الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الغــــــيرة الحميـــــــدة

الغــــــيرة  الحميـــــــدة
الغــــــيرة الحميـــــــدة


«يا رايحين للنبى الغالى هنيئًا لكم وعقبالى»، فى هذا الوقت من كل عام، ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك، ومع بدء أهالينا وأصحابنا ومعارفنا للاستعداد  للسفر للأراضى السعودية المقدسة لأداء مناسك فريضة الحج، ينتابنى شعور غريب بالغيرة، ولا أدرى هل هذه الغيرة محمودة أم هى غيرة مذمومة.. الدكتور درداح الشاعر الأخصائى الاجتماعى قال فى أحد لقاءاته الصحفية: «إن الإنسان كتلة من المشاعر، فهو يحب ويكره، والغيرة سلوك إيجابى إذا دفعت الإنسان للتحدى والتحصيل والمنافسة الشريفة، وهى من الدوافع العظام لعمارة الأرض، وتعتبر سلبية حينما تدفع الإنسان إلى تلفيق التهم والطعن بالسمعة والتشكيك من أجل إفشال الشخص وإظهاره بصورة الذميم»٠
إن الغيرة فطرية وتلقائية ما دامت تحت الرقابة والتحجيم وفى حدود المعقول، وهى موجودة منذ صغرنا، وتظل موجودة فى أعماقنا، وتكوين شخصياتنا حتى موتنا، هناك عدة مواقف تُعتبر  الغيرة فيها شيئًا محمودًا ومطلوبًا، ومعظمنا يحث أبناءه عليها، مثل الغيرة من طلاب العلم والبحث والدراسة حتى إننا نغرس الثقة بالنفس فى نفوس أبنائنا وحثهم على الاجتهاد والمثابرة لكى ينجحوا، وبذلك يتم تحويل الغيرة إلى نجاح، كذلك عندما ينتاب ضباطنا وجنودنا من  رجالات القوات المسلحة والشرطة الغيرة من زملائهم وذويهم الذين استشهدوا فى سيناء أو أمام الكنائس والمساجد وهم يؤدون واجبهم الوطنى تجاه مصر ويتمنون الشهادة  فى سبيل حماية هذا الوطن، ستكون الغيرة هنا مطلوبة ومحمودة، وعندما نشعر بالغيرة من أداء أهلنا أو أصدقائنا لفريضة الحج ونشتاق لزيارة النبى عليه الصلاة والسلام فى مثل هذا اليوم من كل عام - حتى ولو سبق لنا الحج أو العمرة من قبل - فهى غيرة محمودة، لأن الغيرة هنا لله عز وجل ولرسوله، وهى من النوع الذى يحبه الله ورسوله، ومن الأخلاقيات التى حث عليها الإسلام وزكّاها ورغّب فيها وامتدح أصحابها، إن الغيرة المحمودة هى دليل على الإيمان القوى، وكلما قل الإيمان من القلب، انفرط حبل الغيرة، فهنيئًا لكل حجاج بيت الله الحرام فى كل بقاع العالم، وربنا يدعو كل مشتاق لزيارة بيته ونبيه .. وتحيا مصر. 