السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

درس خصوصى لوزير التعليم!

درس خصوصى لوزير التعليم!
درس خصوصى لوزير التعليم!


يا عينى على حضرة المدرس الذى كرمناه بالشعر.. ورفعناه لمرتبة القديسين والأولياء الصالحين.. وأقمنا له الاحتفالات والأعياد.. يا عينى عليه وقد تحول على أيامنا إلى واحد من المطاريد.. المحكوم عليهم بالتجريس والفضيحة بجلاجل.. وقد صار التدريس مهنة سيئة السمعة.. وأصبح المدرس كما النشال.. مطلوبا القبض عليه.. وقد استباح الجميع سمعته وأصبح ملطشة حقيقية.. ومجالا للسخرية فى البيوت والنوادى والمقاهى والتجمعات المختلفة.. وفوق البيعة صار مستباحا من رسامى الكاريكاتير وكتاب الفكاهة والمسخرة..!

الخيبة أن المدرس لا يدرس للتلاميذ فقط واحد زائد واحد.. أو يشرح لهم معادلة كيميائية جامدة.. الصحيح أنه يعلمهم الأخلاق والضمير والحق والخير والجمال وحب الوطن.
المدرس يتعامل مع أنبل ما فى فلذات القلوب.. يتعامل مع الضمائر قبل العقول.. يغرس فيها مبادئ الفضيلة والانتماء.. فكيف إذن للمدرس.. المعلم المربى.. كيف يمكن أن يعلم التلاميذ ونحن نخوض الحملات القاسية لتشويه سمعته.. وقد دفنا الرءوس فى الرمال.. وتصور البعض منا لكثرة الإلحاح.. أن المدرس هو المتهم رقم واحد.. والمسئول الحقيقى عن تدهور أحوال التعليم فى مصر المحروسة..!
بوضوح وصراحة.. المدرس ليس مسئولا عن حالة التكدس فى الفصول.. وليس مسئولا عن حشو المناهج.. وليس المسئول عن اختيار الكتاب المدرسى.. وليس المسئول عن السباق الرهيب والمرعب.. وهناك حالة من التكالب على المجاميع الزائفة.. التى تزيد على مائة فى المائة..!
وبوضوح أكثر.. فإن الوزير شخصيا ليس المسئول أيضا.. لأنه ينفذ سياسات محددة.. موضوعة سلفا.. وعنده ميزانيات محدودة.. والمطلوب الآن إعادة النظر إليها والتعامل معها بأسلوب جديد.. وهناك تراكمات عديدة وأوجه قصور شابت العملية التعليمية عبر سنوات طويلة.. والمطلوب الآن تغييرها.
كان الله فى عون وزير التعليم.. وفى رقبته أكثر من مليون مدرس.. هو المسئول الأوحد عن إنصافهم والدفاع عنهم فى مواجهة الحملة المركزة ضدهم.
وما الدروس الخصوصية.. ومراكز التدريس العامة والخاصة.. إلا محاولات واجتهادات لترقيع الوجه التعليمى الملىء بالبثور والثغرات.. وقد حاول البعض إنشاء تلك المراكز بهدف واحد وحيد.. هو مواجهة فاتورة الدروس الخصوصية.. فإذا بالحكومة تكشر عن أنيابها وتتعامل مع هذه المراكز كما لو كانت أوكارا للخارجين عن القانون. دون أن تكلف خاطرها فتطالب محطات التليفزيون الكثيرة بتخصيص بعض القنوات لبث الدروس مجانا للتلاميذ فى البيوت.. ولكن ماذا نفعل وقد تحول التليفزيون إلى تاجر شاطر يخصص قنواته للإعلان عن تجار الدواء وعصابات الجمعيات الأهلية لسحب آخر جنيه من جيوب الغلابة..!
إننا نحتاج إلى إعادة ترتيب البيت التعليمى.. ويا ريت ونحن نعيد الترتيب.. أن نضع فى الاعتبار حضرة المدرس.. المربى الفاضل.. رب الأسرة الذى يعانى مرتبه من أنيميا حادة.. ولا يكاد ينافس مرتبات زملائه فى وزارات التموين والضرائب والكهرباء.. ومع هذا نطالبه بالتفانى والالتزام.. ويا داهية دقى لو ضبط متلبسا بإعطاء درس خصوصى.. أو عمل فى أحد مراكز التدريس.. مع أن وراءه كوم عيال.. يأكلون ويشربون ويركبون المواصلات.. ويحتاجون دروسا خصوصية..!>