الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الروائية سلوى بكر: لو عملنا «عجين الفلاحة» لن نُرضى المثقّفين

الروائية سلوى بكر: لو عملنا «عجين الفلاحة» لن نُرضى المثقّفين
الروائية سلوى بكر: لو عملنا «عجين الفلاحة» لن نُرضى المثقّفين


نلتقى هذه المرة الروائية والكاتبة والناقدة المصرية سلوى بكر، إحدى عضوات اللجنة الثقافية المنظمة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، نستعرض معها أبرز الفعاليات التى تم الاتفاق على تقديمها خلال الدورة الذهبية القادمة للمعرض وهى ترى أن معرض الكتاب «فعالية بالغة الأهمية» لما يُحققه من «تفاعل ثقافى بين الثقافتين العربية والعالمية» وما يكفله من «عدل ثقافى عبر إتاحة الحصول على الكتاب بأقل الإمكانيات».
 أمّا  أهمّ ما يميّز معرض القاهرة للكتاب بحسب بكر فهو «قوّة التظاهرة» عبر «الحشود الهائلة للزائرين» ،وهو الأمر الذى تفتقده أعتى التظاهرات الثقافية فى دول الخليج مثلا.
وأخيرا تتفاءل سلوى بكر كروائية وناقدة بالكتاب الأدبى فى مصر ويلفتها أنه فى ازدهار ونجاح، سواء الكتاب القصصى أو الروائى،وسبب ذلك فى وجهة نظرها أن «قنوات التعبير السياسى ضيّقة فى مصر والوطن العربى فأصبحت الروايات هى منافذ التعبير الآمنة والمبدعة والناقلة لكل وجهات النظر».
فإلى نصّ الحوار:
 اطلعينا على آخر التحضيرات فى اللجنة الثقافية لمعرض القاهرة الدولى للكتاب؟
- تُعدّ اللجنة برنامجًا يُعطى أولوية للكيف لا الكمّ. لن يكون الاهتمام بعدد الفعاليات والأنشطة بقدر القيمة الثقافية لهذه الفعالية أو تلك. لهذا نتّجه إلى تقليل عدد الندوات، ماعدا الندوات الرئيسية والمركزية الخاصة بمحاور المعرض. كما سيختفى «الوجهاء» الذين اعتدنا رؤيتهم مدعوّين إلى الندوات الكُبرى، فى مقابل الاهتمام بدعوة وتمثيل شخصيات عالمية ستشارك لأول مرة فى معرض القاهرة للكتاب. سيزورنا كتّاب مرموقون من أمريكا اللاتينية وأوروبا وأمريكا وآسيا، سأترك إعلان الأسماء إلى حين التأكّد من قبول الدعوات جميعها وترتيبات الزيارة. لكن حتى الآن تأكّدت مشاركة الكاتب الصينى الكبير «مو يان» حائز نوبل. والجدير بالذكر أنه لأوّل مرّة ستشهد الدورة المقبلة دعوة كتّاب من أفريقيا. فى السابق كان تتم دعوة كتاب شمال أفريقيا على أساس أنهم يمثلون أفريقيا ككل، بينما معرض الكتاب فى دورته الخمسين يستهدف قوى ثقافية من جميع أنحاء العالم.
 ما  محاور الندوات إذن؟
- تم الانتهاء من إعداد 13 ندوة، تحت مُسمى «ندوات التراث الحضارى» وستخصص لمناقشة الكتب من إصدارات الهيئة العامة للكتاب، ومن العناوين: «الجبر والمقابلة للخوارزمى»، «نصوص من كتاب المتين»، «جامع التواريخ»، «الاستبرق»، «رحلة ابن بطوطة»، «عيون الحكمة لابن سينا»، «الموسيقى لابن المنجم». وأنا مسئولة عن تنظيم هذه السلسلة من الندوات التى تستضيف عددًا من الباحثين.
 كان لافتا هذا العام كثرة فروع اللجان المنظمة للمعرض ،وبالتالى كثرة أعداد أعضائها، ما الغاية من هذه الوفرة، وما قولك إن هيئة الكتاب تُجامل بعض الكتّاب والعاملين معها؟
- الانتقادات ستظل موجودة لإدارة المعرض واللجان حتى لو عملنا «عجين الفلاحة»، هذه طبيعة المثقفين، ولكن أنا شخصيًا أرى أن توسيع عدد أعضاء اللجان سيساعد على الاستماع إلى آراء مختلفة وعديدة، بهدف الوصول إلى أفضل المقترحات والآراء. فضلًا عن أن الأعضاء هم كوكبة من المثقفين لهم خبراتهم المفيدة جدًا فى هذا المجال. أعرف ماذا تقصدين بسؤالك، الهجوم على شوكت المصرى بوصفه المتحكّم والقائم على كل شىء فى إدارة المعرض غير صحيح بالمرة، فالمصرى دوره ينحصر فقط فى التنسيق بين أطراف اللجان. تشكيل اللجان جاء بشكل محايد وممثل لكل أطراف الإبداع المصرى من كتّاب وشعراء وإعلاميين، الكبار منهم والشباب. تشكيل اللجان جاء من دون قواعد أو شروط، وفى النهاية العبرة بالإنتاج.
 ضمن اللجان هناك لجنة للطفل.. هل تنشد هيئة الكتاب إقامة معرض مستقلّ للطفل فى المستقبل؟
- أتمنى ألا يكون هناك معرض للطفل، ليس لدينا إنتاج يليق بالطفل، كما هو بالخارج. هناك معرض بولونيا الدولى لكتب الأطفال، الذى يتم الإعداد له من قبل متخصّصين فى الكتابة والرسم لكتب الأطفال، بالإضافة إلى دور نشر نشيطة للأطفال. أما هنا عندنا فـ «كلّ من هبّ ودبّ» يكتب للطفل، لذلك لا يجب أن نفكّر فى إقامة معرض لكتاب الطفل قبل أن يكون لدينا إنتاج يليق بمعرض خاص. فى الخمسينيات والستينات كانت هناك سلسلة «المكتبة الخضراء» و «مجلة سندباد» ومكتبة الأسرة، لو عادت هذه المشاريع القومية مرّة أخرى، وقتها يحق لنا أن نفخر بأدب مصرى للطفل.
هل سيستعيد معرض الكتاب فى دورته الذهبية مجد مكتبة الأسرة؟
- مكتبة الأسرة مشروع عظيم؛ ويحقق «العدالة الثقافية»؛ وأتمنى عودة مكتبة الأسرة تحت أى مسمى، بعد عمل التلقيح والتطوير والإضافة اللازمة، وحتى يكون أكثر انفتاحًا على الفكر، ما زال هناك أعمال فكرية لم تقدّم بمكتبة الأسرة.  
 وما  الأمور الجديدة التى تعهدت بها اللجنة الثقافية لمعرض الكتاب المقبل، أو أخطاء الدورات السابقة التى ستحيد عنها؟
- لأوّل مرّة سيكون الاهتمام بالمثقفين الشباب وسيحتلون منصّة الندوات، خلال الأعوام السابقة اعتدنا رؤية نفس الوجوه من 30 عامًا، من أيام الدكتور سمير سرحان، هؤلاء ليس لديهم الجديدالذى  يقدمونه للجمهور.
 هل من اختصاصات اللجنة الثقافية مراجعة ومراقبة الكتب التى ستعرض بالمعرض؟
- لا، لأننا فى اللجنة نرفض فكرة مصادرة الكتب، ونعمل على مواجهة الفكر بالفكر، الأفكار تناهضها أفكار، ونحن على ثقة بالجمهور الذى يستطيع التفريق بين الغث والثمين.
 وكيف تُقيّمين دور مصر الثقافى فى ظل المتغيرات السياسية؟
- مصر دائما صاحبة «زخم ثقافى»، لأن أغنى ما فيها القوّة البشرية، والثقافة فى مصر فاعلة ومنتجة، بالرغم من أن الأضواء لا تُسلّط على الثقافة، لكن تظل الثقافة المصرية مزدهرة. هناك العديد من الأعمال الإبداعية الجيّدة، وكمّ كبير من الفاعليات الثقافية المهمّة، هناك إنتاج ضخم فى النشر، مشكلة الثقافة فى مصر هى التعليم، لقد طالبت أكثر من مرة بضرورة دمج وزارة التعليم بالثقافة ومحو الأمية فى وزارة واحدة، لأنه طالما ظل المثقف بعيدًا عن المؤسسة التعليمية فلا أمل للثقافة والتعليم. لقد ازدهرت الثقافة المصرية وقت أن كان المثقفون يعملون بالجهات والهيئات التعليمية مثل فوزى سليمان الناقد السينمائى الذى كان مدرسًا للتاريخ، يُعلّم تلاميذه قيمة الفن بالسينما، وهناك الكاتب محمد فريد أبو حديد الذى كان يعمل بأحد الهيئات التعليمية. سوف تستمرّ أزمة الثقافة لو ظلت بعيدة عن السياسات التعليمية، وتخريج تلاميذ بعيدون كل البعد عن الثقافة.