومراجعة القيم السلبية التى يقوم ببثها الإعلام مثل (الشطارة) والفهلوة باعتبارها أساليب مقبولة للحصول على فرص العمل والتى تبثها الرسائل الإعلامية وتسهم فى تكوين ردود فعل سلبية تعوق من تشجيع الشباب على العمل الحر.
الدراسة أظهرت هذه النتائج من خلال عدة أسئلة طرحتها على أكثر من ثلاثة آلاف شاب وفتاة أعمارهم ما بين18إلى 35 عامًا فى محافظات القاهرة والمنوفية ودمياط والفيوم والشرقية وبورسعيد وقنا والمنيا.
سألت الدراسة هؤلاء الشباب عن رأيهم فى مجالات العمل الحر 80 ٪ قالوا محلات تجارية وورش فنية وجاء بعد ذلك سنترال ومركز صيانة خدمات وسايبر وكافيه وسائق تاكسى وميكروباص وتوك توك وأكشاك بيع ومكاتب استشارية والقيام بعمل يدر دخلاً من البيت.
وسألت الدراسة عن أسباب تفضيل الشباب للعمل الحر 31.5 ٪ قال لأن البطالة كبيرة فى المجتمع، و22.6 ٪ قال لأن مرتبات الحكومة ضعيفة والباقى قال لأنه يحقق دخلاً كبيرًا ومستوى معيشة أفضل.
سألت الدراسة عن أسباب ابتعاد الشباب عن العمل الحر، الغالبية العظمى كانت إجاباتهم الخوف من الفشل والشعور بعدم الاستقرار وثقافة المجتمع السلبية لبعض الأعمال الحرة ثم جاءت أسباب أخرى بنسب ضئيلة جدًا وهى عدم وجود تأمينات اجتماعية وعدم توفير التمويل اللازم وعدم توفير الخبرة والتأهيل الكافى ونظرة المجتمع السلبية لبعض الأعمال الحرة.
 وسألت الدراسة عن دور الأسرة فى تشجيع أبنائها العمل الحر؟ كانت الإجابة أن 82 % من أسباب تشجيع الشباب للعمل الحر يأتى من خلال الأسرة وذلك من خلال تشجيع الأبناء على اكتساب المهارات وحثهم على العمل الحر ومساعدتهم فى تمويل المشروع وتعليم الأبناء حب الحاضر و الاستقلال.
الدراسة سألت أيضا عن الأسرة وتشجيع الأبناء على العمل الحر أم العمل الحكومى قال 69 % من الشباب إن أسرهم تمجد لهم العمل فى الحكومة وقال 44 % إن أسرهم تعمل على تخويفهم من مخاطر العمل الحر وقال 15 % إن أسرهم لا تهتم بعملهم.
 وانتقلت الدراسة بعد ذلك إلى دور الحكومة والجمعيات الأهلية فى دعم ثقافة العمل الحر لدى الشباب، وكشفت الدراسة عن وجود انخفاض كبير لدى الشباب بالمعرفة بجهات تشجيع العمل الحر حيث قال 23.7 % فقط من الشباب إنهم يعلمون بهذه الجهات.
 وأكدت الدراسة على محدودية الجهود التى تضطلع بها الحكومة فى تشجيع الشباب على العمل الحر حيث أكد 70 % من الشباب أن الحكومة لا تقيم أى جهد.
كما كشفت الدراسة عن القصور الشديد فى الدور التنموى للجمعيات الأهلية حيث لا تزال الكثير منها بلا فاعلية حقيقية على الصعيد الاهتمامى، حيث أكد 51 % من الشباب على عدم معرفتهم بهذه الجمعيات وأكد 31.7 % منهم بأنها لا تقوم بأية جهود لتشجيعهم على العمل الحر.
 الدراسة خصصت جزءًا منها فى التنبؤ بالتحاق الشباب بالعمل الحر من خلال استخدام نموذج يعرفه الباحثون والمتخصصون فى إجراء البحوث وهو نموذج (البروبيت) الذى يسمح بتقدير قيمة  احتمالية التنبؤ، وانتهت إلى التنبؤ باتجاه الذكور إلى العمل الحر أكثر من النساء لأن العرف العام تقع على عاتق معظم الذكور أعباء اقتصادية واجتماعية سواء المتعلقة بالإعداد للزواج أو إعالة الأسرة كليا أو جزئيا وهو ما يمنعهم من الانتظار فى صفوف العاطلين فى انتظار الوظيفة الحكومية.
أما الإناث فمعظمهن يك ن لديهن فرصة أكبر فى الانتظار والتى قد تنتهى بالزواج، وعندها تتجه غالبية الإناث اللواتى لم يتحصلن على فرصة بالقطاع العام إلى الخروج من سوق العمل.
 كما يعوق المرأة على وجه الخصوص عدد ساعات العمل الأطول فى العمل الحر وعدم وجود إجازات تثقل عبء المسئولية، هذا بالإضافة إلى الصورة المجتمعية غير المشجعة للعمل الحر خاصة للإناث، وتنبه الدراسة إلى اتجاه الشباب بالريف للعمل الحر أكثر من المدينة لأن الريف به أكبر نسبة من الشباب الأقل تعليما وأقل مستوى معيشة مع ارتفاع نسب البطالة وهو ما لا يجعل لديهم أى جدوى من الانتظار فى صفوف العاطلين بغية الحصول على وظيفة حكومية وبذلك يقدمون على محاولة لخلق فرص عمل عن طريق العمل لحسابهم الخاص أو لدى آخرين.
 وفى النهاية أكدت الدراسة على أنه إذا كانت هناك أسباب ومعوقات تجاه الشباب نحو العمل الحر فإن هناك أسبابًا مهمة خاصة بالشباب هى التى تؤدى إلى النجاح فى العمل الحر وهى بالترتيب الخبرة فى العمل الذى يعمل فيه، ورأس المال الجيد، والطموح المادى، وعلاقاته بمن يعمل معهم فى السوق، وتوفير دراسات الجدوى، والصبر، وعدم التسرع، والثقة فى النفس، والاستعداد للمخاطر، وتوفير العمالة الماهرة.>