السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

احتفالات أكتوبر الغائبة..!

احتفالات أكتوبر الغائبة..!
احتفالات أكتوبر الغائبة..!


ولأنها عادتنا ولن نشتريها.. فقد مر علينا شهر أكتوبر مرور الكرام دون أن نتوقف لنحتفل بما يليق.. فى ذكرى أعظم انتصار وطنى فى العصر الحديث.. وطوال الخمس والأربعين سنة الماضية تكررت نفس الاحتفالات الباهتة.. أغانٍ وطنية من النوع المسلوق.. أوبريت ساذج ننساه بعد خمس دقائق من مشاهدته.. استعراض مسطح يروى قصة الانتصار.. تمت إذاعة أفلام أكتوبر المقررة وعددها أربعة أفلام بالضبط.. انتهت الاحتفالات والعاقبة عندكم فى المسرات..!

مع أن الخواجة يحتفى ويحتفل بانتصارات وانكسارات الحربين العالميتين الأولى والثانية عبر العشرات من الأفلام.. وعندنا فى أكتوبر المئات من القصص والحكايات الدرامية تصلح لأن تكون أفلاما ومسلسلات تكسر الدنيا.. لكن المشكلة أننا تعودنا فأدمنا أن ينوب التليفزيون عنا فى الحزن والفرح.. أن يتحدث باسمنا ويرقص بدلا منا.. ويغنى بأفواهنا.. بينما نحن نشارك بالفرجة والصمت وقد تبلدت المشاعر.. وكأننا نتفرج على احتفالات من كوكب آخر..!
وفى جميع بلاد الدنيا يحتفلون بالأعياد القومية والمناسبات الوطنية فى احتفالات شعبية يشارك فيها الناس بالرقص والغناء والكرنفالات الحقيقية فى الشوارع والميادين.. يشارك فيها الجميع.. الكبير والصغير.. الرجل والست.. وهى فرصة حقيقية للسياحة والترويج والبيع والشراء والسفر الداخلى.. والحركة التى هى بركة..!
فى أمريكا يحتفلون بعيد الاستقلال فى 4 يوليو بالرقص والغناء والأكروبات والمسارح الشعبية وسيارات الورود والمباريات الودية بين المقاطعات والأحياء المختلفة.. تشعر يا أخى أن الاستقلال كان بالأمس فقط.. وهناك حالة من الفرح والانسجام والفخر تسود بين الناس جميعا.
وفى فرنسا يحتفلون بعيد الثورة فى 14 يوليو.. وتأخذ الاحتفالات شكلا رسميا.. ثم شكلا شعبيا بعد ذلك.. وتبدأ الاحتفالات بعرض عسكرى ضخم تشارك فيه وحدات الجيش المختلفة.. فى استعراض قوة حقيقى.. مع أن فرنسا فى حالة سلام دائم.. هى لا تخاصم إيطاليا جارتها.. وليست فى حالة حرب مع ألمانيا.. خصمها اللدود زمان..لكنها العادة والاستعراض والتفاخر بالجنود والقوات المسلحة الحديثة.
وبعد الاستعراض والاحتفال الرسمى.. تبدأ احتفالات الشوارع بالرقص والغناء فى الأسواق الشعبية التى تبيع الهدايا والتذكارات.. قبل أن تبدأ الألعاب النارية المميزة على أنغام الموسيقى.. وتتبارى الأحياء المختلفة فى عروضها النارية والموسيقية.. من أجل جذب جمهور الحى للمشاركة.
فى سويسرا يحتفلون بالعيد القومى فى أول أغسطس.. والذى هو مناسبة سياحية تجتذب السائحين من أرجاء الدنيا.. ويحتفلون على طريقة الموالد التى نعرفها عندنا بالرقص والغناء والأكل والشرب فى عرض الطريق.. حيث تباع الأعلام والتذكارات والبالونات والصور التذكارية.. ومع أن الزحام فوق العادة.. إلا أن هناك حالة من التسامح بين الجميع.. ولا نلمح رجل بوليس واحدا وسط الاحتفالات مع أنهم موجودون بكثرة.. ولا يظهرون سوى فى الوقت المناسب.. والوحدة السويسرية بالمناسبة تحققت منذ 700 سنة ولايزالون يحتفلون بها حتى الآن.. وبنفس الحماس!
الأحوال عندنا تختلف.. وقد نسينا شكل الاحتفالات الشعبية فى المناسبات المختلفة.. وقد اختلفنا حول تلك المناسبات كما هى عادتنا فى الاختلاف حول كل شىء.. مع أنه ليس غير المناسبات القومية.. تلم الشمل وتوحد الأمة وتربط ما بين المشاعر.. بشرط أن تخلص النوايا ويشارك فيها الجميع.
دعونا نتفق أولا حول أعيادنا القومية.. تحديدا حول 25 يناير و30 يونيو و23 يوليو و6 أكتوبر.. لأن هناك من البهوات من لا يعترف بها من الأصل.. هى عادتنا ولن نشتريها..!>