الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لا عزاء لـ«سينما العيد»

لا عزاء لـ«سينما العيد»
لا عزاء لـ«سينما العيد»


يُعد الخروج إلى السينمات طقسًا مُهمّا لدَى المصريين، ولاسيما فى مواسم الأعياد، فبحُكم العُرف، أصبحت السينما مرادفًا لجملة (فسحة العيد) الذى يصادف إجازة المدارس والجامعات هذا العام، ومن الطبيعى أن يَخلق هذا الإقبال مناخًا تنافسيّا لدَى منتجى تلك الأفلام، حيث يسعون للاستحواذ على القدر الأكبر من كعكة الإيرادات بشتّى الطرُق.
 مع الأسف، فإن هذا المناخ التنافسى ليس دائمًا مناخًا صحيّا، فالقاعدة التى أثبتتها ممارسات هذا الموسم أن المتعة التى يشعر بها المشاهدون داخل قاعة السينما تُخفى خلفها حربًا صارمة، بين منتجى تلك الأعمال، بالإضافة إلى حرب من نوع آخر، داخل قاعات السينما ذاتها، التى أصبحت تتعامل مع جمهور أى فيلم على أنه صيد ثمين لا بُدَّ من (تقليبه)!!
السطور التالية تحمل مشاهدات شخصية لتجاوزات حدثت ولاتزال فى الموسم الحالى، وأغلب الظن أنها ستستمر، طالما لايوجد رقيب..
> خلافات حادة
قبل العيد بأيام أرسل «محمد رجب» لعدد من الصحفيين رسالة على تطبيق الواتس آب، تحمل دعوة لحضور العرض الخاص لفيلمه (بيكيا)، تبعها بعد ذلك بعدة أيام برسالة أخرى عن إلغاء العرض الخاص، لكن السبب الذى ساقه «رجب» يومها لم يكن مقنعًا، حيث قال إنه فضّل أن يتابع ردود أفعال جمهوره على الفيلم أولًا، لكن مصادر من داخل مكتب المنتج «أحمد السبكى»، منتج فيلمىّ (الديزل) لـ«محمد رمضان»، و(بيكيا) لـ«محمد رجب»، أكدت أن خلافًا حادّا نشب بين «رمضان» و«رجب» داخل المكتب قبل العرض الخاص بأيام، وانحاز «السبكى» للأول، مما أغضب «رجب»، فكان القرار بإلغاء العرض الخاص لفيلمه، ورُغْمَ ما ذَكره المصدر من تفاصيل حول الخلاف، وما تؤكده الشواهد، فإن «رجب» التزم الصمت، حتى نشر منذ أيام قليلة مقطعًا مصورًا على حسابه بموقع «إنستجرام»، يظهر به مستلقَى على ظهره، تبدو عليه علامات النوم مرددًا (إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا) ثم كتب شرحًا أسفل الفيديو قال فيه (كنت نايم وصحيت ربنا بعتلى صوت فى ودانى …إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، وإن شاء الله ربنا يقف جنبى، ويرفع الظلم عنّى).
> سحب الفيلم
فور استئجارها لسينما مترو فى عام 2006، قامت الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائى بتقسيمها إلى أربع قاعات، لتواكب الاتجاه الجديد الذى يفضل القاعات الصغيرة المتعددة على القاعة الكبيرة الواحدة ومن يومها أصبحت «مترو» السينما المعتمدة لعرض أفلام «السبكى» الذى بات متحكمًا فى قاعاتها الأربعة، ورُغْمَ عرض الفيلم الأجنبى (مهمة مستحيلة) فى إحدى القاعات، فإن عرض فيلم (حرب كرموز) استمر فى بعض الحفلات، وتم حجز قاعتين لفيلم (الديزل)، وهو ما جاء على حساب فيلم (بيكيا)، وقد برر القائمون على شباك التذاكر فى السينما بأن الأمر يرجع إلى حجم الإقبال الضعيف على (بيكيا) فى مقابل الإقبال الكثيف على (الديزل)، ولاسيما لجمهور حفلات منتصف الليل.. وعن ذلك يقول مخرج (بيكيا)، «محمد حمدى»: «فوجئت بخبر عدم وجود الفيلم فى السينمات رُغْمَ وجود الأفيش بها، كما وصل لى تعليقات بعض الجمهور الذين قالوا إنهم يسألون عن الفيلم ولا يجدونه فى السينمات، مما جعلنى أغضب، وأكتب (بوست) على حسابى الشخصى أنتقد فيه ظلم السبكى لفيلمى لحساب (الديزل)، لكننى اتصلت بأحمد السبكى بعد ذلك، ونفى تمامًا أن يكون قد سَحب (بيكيا) من السينمات، وليس أمامى سوى أن أصدقه، خصوصًا أنه من المستحيل أن أذهب إلى كل السينمات للتأكد من وجود الفيلم».
> رقابة غائبة
وإذا كان «السبكى» يتعامل مع السوق السينمائية بمنطق (كل نفسك قبل ماحد ياكلك) ويضحى بفيلم من إنتاجه لمصلحة فيلمه الآخر، فمن الطبيعى أن يفعل الفعلة نفسها مع أفلام أخرى ليست من إنتاجه، وهو ما يؤكده المنتج «أحمد عبدالباسط»، منتج فيلم (سوق الجمعة) الذى يحتل المركز قبل الأخير، متفوقًا على (بيكيا)، حيث يقول: «رصدنا عددًا من السينمات تمتنع عن عرض الفيلم، رُغْمَ وجود أفيش له على جدرانها، ووجود الفيلم ضمن جدول عروضها، وكل هذا يتم لصالح تشغيل فيلم (الديزل) فى أكثر من قاعة، مثل سينما مول العرب، ورينيسانس، والسينمات التابعة للشركة العربية»، وأشار إلى أنه نظرًا إلى انعدام رقابة غرفة صناعة السينما، يتم رصد تلك الحالات عن طريق شكاوَى الجمهور التى يصل بعضها إلى فريق العمل، ومن ثم يقوم هوشخصيّا بالاتصال بمدير السينما لإصلاح الوضع، وهو ماحدث مؤخرًا، حيث فتح باب الحجز للفيلم فى سينما مول العرب بمجرد اتصاله، وفى بعض الأحيان يتم اللجوء إلى الموزع للقيام باللازم.
> Under age
رُغْمَ حداثة قرار التصنيف العمرى على الأفلام فى السينما الذى تم اتخاذه فى منتصف عام 2015 فإن الجدل ظل دائرًا حول جدوَى الخطوة، وتأثيرها على حجم الإيرادات حتى اليوم، رُغْمَ أنه إجراء متبع فى كل العالم، لكن الأزمة هى عدم التزام السينمات المصرية بالقرار التزامًا صارمًا، سواء سينمات وسط البلد ومؤخرًا سينما المولات، حيث فتحت سينما مول أمريكانا بلازا بالشيخ زايد الباب لحضور أطفال صغار عرض الفيلم الأمريكى (THE MEG)بطولة جيسون ستاثام وبينجينج لى، رُغْمَ أنه مصنّف عمريّا +16، ولاحتواء الفيلم على مشاهد عنف لا يتحملها الصغار، بات من الطبيعى أن ترى مشهد خروج إحدى الأسر من منتصف العرض تطالب بثَمن التذاكر التى دفعتها لأولادها (سعر التذكرة 75 جنيهًا) لكن دون جدوَى بالتأكيد!!
>بقشيش بالقوة
منذ بداية الموسم السينمائى الحالى يشتكى الجمهور من ممارسات عديدة تتم داخل سينما كوزموس، بوسط البلد، ولعل أبرزها الإتاوة التى يفرضها البليسير (العامل المسئول عن الجلوس فى مقاعد السينما) على الجمهور، حيث لا يقل البقشيش عن 10 جنيهات، يصر البليسير على الحصول عليها، تزيد فى حالة وجود شاب وفتاة سويّا، معتمدًا فى ذلك على سلاح الإحراج، وهو الأمر الذى يتكرر أحيانًا أمام شباك التذاكر، حيث لا يسمح لك الموظف باختيار مقعدك قبل أن تجيبه على تحية الإتاوة المعروفة (كل سنة وأنت طيب) ورُغْمَ تكرار تلك الممارسات بشكل أو بآخر فى سينمات وسط البلد بشكل عام، فإن كوزموس تحديدًا (سعر التذكرة فيها يتراوح بين 30 و35 جنيهًا حسب توقيت الحفلة) هى الأكثر شهرة فى هذا الأمر، الطريف أن مدير السينما يفتح بابه للشاكين، ويعتذر لهم دائمًا مرددًا أنهم مخطئون لانصياعم لهذا الابتزاز، حيث كان يتعين عليهم الشكوى قبل الدفع، الأمر الذى يصعب تطبيقه على أرض الواقع، وتستمر الشكاوَى، وتستمر ترضية مدير السينما للشاكين دون حدوث أى تغير!!>