الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وآه يا زمن الموال

وآه يا زمن  الموال
وآه يا زمن الموال


«موال لجمال».. بهذه الكلمات بدأ الشاعر عبدالرحمن الأبنودى مديحه للرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، لثقته فى أن الشعب المصرى مرتبط بالمواويل لدرجة أنها تجرى فى عروقه، ومن ثم يستطيع أن يخطف الأذهان إليه.
بين الليل والعين أو الحزن والفرح انحصر الفن الشعبى، لكن الحزن والعتاب سيطرا على الشق الأكبر خاصة فى فترتى الثمانينيات والتسعينيات التى لم تعرفها السوشيال ميديا، إلا أنه كان فى الحقبتين ما يستحق التوثيق، إذ كانت هذه الفترة توثيقًا  وغناءً لوقائع حدثت بالفعل، وحروبًا بين المطربين وشائعات لم يعرفها سوى من يسمعون المطرب، لأن أكثرهم لم يكن يصل صيته إلى الصحافة والإعلام.

انقسم المطربون فى تلك الفترة إلى مطربى الوجه البحرى والقبلى، وكثيرًا ما تحكمت العصبيات فى الأمر، إذ كانت كُل جماعة تنتصر لابن جهتها، ومن هؤلاء على سبيل المثال وليس الحصر محمد العجوز والعربى فرحان البلبيسى ويوسف شتا والشقيقان عبدالعال وحنفى البنجاوى، بالإضافة إلى الذين عرفتهم الفضائيات بالفعل ومنهم عبدالباسط حمودة وحسن الأسمر وطارق الشيخ.
معظم هؤلاء عرف طريقه إلى الشعبية عبر سوق شرائط الكاسيت.
 محمد العجوز والممثلة الشهيرة
يُعد محمد العجوز حالة خاصة فى مطربى شرائط الكاسيت، إذ بدأت شهرته من شريطى «مشوار السنين 1،2» ثم بعد ذلك بدأت الشائعات تنطلق حول حقيقة كل شريط يصدره وأن وراءه «حكاية»، وبدأ هذا الأمر مع شريط «أشكرك»، إذ كان بائعو الشرائط يقولون إنه تقدم لخطبة فنانة شهيرة كانت حلم كل الشباب فى هذه المرحلة، وأنها طلبت مهلة للتفكير ووعدته بسرعة الرد، وأخذ هذا الصيت يتداول فى كل الأماكن التى تسمع الشريط، ثم بعد ذلك أصدر شريط «أرفضك»، ومعه أيضًا شائعة أن الفنانة الشهيرة أملت عليه شروطًا عدة منها فيللا وعربية وبودى جارد بدبابة، وعليه رد عليها المطرب محمد العجوز بشريط «أرفضك».
 «علل شوقى القناوى»
شوقى القناوى من المطربين الذين كان لهم جمهور عريض خاصة عند أهل الصعيد لأنه من مواليد قنا وكانت أشهر شرائطه «ثلاث علل»، بالإضافة إلى غناء السيرة الهلالية، واعتمد عليه الشاعر عبدالرحمن الأبنودى فى جمع السيرة الهلالية مع آخرين.
ومن أشهر أغانيه أيضًا «3 علل ح يميلوا أحسن جدع، والأهل والنسا» و «ألفين سلامات يا صاحبى» و «قالوا الودع موصوف للى انشغل باله» و«يا غرام ياما بحرك واسع»، وسبق وغنى فى فيلم «أنا الدكتور» عام 1968 مع فاطمة سرحان وخضرة محمد خضر.
 العربى فرحان البلبيسى..والشكوى لله
انطلق المطرب الشعبى والمداح والمُنشد العربى فرحان البلبيسى من محافظة الشرقية، مداحًا ومنشدًا، إلا أنه كان له لون خاص، إذ كان يربطهما دائمًا بفن الموال، فكانت شكواه دائمًا من الزمن فى الموال لله وللأولياء الصالحين ولآل البيت ومنها: «أنا رحت لمولانا سيدنا الحسن ومولانا سيدنا الحسين، قالوا يا عربى اللى انكتب على الجبين لازم تشوفه العين».
ربط الدين بالموال عند العربى فرحان، ربما يكون نابعًا   من نشأته الدينية، فكانت حتى نصائحه فى الموال تدعو للعودة إلى كلام الله ومنها ما قاله فى شريط المدائح: «ياما كان على الدنيا فتوات قبلنا بيقولوا إحنا أحسن ناس صبحوا رمايم يا خويا ويدهوسوا عليهم الناس، اسمع كلام ربنا العزيز اللى قاله لجميع الناس، وجنة الخلد هيدخلها الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس».
 خناقة على يوسف شتا
اختلف محبو الفنان يوسف شتا على أصوله، فحينما كان يشدو بكلماته عند أهل الصعيد يظنونه من بلادهم، وفى بلاد الفلاحين يتمسكون بانتسابه إليهم، وميلاده كان فى قرية أكياد دجوى بالقليوبية.
حرص «شتا» على توصيل الحكمة فى القول عبر أقواله، فبيّنَ صفات المرأة القوامة والرجل الرشيد الحكيم فى كلمته وأخذ على نفسه عهدًا بألا يقول إلا ما يؤمن به، ومن هنا أنشد «عودت نفسى غير الفن السليم ما اشيلوش‏..‏ وكلمة الخير كتبتها بالقلم ومضي‏، ‏ والهم ع اللى مضى وع اللى جاى ما اشيلوش»‏.
ركز «شتا» ريس الموال –كما لقبه محبوه- بأن يُعدد الفضائل ويدعو لها، وينصح الناس بالبُعد عما يُفرقهم عن بعضهم، مع ضرورة الحرص على مصاحبة صديق الخير، فإذا ناشد  مستمعيه بالعامية قائلًا: «يا ناس يغور الوحش»، فيصفقون له.
وحسب جريدة الأهرام فإن بداية ريس الموال كانت فى الخمسينيات، بعدما تعرف على الفنان الكبير زكريا الحجاوى، الذى اصطحبه إلى مسارح وزارة الثقافة وكان أجره وقتئذ 4 جنيهات.
وبعد أن ذاع صيت يوسف شتا بين الأقاليم، كان عليه أن يبدأ خطوة جديدة فى حياته، فذهب لتقديم طلب اعتماده فى الإذاعة، فتقابل مع المخرج عبده دياب الذى عرض عليه أن يغنى مقدمة المسلسل الإذاعى المعدية بطولة الفنان الراحل شكرى سرحان وكريمة مختار، وقام يوسف شتا كعادته بتأليف كلمات المقدمة، التى قال فيها: كفاية يازمان بزيادة معادية، خلتنى حيران مع ده ومع ديه.. كمثل غرقان مش طايل معدية، حتى صارت من أشهر الأغنيات الإذاعية. ثم توالت أعماله من خلال مسلسلات عديدة منها«مختار ورئيسة» و«ابن البلد».
وصل الفن بـ«شتا» إلى فرنسا بعدما وقف على مسرح بوف دينو أمام جمهور لايعرف لهجته، لكن ريس الموال لم يكن بحاجة إلى إجادة الفرنسية للوصول إلى قلوب شعب عاصمة النور.
 أنور العسكرى..الغناء المُجند
بدأ أنور العسكرى الغناء أثناء فترة تجنيده فى الشرطة، وكلما وجد فرحًا فى منطقة خدمته تطوع بالغناء «وهو مرتدياً بدلة الشرطة» فلقب بأنور العسكرى.
بدأ مشوار الغناء مُقلدًا لأستاذه محمد عبدالجليل، وأنور من منطقة فاطمة النبوية أحد أحياء القاهرة القديمة وكان له محل كواء وارتجل «الغناء البلدى» بدون موسيقى واستعان به المخرج المسرحى فايز حلاوة ليغنى فى مسرحية «قهوة التوتة» ثم اختُير بعد ذلك لغناء مقدمة مسلسلات.
 عبده الإسكندرانى..سجان الغرام
لقب البعض عبده الإسكندرانى بعميد الموال، ويعتبر أنور العسكرى أستاذه، وكان يتنافس حى الوايلى وأيضًا حى إمبابة على أن كل واحد منهما صانع أسطورته، باعتبار أن مولده كان فى الوايلى ونشأته الفنية بحى إمبابة.
بدأ «الإسكندرانى» حياته قارئًا للقرآن، لكنه جنح إلى فن الموال.
اعتمد على تقديم النصائح والحكمة فى كلماته ومنها «كلامنا زى الدهب غالى.. بننصح به كثير من الناس»، كما كانت انطلاقة شريط سجان الغرام نقطة فارقة معه، وعرف بمواويله التى يرددها البعض الآن وهو لا يعرف أنها للمطرب الشعبى وصاحب الموال عبده الإسكندرانى ومنها ما غناه محمد سعد فى فيلم كتكوت، وأصلها «عصفور ضعيف الجناح والدنيا غدرت بيه».
 عبدالعال وحنفى البنجاوى
ومقام الشيخ صالح
فى قرية بنجا بسوهاج نشأ عبدالعال وحنفى البنجاوى، وعُرفا بين أهل الصعيد بأغانى المباركة فى الأفراح وموال «يا حبة البن».
وكانت أغانى «حنفى» وسيلة للمزاح بينهما فكان أحدهما إذا أراد الوقيعة بين أهل العريس والعروس، يطلب منه أن يُغنى أغنية «فلاحة وعايزة تيجى البندر.. تلبس حرير وتتغندر..وقفت شويه يا ناس على الميا..شافت جمالها باين فى الضى..قالت ياخدنى وعلى البندر»، فيما كان رد الريس دائمًا من أغانى حنفى البنجاوى أيضًا فى أغنية «والله أصيلة وبنت حلال..دى تستاهل تقلها مال..شايلة مكانى ومريحانى عايشة معايا على كد الحال..والله أصيلة وبنت حلال».
شارك عبدالعال وحنفى البنجاوى فى تقديم الشيخ «صالح»، كأحد نماذج الأولياء فى محافظة سوهاج، إذ كان يقول دائمًا فى أفراحه: «مدد يا أبو صالح..نظرة ومدد»، وبعد وفاة الشيخ صالح فى 2015، حرصت عائلته على تشييع جنازته على المزمار البلدى للفنان عبدالعال البنجاوى.
وما يقوله أهالى قرية بنجا عن الشيخ صالح أنه يحفظ القرآن والإنجيل، ويمتلك 50 فدانًا يصرف من عوائدها على الفقراء.
 نعناع أبو رسلان
ارتبط محبو الفن الشعبى والمواويل بأغانى ومواويل أبورسلان ومنها النعناع التى حرص المطربون من بعده على غنائها ومنها «يا نعناع تصعب عليا يا ما تتباع يا نعناع»، وكغيره من المطربين الشعبيين سُميت شرائطه باسم المحافظة التى بها الحفلة، ومنها شريط حفلة الإسكندرية.
ومن أشهر شرائطه «فرح العمدة»، ما اشتهر بغناء السيرة الهلالية ومربعات ابن عروس.
 عتاب مجدى طلعت
 فى يونيو الماضى رحل عن عالمنا المطرب الشعبى مجدى طلعت، والذى قدم فن الموال، وكان حريصًا على أغانى العتاب، ومن أشهر أغانيه برافو، إحساس رهيب، اللى عايزنى يجينى.
وفى عام 2000 شارك فى فيلم «عليه العوض» ممثلًا ومغنيًا، وفى عام 2015 غنى فى فيلم «هز وسط البلد»، وشهرته قبل السينما كانت عبر ألبوماته الغنائية.
 ضياء والحق مش عليك
هناك مطربون للفن الشعبى والموال لم يشتهروا إلا بأغنية واحدة، ومنهم «ضياء»، الذى عرفته الجماهير بأغنية «الحق مش عليك الحق عليا أنا»، رغم أن له ألبومًا  كاملًا فى السوق وهو «قلت اللى عندى يازمن».
 شفيقة.. جربت الحب مرة
«جاى بيشكى وغلطة مين» ثنائية اشتهرت بها المطربة الشعبية شفيقة، فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى.
بدأت شفيقة مشوارها مع الغناء بمدينة «طنطا»، ومع فرقة «ليالينا» بقيادة والدها «رياض عطا»، والمؤلف «أحمد حسنى» والملحن «أمين جاد».
قدمت شفيقة ابنها «حسنى فالدز»، خلال حفلاتها وكأنها تقدمه كوريث لها، ومن أشهر أغانيها عودة المحترمين، مولد انزل يا أمين، واطلع يا أمين وكان زمان، وغلطة مين.
 مريم جمال..والجوازة الشيك
ظهرت المطربة مريم جمال بعدة ألبومات غنائية، وكانت واحدة من قليلات عملن بالفن الشعبى.
من أشهر أغانيها التى حققت لها شهرة واسعة «الجوازة الشيك».
ومن أغانيها نفسى أسامحك، وياريتك معايا، وكلمتين ووفر كلامك.