الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عميل بـ«المخابرات الأمريكية» يستغيث من جحيم سجون نيويورك!

عميل بـ«المخابرات الأمريكية» يستغيث من جحيم سجون نيويورك!
عميل بـ«المخابرات الأمريكية» يستغيث من جحيم سجون نيويورك!


أثارت تسريبات كان قد نشرها موقع «ويكيليكس» لـ«وكالة الاستخبارات المركزية» (CIA) ضجة كبيرة، نتيجة لاحتوائها على معلومات سرية وحساسة جدّا. واُتهم «جوشوا شولت»، وهو موظف سابق فى (CIA) منذ عام، بتسريب الملفات السرية إلى الموقع. وهى الملفات التى اشتهرت باسم «Vault 7».
«Vault 7»، أو «السرداب 7»، تضمنت قرابة تسعة آلاف ملف من «مركز الاستخبارات الإلكترونية»، التابع لـ«وكالة الاستخبارات المركزية»، كشفت عن عمليات المراقبة الإلكترونية التى تقوم بها الوكالة التجسسية على مواقع الإنترنت، وقدرات الوكالة على اختراق أجهزة التلفاز الذكية، وأنظمة تشغيل معظم الهواتف الذكية، وغيرها من عمليات تخص الحرب السيبرانية، نفذت جميعها منذ عام 2013، إلى 2016. ولكن التسريبات نشرت لأول مرة على الموقع، بداية من 7 مارس 2017.
ويقال إن مركز  إصلاحية «متروبوليتان»، بولاية (نيويورك) المشهور بسوء السمعة، نتيجة الظروف القاسية والوحشية التى تُفرض على السجناء، وضع «شولت» فى الحبس الانفرادى..حيث يفتقر الضوء الطبيعى، والهواء النقى. ولم يسمح المسئولون له، بالاتصال بمحاميه، أو الدفاع عن نفسه.
«شولت» قد اتهم فى 18 يونيو الماضى، بارتكاب ثلاث عشرة جريمة، شملت مزاعم انتهاك قانون التجسس، بسرقة معلومات سرية من (CIA). إلى جانب اتهامات سابقة باستغلال الأطفال جنسيّا فى مواد إباحية، وجدها مكتب التحقيقات الفيدرالى (FBI) على جهاز الكمبيوتر الخاص به.
ولكن فى 28 أكتوبر الماضى، بعث المتهم رسالة إلى القاضى «بول كروتى» بخط يده. كتب فيها: «أكتب إليكم، لأننى لم أتمكن من الاتصال بمحامى، أو مراجعة التهم الموجهة إلىّ قبل محاكمتى، أو حتى أحضر أيّا من محاكماتى بأى صفة، طوال شهر أكتوبر بأكمله..هذا أمر مهين، وغير دستورى، لذا أكتب إليكم لإغاثتى»،مؤكدًا أنه استطاع الكتابة، بعد أن اقترض قلمًا من أحد المساعدين الطبيين، لأنهم يمنعون داخل السجن، استخدام الأقلام، والطوابع، حتى لا يتمكن السجناء من الكتابة.
كما سرد ما حصل معه، فقال: «إن الحراس- فى الأول من أكتوبر- اتصلوا بى من أجل زيارة قانونية. وبعدما وصلت، أُبلغت بأننى سيتم وضعى فى «صندوق»، بينما يحقق المسئولون معى فى أمر ما. ورفضوا تقديم أى تفاصيل. ثم فوجئت بأننى تم نقلى بالأغلال إلى جناح «9-South»، التابع لمركز إصلاحية «متروبوليتان». مؤكدًا أنه قدم عدة طلبات من أجل الإجراءات القانونية، أو مراجعة التهم الموجهة إليه، أو حتى التحدث مع محاميه. لكن جميعها قوبل بالرفض.
«شولت» وصف حالته، وشكل أيامه، بأنه كان دائمًا يسمع زملاءه، الذين وصفهم بالعبيد، بأنهم كانوا يصرخون، ويخبطون، ويخربشون فى الأقفاص فى محاولة منهم لتلبية احتياجاتهم الأساسية، معتبرًا نفسه محظوظًا، لأنه كان قادرًا على الأكل، ومؤكدًا أنه يفضل أن يكون سجينًا فى (كوريا الشمالية) عن حبسه فى هذا الجحيم. فقال: «لقد شاهدت الرجال يتم جرهم من أقفاصهم، ويتعرضون للضرب والإهانة..وأماكن الاستحمام مليئة بالروث، إذ تغادر أقذر مما كنت عليه عندما دخلت، كما أن الأقفاص يتم ملؤها بالماء المثلج، حيث إننا نتعرض للبرد الشديد، دون بطانيات، أو قمصان طويلة الأكمام. والأضواء لا يمكن التحكم فيها، والتى كانت دائمًا تحرمنا من النوم، كما حرمنا من قراءة الكتب، وأجهزة الراديو، والدفاتر، لأننا مجبرون على عدم فعل أى شىء حرفيّا، وهم يعذبوننا فى أقفاصنا».
وفيما يخص قضيته، فقال: شكوكى، هى أن الحكومة الأمريكية ترتكتب «جريمة»، أو «انتهاكًا جديدًا» لعرقلة العدالة، وهى عدم دفاعى عن نفسى». ثم طلب من القاضى ضرورة فحص المستندات فى قضيته، لمعرفة كيف يُزعم أن الحكومة الأمريكية، ارتكبت خطأً لإبقائه فى الحبس!!
ومع ذلك، أصر «شولت» أنه فى نهاية يونيو، كان قادرًا على إثبات براءته بكفالة، فى رسالة أخرى، كان قد كتبها للقاضى، مؤلفة من 137 صفحة. وقال: «هذه هى قصة تحقيق فاشل. والبحث عن «كبش فداء»، لإخفاء عدم كفاءة الحكومة الأمريكية»..للأسف، لا توجد حالة إثبات واحدة لاتهامى باستغلال الأطفال فى مواد إباحية. ولا توجد أيضًا أى قضية أمنية وطنية قمت بها..هناك فقط رجل برىء خدم بلاده وعوقب على نحو خاطئ».
ودافع المتهم عن نفسه، بأن ما لا يقل عن 20 شخصًا، كانوا قادرين على الوصول إلى المعلومات، التى زُعم أنه سربها إلى موقع «ويكيليكس». ولكنّ المحققين أصروا - فى المقابل- على أن ثلاثة أشخاص فقط هم من لهم صلاحية الوصول إلى تلك البيانات.
«شولت» قضى عدة سنوات فى «وكالة الاستخبارات المركزية» (CIA)، وهو على دراية بالمعلومات الحساسة، التى لا تريد الحكومة الأمريكية له، أو لمحاميه بالتحدث عنها، أمام هيئة المحلفين فى المحكمة. وبصرف النظر عما إذا كان بريئًا أم لا، فإن معاملته تشبه الطريقة، التى تتعامل بها حكومة (الولايات المتحدة) مع الآخرين بتهمة التسريب.