الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

المغيبون

المغيبون
المغيبون


يفتون كما يتنفسون، لديهم ماكينة إفتاء فى ألسنتهم لا تتوقف، ومعظمها متناقض، كل فتوى عكس الأخرى ولو كانت من شخص واحد، وجلها إن لم يكن كلها تخالف صحيح الدين.. ولا عجب إنهم السلفيون.
لا يهمهم الدين ولا صحيحه بقدر اهتمامهم بزيادة عدد تابعيهم، أو بالأحرى الهائمين خلفهم، ولذلك كل أحاديثهم تتركز حول المرأة وشئونها، فيلاحقونها فى الدنيا بالنقاب وعورة الصوت، وعورة الجمال، لكن فى الآخرة يحتكرونها لأنفسهم فقط، فيدعون أن الحور العين فى انتظارهم وفى سبيل ذلك يقتلون ويسفكون الدماء.

محمد حسين يعقوب أحد أقطاب السلفيين يصنف المرأة فى خانة الخادمة وآلة الجنس فى الدنيا والآخرة، إذ يقول: «الزوج هو السيد»، مبررًا ذلك بأنه تفسير الآية القرآنية «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها»، ثم يعود فى الحديث نفسه فيقول: «لماذا الرجل هو السيد؟ ويجيب على نفسه قائلًا: «لأنه هو الذى يصرف»، وكل جنيه تصرفه المرأة فى البيت ينتقص من رجولة الرجل بنسبة 1 %، لكنه لم يبين إلى ماذا استند فى هذا التفسير الذى لم يقل به سواه.
يضيف «يعقوب»: «الطاعة لمن أنفق»، إلا أنه يوضح موقف المرأة التى تنفق على ذاتها، لكن لم يفته أن يُشدد على الهائمين خلفه بأنه «لا يجوز للمرأة أن تبقى بلا رجل»، ولم يسأل أحد عن حكمها فى الدين، طالما أنه لا يجوز، إذا فهناك تفسير فقهى لها، لكنه لم يوجه له سؤال فى ذلك، وإن كان سيسأله أحد عن ذلك، فمعروف عن التيار السلفى أنه لا يطيق الأسئلة، ويرد شيوخ التيار على من يوجه لهم أسئلة بقولين لا ثالث لهما، الأول: إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم، والثانى: أن أحد التابعين كان يسأل كثيرًا فقال له شيخه أتعمل بكل ما تسأل عنه فقال: «لا»، فرد عليه: فلماذا تكثر من حجج الله عليك».
يحتقر «السلفى يعقوب» المرأة، ويقول إن الحور العين ونساء الجنة مختلفات فهن لا يبلن ولا يتبرزن ولا يحضن، وإذا كانت هذه الأشياء عقبة أمام فى نساء الدنيا أو أنه لا يفعل مثلها فلا أحد يعلم لماذا يتزوج هو من 4 نساء، بديهى أنهن يبلن ويتبرزن ويحضن؟!.
بعيدًا عن الزواج، وجد المتناقض السلفى يعقوب الحل والمفتاح السحرى،  حتى لا يقع الرجل فى حب المرأة، مستندًا فى ذلك إلى حديث يقول: «إذا هممت بعشق امرأة فتذكر مناتنها»، والحقيقة أنه باستشهاده بهذا الحديث قد ناقض نفسه وناقض المدرستين السلفيتين سواء «المنصورة أو الإسكندرية»، فالحديث ضعيف طبقًا لما قاله شيخه الألبانى، إذ قال عنه فى الإرواء: لم أقف على سنده، كما أن منهج السلفية أنه لا يجوز الأخذ بالأحاديث الضعيفة إلا فضائل الأعمال كالتسابيح والأدعية وغيرها، لكن فى سبيل شد الانتباه على المرأة فيجوز أن يتغاضى عن القواعد، وربما أيضًا يصبح الحديث الضعيف قويًا، والقوى ضعيفًا، فمصلحة جذب الدراويش تحكم.
أبو إسحاق الحوينى، وهو من كبار دعاة السلفية، لم يختلف كثيرًا عن «يعقوب»، فإذا كانت المرأة التى ينتظرها يعقوب فى الجنة لا تتبول ولا تحيض، فإن «الحوينى» ليلزمها بالنقاب، أفتى بأن وجهها عورة مثل فرجها، ولم يراع فتوى «يعقوب» كما قال إن النساء خلقن للجهل وأن العلم للرجال، منكرًا حق المرأة فى التعليم، ولا أحد يعلم إذا كان وصل «الحوينى» حديث خذوا شطر دينكم عن هذه «الحميراء» أى السيدة عائشة، أم لا؟، وإذا كان وصله فهل ينكره، أم له فيه رأى آخر؟.
كما أنه أفتى - ومعه يعقوب وحسان - بأن صوت المرأة عورة، إلا أنهم لم يفسروا إشادة النبى بشعر وقصائد الخنساء فى عصر صدر الإسلام، والتى بالتأكيد سمع منها أو حتى كان يُسمع منها تلقى الشعر ولو فى أسواقه.
السلفيون فى جلساتهم الخاصة لديهم أمور لا يتحدثون فيها لمن يسمونهم «العامة» وهو لفظ يُطلق على كل شخص ليس سلفيًا، ومنها أنهم لا يفضلون العلم الدنيوى، وأن من أراد طلب العلم عليه بالعلم الشرعى،  أى علوم الدين، ما بين الفقه والشريعة، والحقيقة أنهم لا ينطقون بتحريمه، بل يقولون إن العلم الشرعى ممدوح فى الدين «من يرد الله به خيرًا يفقهه فى الدين»، أم العلم الدنيوى والذى يقصدون به العلوم كافة من الطب والهندسة وغيرهما فإنه لم يُمدح ولم يُذم فى الدين، لكن العلم الشرعى له تزكية خاصة.
السلفى ياسر بُرهامى أحد من ترك العلم الدنيوى «الطب»، ليعمل بالدعوة، وآراؤه أيضًا لا تختلف عن الثلاثى «الحوينى وحسان ويعقوب»، فمن فتاويه – على سبيل المثال وليس الحصر أنه للرجل أن يترك زوجته للمغتصب إذا كان دفاعه عنها يهدد حياته، مبررًا ذلك بأن الدفاع عن النفس أهم من الدفاع عن العرض، وله فتوى أيضًا يقول فيه إن الزوجة تستحق التأديب إذا تهكمت على تناول زوجها للفياجرا.
 كما أفتى بعدم جواز تهنئة المسيحيين بأعياد الميلاد، مفسرًا ذلك بأن أسباب الاحتفال تتنافى ومعتقدات المسلمين وهو ما نفته هيئة علماء الأزهر، كما أنه أفتى فى فتوى على موقع «أنا السلفى» بعدم جواز تعليق صور بطوط وميكى فى غرف نوم الأطفال، بالإضافة إلى فتواه التى حرم فيها انحناء الأطفال فى أول الكاتة بلعبة الكاراتيه.
فتاواهم الشاذة لا حصر لها، وكل يوم عندهم جديد، وكأن ماكينة آرائهم الشاذة لا تتوقف، فليس لديهم مانع فى أن يُلبسوا الحق بالباطل وهم يعلمون، مثلما فعل محمد عبدالهادى رئيس حزب النور السابق فى محافظة الدقهلية حينما قال إن فوز السلفيين فى الانتخابات البرلمانية جاء فى القرآن، وذلك حسب الآية: «ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين».
كما أفتى فوزى السعيد، قائد التيار السلفى بالقاهرة، أن من يشكك فى عودة السابق لمنصبه يشكك فى الله، لأن «مرسي» هو «هدية من الله»، وأن من يشكك فى عودة مرسى يشك فى وجود الله لأنه هو من أتى بالمتظاهرين إلى رابعة، وأن من يشكك آثم لأن مرسى «نعمة».
وأفتى أبو إسحاق الحوينى، بأن مقاطعة الدستور أمر واجب، باعتباره -فى نظره- مليئًا بالكثير من العوار، ويجب مقاطعة التصويت عليه، وعدم الذهاب إلى اللجان نهائيًا، سواء بالرفض أو الموافقة.
كما أفتى الشيخ محمد عبدالمقصود، القيادى السلفى، بجواز حرق سيارات الشرطة، ومداهمة منازل الضباط لردعهم وهو من السلمية.
وفى أمر المرأة أيضًا، أفتى السلفى مصطفى العدوى بعدم جواز لبس الكعب العالى خارج المنزل، وجواز لبسه فقط داخل المنزل من باب التزين للزوج.