تطبيقات التنمية المستدامة

كثير من المصريين لا يعرفون المعنى الحقيقى للتنمية المستدامة.. هذا الشعار الذى تسعى إليه دول العالم بعد أن أطلقته الأمم المتحدة فى المرحلة الراهنة والقادمة بهدف تحقيق أقصى استفادة من الموارد الطبيعية مع إتاحتها للأجيال القادمة واستغلال التقدم التكنولوچى والبحث العلمى فى النهوض بالتعليم والصحة والعمل ومواجهة الفقر ومن أجل ذلك تم وضع 17 هدفا لتحقيق التنمية المستدامة.. وسعت مصر فى إطار تلك المنظومة إلى إطلاق الاستراتيچية الوطنية للتنيمة  المستدامة 2030 لحسن استغلال  الموارد الطبيعية والبشرية والسعى لتطبيق أهداف الأمم المتحدة  من خلال مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدنى.
فى الواقع العملى يمكن أن تصطدم الاستراتيجية الوطنية بتحديات كثيرة فى التنفيذ، وإلى أن يتم تدارك ومواجهة تلك التحديات يجب أن يمارس كل مصرى آليات التنمية المستدامة فى حياته اليومية وذلك شىء ليس جديداً أو صعباً، لأن الحضارة المصرية قامت على التنمية المستدامة فمنذ  عهود فى الريف المصرى كان يتم استخدام روث البهائم كسماد عضوى وأيضا يستخدم كوقود حيوى فى الأفران، وكان هذا الوقود بالمصطلح الشعبى يسمى «الجلة» ويتم استخدام جريد النخل فى صناعة الأقفاص والأخشاب الرقيقة وكانت الفلاحة المصرية تستفيد من كل المخلفات الزراعية والحيوانية فى بيتها البسيط.. كذلك فى المدينة كانت المرأة المصرية تستفيد من كل الموارد المتاحة فتجمع بواقى قطع الصابون للاستفادة منها فى غسيل الملابس وكانت تستخدم مياه الغسيل فى تنظيف الأرضيات وتحول الملابس القديمة لقصاصات يتم غزلها لتصنع منها سجادة زاهية الألوان وعشرات الأعمال التى توفر فى ميزانية الأسرة وتعلى من قيمة الموارد.. والأعمال والحرف اليدوية التى اشتهرت بها كل محافظة فى مصر ما هى إلا تجسيد للتنمية المستدامة وأيضا الصناعات التراثية البسيطة كصناعة الفخار أو الأرابيسك وتشكيل الزجاج ما هى إلا صورة من التنمية المستدامة.
فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ما أحوجنا  إلى تراثنا الجميل للحفاظ والاستفادة من كل الموارد وتعريف المواطنين بالنصائح المناسبة لهذا العصر من خلال برامج التليفزيون والإذاعة و مواقع التواصل الاجتماعى ومن خلال الجمعيات الأهلية التى تستطيع أن تتواجد وتتفاعل بين مختلف طبقات المجتمع لتحقيق التنمية المستدامة. 