السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وضع مخزى ليس مستورا

وضع مخزى ليس مستورا
وضع مخزى ليس مستورا


بعد تراجع وضعف النظام الإقليمى القومى العربي، ممثلا فى الجامعة العربية والقمم العربية  الدورية التى كانت لها القدرة على اتخاذ قرارات كبرى لا يخرج عليها أحد من الدول أو القادة كان القرار المدعوم من الزخم الشعبى القومى العربى فلا يستطيع أى حاكم عربى اتخاذ قرار مخالف لتلك القمم، أصاب هذا الوضع الضعف والوهن تلك المنظومة وتفكك هذا الزخم الشعبي، أصبحت كل دولة عربية تتصرف باستقلالية تامة وبمعزل عن ثوابت والتزامات النظام الإقليمى العربى المشترك، كانت البداية بالمقولة الشهيرة «99 % من أوراق وملفات المنطقة هى فى يد أمريكا» وبالتالى مقدرات كل قطر عربى فى يد الخارج وما عاد للإرادة الوطنية أو الإرادة القومية المشتركة وجود فاعل فى الحياة السياسية العربية، حدث هذا أوائل السبعينيات، وتصاعدت الفرقة بين الأخوة ويصبح الأمر ليس بغريب حين إذ أن ينتقل البعض إلى المرحلة الجديدة التى تصدمنا يوميا بتفاصيلها، مرحلة الحرب وتخريب وطننا بالوكالة لصالح دول غربية أو شرقية أو كليهما معا ليصل الأمر إلى حدود مخجلة يصل بعضها إلى حدود الإضرار بالأمة العربية والمساهمة فى تدمير هذا القطر أو ذاك، رأينا المال العربى يشترى السلاح لميليشيات الجهاديين التكفيريين البرابرة ويدرب الآلاف منهم على أيدى الاستخبارات الأجنبية المأجورة ولهذا نرى وقائع التفكك والتفتت أصابت قسما كبيرا من المجتمعات العربية وجاءت كنتاج واقعى عن عصر الهزيمة الذى تعيشه المنطقة باليمن والعراق وليبيا وسوريا حيث تُدّعم الحروب الأهلية وتجييش جهاديين مشبوهين، وتناغم وتفاهم البعض مع الكيان الصهيونى ويتفاقم البلاء ويزداد تعقيدا وخطرا، النتيجة المخزية لكل هذا هو أن يتقرر مصير دولنا من غيرنا مثل تقرير المصير السورى الذى تعقد له مؤتمرات لا يمثل فيها سوريا ولا أى دولة عربية واحدة، تعقد القمة الثلاثية «روسيا وإيران وتركيا» بطهران وماذا سوف يحدث لو كمل استقلال الأراضى السورية من السيطرة الداعشية والنصرة وغيرهما من الفصائل المأجورة المسلحة من أعداء وطننا. فى تلك اللحظة الحاسمة تلقى الولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها بكل ثقلها لمنع الجيش السورى من استرداد مدينة أدلب، آخر معاقل هؤلاء البرابرة حيث يتخذون أهل المدينة كدروع بشرية وخوفا عليهم من استخدام سوريا للأسلحة الكيميائية، وهى مسرحية مفبركة مثل ما سبقها حيث جاءت التقارير الدولية أن الحكومة السورية ليس بها أى أسلحة من هذا النوع. ماذا بعد، أسئلتنا إلى الحكام العرب عن مستقبل النظام الإقليمى العربى وجامعته العربية.. تحيا مصر.>