الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

التربص بالأقباط!!

التربص بالأقباط!!
التربص بالأقباط!!


 تحتل المنيا المركز الثانى فى عدد المساجد والزوايا.. وتأتى بعد الشرقية التى تحتل المركز الأول.. فى حين تراجعت القاهرة إلى المركز رقم 14 بين محافظات الجمهورية!

وفى حين أن مصر كلها بها ألفا قصر ثقافة.. فإن عدد المساجد والزوايا بها يقفز إلى 130 ألف مسجد وزاوية هى المسئولة أولاً عن حالة الاستقطاب الحادة ضد الأقباط والمرأة.. ولا تنس البرامج الدينية فى التليفزيون والراديو.. وهى البرامج التى لا تعرفها دول العالم كلها.. على اعتبار أن وظيفة الإعلام ليست الوعظ والإرشاد.. وإنما وظيفته هى صنع ضمائر الشعوب.. والتقريب بين أمزجة الشعب الواحد.. والتثقيف والمعرفة وحشد الأمة على أهداف نبيلة وقومية.
والخيبة أن التليفزيون بقنواته المختلفة.. ومنها قنوات دينية متطرفة.. مسلمة ومسيحية.. ينشر معظمها الجهل والخرافة ويشيع السلبية والتعصب ولا يكتفى.. بل يزيد عليها بتلك الفقرات العجيبة فى برامج المساء والسهرة بحشد شيوخ التليفزيون من غُلاة التطرف.. بحيث صارت عادة أن تستفتى البرامج هؤلاء المشايخ فى الصغيرة والكبيرة.. ويا سلام لو قال الشيخ آراءً غريبة أو صادمة.. تزيد من نسبة الإعلانات وترتفع شعبية المذيع!!
والغريب يا أخى أن هناك إجماعًا على أن القنوات الدينية هى المسئولة عن حالة التعصب والتطرف بالمجتمع.. ومن الواجب إغلاقها فورًا.. لأنها منابر تفرق ولا تجُمع!
رحم الله خالتى الحاجة.. التى تعرف ربنا وزارت بيت الله الحرام.. كانت دائمة الزيارة لكنيستى مارجرجس وسانت تريزا.. للدعاء والتبرك والتحية والسلام.. وكأنها كانت ترد زيارات إخوتنا الأقباط للأضرحة وأولياء الله الصالحين.. كسيدنا الحسين.. والسيد البدوى.. قبل أن تظهر قنوات وشيوخ التطرف تؤكد أن ذلك كله حرام.. وقبل أن تنتشر بدعة الزوايا فى القرى.. تحرض ضد إخوتنا فى التاريخ والوطن.. وتشيع الجهل والتعصب بين أبناء القرية الواحدة!
ويعنى إيه ذلك الاضطهاد العلنى والتهديد مسموع الصوت لإخوتنا الأقباط الممنوعين من ممارسة الشعائر بالقوة المسلحة.. وعندنا قرى كاملة يسكنها أقباط.. تعيش حالة من الفزع والرعب والهيستريا.. والمشكلة أننا نخضع للابتزاز ولأصحاب الصوت العالى.. وفى المنيا بالذات.. حوادث التطرف والتعصب زادت على الحد.. وهل تذكر ناظرة المدرسة المسيحية التى عينت فى مدرسة الأولاد.. فخرجت المظاهرات تضم التلاميذ وأولياء الأمور ضد تعيين المسيحية، فسحبت الوزارة ترشيحها وعينت الناظرة فى مدرسة البنات فتكررت مظاهرات الرفض.. على اعتبار أن تعيين المسيحية مرفوض وحرام أيضًا!
واضطهاد المرأة لا يقل عن اضطهاد الأقباط.. وخلال العام الأسود الذى سيطرت فيه الجماعات الدينية على الحكم.. لم تقدم خلاله مشروعًا للخروج من الأزمة الاقتصادية والسكانية والصحية والتعليمية.. هم لم يمتلكوا مشروعًا بحق وحقيقى.. المشروع الوحيد عندهم كان جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.. وجهودهم وأفكارهم اقتصرت فقط على النساء الناقصات «عقل ودين»!!
ولا مواخذة.. المرأة المصرية لا تحتاج لمن يعلمها الأدب واحترام نفسها وبيتها، المرأة المصرية مسئولة بحكم تجارب التاريخ عن التربية والتعليم داخل البيت، والمرأة هى التى تدافع عن التراث والحضارة والأصول والواجب والعادات والتقاليد.. وبحكم أن ثلث سيدات مصر يصرفن على بيوتهن، يفتحن البيوت ويرسلن الأولاد والبنات للمدارس.. وبعد ذلك كله يقف الشيخ على منبر الزاوية ليدعى أن المرأة حرام.. وأنه لا يجوز لها أن تتحدث فى العلم وتفتى فى أمور البيت!
والمطلوب وقفة ضد شيوخ الجهل والتطرف.. ضد الزوايا مجهولة التمويل، ضد برامج الفتوى مدفوعة الأجر.. لجر المجتمع إلى الوراء.. ضد العداء لإخوتنا فى الوطن وفى الحروب وفى التاريخ وفى الحال المائل والمصير المشترك.
وإذا كانت أوروبا قد ابتدعت القوانين التى تحرم العداء للسامية.. فلماذا لا تنص القوانين فى مصر على تجريم العداء للمسيحية.. لأنه جريمة والله أن تجاهر بالعداء والتطرف ضد إخوتك بالوطن!